من فاته الجبس عليه بـ”البقشول”
خاص غلوبال – زهير المحمد
بعد أسابيع من التمتع بمذاق الكرز وأسعاره المنخفضة نسبياً نتيجة عرقلات متعمدة من المعابر الأردنية لبرادات الخضر السورية، يبدو أن موسمه على وشك الانقضاء، وقل المعروض منه في الأسواق مع ارتفاع ملحوظ في أسعاره وتراجع في نوعيته، ولدى البحث عن فاكهة في متناول اليد تهفو نفس المستهلكين على الجبس الأحمر، لكن اليد قصيرة والعين بصيرة، حيث يصل الكيلو غرام منه إلى ثلاثة آلاف ليرة، مايعني أن الجبسة متوسطة الحجم تتطلب 25 ألف ليرة، ولهيب هذا المبلغ قد يبطل مفعول برودتها على الأحشاء في هذه الأيام الحارة، والمشكلة الأهم إذا لم تكن حمراء وحلوة المذاق ومصيرها سلة المهملات، ولايمكن إعادتها إلى البائع الذي لم يعد ينادي (ع المكسر يابطيخ)، ويجيب لمن يشتكي من رداءة النوعية أنا لست بقلبها، وهذا حظك للأسف.
المهم أن المعنيين في سوق الهال يعرفون خفايا الموضوع، ويقولون بكل وضوح أن هناك عملية فرز مهنية ودقيقة ونسبة الخطأ فيها لاتتعدى الصفر، ليتم تصدير النوع الأول المرغوب في دول الخليج، وهناك يمكن أن يكون البيع ع المكسر دون وجود أي احتمال لرداءة حظ المستهلك أو التشكيك بلون الجبسة وطعمها.
وفي السابق كان المستهلك يرغب بـ”البقشول” وهو جبس صغير الحجم لايتعدى وزن الجبسة ستة كيلو غرام، كان رخيصاً وطعمه كالعسل يختلف عن بقشول هذه الأيام، بل ما نراه اليوم هو مقزوم ويتم استبعاده عن الجبس التصديري المروي، بينما البقشول هو بعل وحجم الإنتاج بالكامل متوسط، وللأسف هذه النوعية غائبة عن الأسواق لندرة الجبس البعل.
للأسف بات الجبس كفاكهة صيفية تطفئ حر الشوب خارج موائد أصحاب الدخل المحدود، ومن يغامر منهم بشراء جبسة مقزومة فإنه سيندم على هدر ثمنها لسوء النوعية، أما سبب ذلك فمرده إلى أمرين، الأول يتعلق بانخفاض القيمة الشرائية للراتب، والثاني يتعلق بالتصدير الجائر لكل الخضر والفواكه، ولولا العرقلة التي يتسبب بها الجانب الأردني لبرادات الخضر وتعرض بعضها للتلف لكانت الأسعار أغلى بكثير.
الجبس لم يعد في متناول يد الكثير من الأسر، والبقشول البعل غير متوافر، والجبس المقزوم لايسر أحداً، والأنظار الآن تتجه نحو موسم العنب والتين إن بقي بالراتب بقية، وكما يقول المتل “إن فاتك موسم ترجى أخاه”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة