الليلة الواحدة بمزرعة بمليون ليرة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: المبلغ لا قيمة له والسياحة الشعبية لم تعد للفقير أساساً
خاص دمشق – مايا حرفوش
يسعى الكثيرون للهروب من لهيب الصيف وقضاء وقت جيد نوعاً ما، والبحث عن أي منتزه أو مزرعة، ولكنه يصطدم بالأسعار الخيالية مقارنة بدخل المواطن، والذي على ما يبدو أنه لن يتجرأ على التفكير باستئجار مزرعة بعد رفع أسعار استئجارها إلى تلك الأرقام المهولة، دون حسيب ولا رقيب.
كما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات كثيرة تسوق لتأجير المزارع في مدينة دمشق وريفها، والتي يتراوح إيجارها في اليوم الواحد بين مليون وحتى المليوني ليرة، بحسب قربها أو بعدها عن مدينة دمشق، والخدمات المقدمة ضمنها، وترتفع أجرة اليوم الواحد خلال أيام الجمع والسبت، لكثرة الطلب عليها في أيام العطل، كما تتفاوت الأسعار حسب المنطقة ومساحة المزرعة وحسب ساعات الكهرباء.
وبحسب أحد تجار سمسرة المزارع، فإن الأسعار تختلف من منطقة لأخرى، والخدمات والمحتويات، في حين يكون للكهرباء الدور الأكبر في تقييم إيجار المزرعة، فيما إذا توفرت مولدة كهربائية داخلها، أو ألواح كهروشمسية.
وأضاف لـ«غلوبال»: إن أسعار إيجار المزارع الواقعة في بلدات الغوطة الشرقية،عربين، وحمورية،وسقبا والمليحة لليوم الواحد فقط ودون البقاء لليوم الثاني حوالي 500 ألف ليرة، أما في أيام العطلة فتبلغ أسعار إيجارات مزرعة صغيرة تتسع لأسرة واحدة في تلك المناطق حوالي 300 ألف ليرة.
فيما أكد خبير الأسواق والعقارات هشام أحمد أن أجور الفيلات والمزارع باتت أمراً عادياً ولا تمثل شيئاً من قيمتها وتكاليف الموجودات ضمنها، وهي غير كافية في حال أراد المالك إعادة تأهيل المزرعة أو تحديثها أو إضافة أشياء أساسية عليها.
وخاصة فيما يتعلق بالكهربائيات والبطاريات والمولدات، التي تباع بأسوأ الأنواع وبأضعاف ثمنها الأصلي في كل دول الجوار التي تعيش ظروفنا اقتصادياً وسياسياً.
بل ذهب الخبير إلى أبعد مما ذكر، مبيناً أن السياحة الشعبية باتت حلماً ولا تشمل نهائياً شريحة ذوي الدخل المحدود، الذين باتوا عاجزين حتى عن دفع أجور التنقلات إلى تلك المزارع وليس التفكير في استئجارها، وحتى عامل القطاع الخاص الذي يحصل على مرتب شهري من مليون إلى 3 ملايين، سيكون عاجزاً عن ذلك حتى لو تشارك مع إخوته وأقاربه على ذلك المشروع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة