خبر عاجل
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024 معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مجدل شمس والبوصلة التي لا تخطئ

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

تؤكد جميع المعطيات أن المجزرة البشعة التي تم ارتكابها ضدّ أطفال مجدل شمس متشابهة إلى حدّ التطابق مع المجازر اليومية التي ترتكبها “إسرائيل” ضدّ الأطفال والكبار والمرضى في قطاع غزة، كما تتطابق مع المجزرة التي ارتكبتها “إسرائيل” بحق الأطفال المصريين في مدرسة بحر البقر قبل ما يزيد على نصف قرن.

فالتاريخ الإجرامي لهذا الكيان الذي بدأ قبل النكبة في دير ياسين واللد والرملة وفي كل القرى الفلسطينية كان يهدف لإرهاب السكان وإجبارهم على ترك ديارهم، وهذا الأمر لم يغب عن أذهان أهلنا الصامدين في مجدل شمس، وهم يودعون أطفالهم الذين قضوا بقذيفة إسرائيلية حاقدة.

ولهذا فقد علت أصواتهم لطرد الإسرائيليين الذين تظاهروا بمشاركة أهالي الضحايا، كما علت هتافاتهم مطالبةً وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ومن معه بمغادرة قريتهم فوراً، ووصفوه بالمجرم القاتل، في إشارة واضحة من أهالي الجولان إلى رفضهم الاتهامات الإسرائيلية الكيدية لحزب الله، بارتكاب هذه المجزرة.

إن “إسرائيل” تواصل شتى المحاولات لإلصاق جرائمها القذرة بالمقاومة وتحميلها مسؤولية ما يتسبب به عدوانها، لكن تلك الاتهامات التي تحاول حتى واشنطن وبعض وسائل الإعلام المرتبطة بالمشروع الأمريكي – الإسرائيلي تسويقها لا يمكن أن تحرف البوصلة الوطنية التي ثبتت أهالي مجدل شمس والقرى المحيطة بها بأرضهم ووثقت ارتباطهم بوطنهم، وحفزتهم على رفض كل محاولات فرض الهوية الإسرائيلية التي لم تعدم وسيلة إلا وأتبعتها منذ قرار ضمّ الجولان الذي أصدرت الأمم المتحدة قراراً ببطلانه، وبقي ذلك القرار مرفوضاً ولا يساوي الحبر الذي كتب به قبل أربع وأربعين عاماً.

وعندما نصب أهل الجولان تمثالاً لغالية فرحات التي ضربت الجندي الإسرائيلي بحذائها الذي تحول إلى أيقونة يتسابق الجولانيون لاقتنائها في مزاد علني، فهذا تأكيد منهم على التمسك بالحق ورفض الاحتلال ومواصلة المقاومة بكل مالديهم من عزيمة وتصميم، كما تشهد الأعلام السورية التي تزين شرفاتهم وصدور منازلهم بأن ارتباطهم بالوطن وثقتهم بزوال الاحتلال لم ولن تتزعزع.

لقد حاولت “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن افتعال العديد من الحرائق على الخط الفاصل بين الجولان المحرّر، والجولان المحتل، ووثقت الجهات المختصة في سورية سبعين عدواناً على المدنيين في الجولان المحرّر، وترمي كلها وبكل تأكيد إلى تهجير السكان.

أما مجزرة مجدل شمس فهي أيضاً لإقناع سكانها بأنها ليست آمنة وتهجيرهم منها، بل وإظهار مجرم الحرب نتنياهو وطاقم حكومته المتطرّفة كـ”حماة”، لأهل المجدل الذين خبروا غدرهم وغدر من سبقوهم من قادة الكيان، فحتى الآن لا يزال بعض أبنائهم أسرى في معتقلات، إسرائيل، فيما قضى بعض مناضليهم عقوداً من الزمن ولم يفرج عنهم إلا نتيجة إصابتهم بأمراض خطيرة، أو عبر صفقات لتبادل الأسرى مع فصائل المقاومة.

تحاول “إسرائيل”أن توهم أهل مجدل شمس بأنها ستنتقم لدماء أطفالهم بعد أن هدرتها عامدة متعمدة، وتخلق لنفسها مبرّرات جديدة لارتكاب مجازر فظيعة في لبنان، وتغير الصورة التي بات يعرفها الكثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين لم يحضروا خطاب نتنياهو قبل يومين باعتباره مجرماً وقاتلاً للأطفال وللمدنيين عموماً، وحتى نائبة بايدن، كامالا هاريس، رفضت حضور تلك المهزلة التي سمحت لمجرم حرب أن يتباهى بجرائمه ويأخذ شهادة حسن سلوك من متطرفين صفقوا له وهم يعلمون حقيقة جرائمه.

لقد سما أهلنا في الجولان فوق جراحهم وأشاروا بكل وضوح للجناة، وأكدوا للمرة الألف أن البوصلة الوطنية لا يمكن أن تخطئ الهدف.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *