خبر عاجل
معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

التصعيد الأمريكي لن يُغير المعادلات!

خاص غلوبال ـ علي عبود

بعدما أخفقت أمريكا بفرض سياساتها في المنطقة، لجأت مع أداتها القمعية “إسرائيل” إلى التصعيد من خلال توجيه ثلاث ضربات في عقر دول محور المقاومة خلال ساعات قليلة: الأولى مجزرة في ضاحية بيروت الجنوبية ضد المدنيين بهدف اغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر، والثانية في العاصمة الإيرانية طهران والتي أدت إلى اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، والثالثة في العاصمة العراقية بغداد والتي فشلت باغتيال قادة كبار من الحشد الشعبي.

لقد طرح الكثيرون سؤالاً أساسياً: لماذا لجأت أمريكا و“إسرائيل” إلى التصعيد الذي تخطى الحدود الحمر وبجرأة غير مسبوقة في الوقت الذي أكدت فيه إدارتها وحكومتها العميقة منذ عملية طوفان الأقصى (7 تشرين الأول 2023) أنها لاتريد التصعيد ونشوب حرب شاملة في المنطقة؟.

كان محور المقاومة يعرف جيداً أن أمريكا التي تعلن دائماً أنها ستقف مع “إسرائيل” في أي حرب واسعة تقوم بعملية كذب مفضوحة، بل نجحت بتضليل حتى الحكومة اللبنانية بأن هدفها منع “إسرائيل” من التصعيد في شمال فلسطين المحتلة، والدليل أنها كانت تعلن جهاراً أنها ضد أي قرار لوقف إطلاق النار في غزة قبل القضاء على حماس، وإرغام المقاومة اللبنانية على الانسحاب من الحدود اللبنانية إلى مسافة تريح “إسرائيل”.

نعم، كان الهدف الأمريكي من الضغط السياسي والاقتصادي على لبنان تحييد المقاومة اللبنانية عما يجري من عمليات إبادة في غزة، كي تستفرد بالمقاومة الفلسطينية، وكانت رسالتها المبطنة لحزب الله واضحة ومكشوفة: انتظروا.. “إسرائيل” قادمة لسحقكم بعد انتهائها من الحرب في غزة!.

كان هدف الإدارة الأمريكية منذ اليوم الأول منح رخصة لقيادة العدو بإبادة الفلسطينيين بأفتك أنواع الأسلحة التدميرية، لكنها لم تتوقع أن يفتح حزب الله جبهة إسناد في شمال فلسطين المحتلة أدت إلى تهجير أكثر من100 ألف مستوطن، تبعها بعد أسابيع قليلة فتح حبهة في البحر الأحمر، وجبهة في العراق ضد “إسرائيل”.

نعم، للمرة الأولى منذ تأسيسها لم تتمكن إسرائيل من الاستفراد بجبهة واحدة لتنهيها في ساعات بضربات سريعة ومرعبة، واكتشفت منذ الساعات الأولى بعد حربها الإبادية في غزة أن وحدة الساحات ليس شعاراً بل هو واقع تم تفعيله بسرعة وكانت نتائجه فعالة، ووجدت “إسرائيل” نفسها تقاتل على أراضيها وليس على أراضي العرب كما كانت تفعل منذ 75 عاماً.

وبعدما أخفقت الضغوط الأمريكية المدعومة ببوارجها الحربية وبقصفها المباشر للمقاومة في العراق واليمن وسورية بتفكيك جبهات محور المقاومة كي تستفرد “إسرائيل” بالمقاومة الفلسطينية، كان الخيار البديل لأمريكا هو التصعيد وبعمليات كبيرة تستهدف ساحات لبنان والعراق وإيران خلال ساعات، وقد سبقها قصف جوي لمرفأ الحديدة اليمني، كي ترغم المحور على التهدئة ووقف عملياتها في داخل فلسطين المحتلة.

السؤال الآن: ماذا ينتظر “إسرائيل” وأمريكا بعد الاعتداءات السافرة التي استهدفت عواصم محور المقاومة؟
حسب المنطق الأمريكي: ماحصل ضربات محدودة، وليس هدفنا تفجير حرب إقليمية في المنطقة،حسب منطق محور المقاومة: الرد آت بسرعة والكلمة الفصل للميدان.

وبما أن التصعيد الأمريكي والإسرائيلي مهما كان كبيراً وخطيراً ومتجاوزاً لكل الخطوط الحمر لن يُغيّر من المعادلات في الصراع مع كيان العدو، فهذا يعني أن الحرب الواسعة بلا ضوابط أو سقوف باتت وشيكة، إلا إذا ابتلعت حكومة العدو الضربات التي ستطال تل أبيب بالذات في إطار معادلة الأمين العام لحزب الله: عاصمة مقابل عاصمة ومطار مقابل مطار..إلخ.

المكيدة الأمريكية التي تروج لها أمريكا الآن: العدوان على الضاحية محدود واقتصر على اغتيال قيادي من حزب الله فلا الداعي للتصعيد.

ونقول مكيدة لأن الهدف فرض قاعدة اشتباك جديدة تعطي لـ “إسرائيل” الحق ياستهدافات جديدة ومتكررة للضاحية إن لم يأت رد حزب الله سريعاً وكبيراً وزاجراً، وقالها الحزب لكل الوسطاء: أمريكا تكذب.. نحن لانثق بها أبداً.

الملفت أن بعض السياسيين والمحللين (المبطوحين) أمام كيان العدو طلبوا من محور المقاومة بعد الاعتداءات الأمريكية الصهيونية على ثلاث عواصم عربية بالصبر والتهدئة لأنه غير قادر على مواجهة مباشرة مع الأمريكان، فهل هذا صحيح؟.

الجواب هو بسؤال أيضاً: هل تستطيع أمريكا بكامل أساطيلها وبوارجها وحاملات طائراتها حماية قواعدها العسكرية في المنطقة؟.

نعم، لو لم يكن لأمريكا قواعد عسكرية لتمكمنت من خوض معركة حاسمة ضد محور المقاومة عن بعد، ولهذا تضغط لمنع نشوب حرب واسعة في المنطقة، ومن عجز عن منع أنصار الله من استهداف أساطيله والسفن المتوجهة إلى “إسرائيل” هل سيتمكن من صد الهجمات على قواعده في المنطقة وأساطيله في البحر؟.

صحيح أن التعجرف دفع بمسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية للكشف عن تورط الولايات المتحدة في العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية والعاصمة العراقية، مع إنكارها التورط في الاعتداء على طهران، لكن هذه الإدارة ستكتشف سريعاً أن خططها الجديدة بالتصعيد ضد عواصم محور المقاومة لن تغير ولو 1 % من المعادلات القائمة، فالتصعيد مهما بلغت قوته ووحشيته ومجازره لن يعيد الأسرى، ولا المستوطنين إلى شمال فلسطين وغلاف عزة، ولن يقضي على المقاومة..الخ.

الخلاصة: بدأت صفحة جديدة ومختلفة في المنطقة من طهران فالعراق فلبنان وصولاً إلى اليمن تختلف جذرياً عما كانت عليه قبل 30/7/2024، وقد حاولت أمريكا من خلال الوسطاء وأنصارها في لبنان والمنطقة معرفة رد حزب الله على استهداف الضاحية، ولوحت بتجديد مساعيها لإبرام صفقة سياسية مع الحزب، وجاء الرد حاسماً وقاطعاً: لامجال لأيّ كلام سياسي بعد هذا العدوان، والجواب على سؤالكم واستفساراتكم سيكون في الميدان.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *