خبر عاجل
معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

اختلال في الموازين واضطراب في العقلية الأمريكية

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

لعل من التصريحات التي تدعو للإشمئزاز تلك التي صدرت عن الخارجية الأمريكية بعد إغتيال الشهيدين، فؤاد شكر في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران، والتي تؤكد على عزم واشنطن الدفاع عن “إسرائيل” ضدّ أي  هجمات متهورة – حسب تعبيرهم – من إيران.

ولا أحد يدرك ذلك الميزان الذي تستخدمه الخارجية الأمريكية وإدارتها المتصهينة لقياس مدى الحكمة من التهور، لأن ذلك الميزان الفظيع ربما لم ير التهور الإسرائيلي الذي ضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية خلال عشرة أشهر من حرب الإبادة التي دمرت الحجر وقتلت وجوعت البشر، ووسعت من مروحة الإغتيالات.

ولم تجد غضاضة من تجاوز “إسرائيل” لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة الداعية لوقف فوري لإطلاق النار وإغاثة المدنيين بالغذاء والماء والدواء، بل لم تكترث أصلاً بمبادرة الرئيس بايدن المستندة إلى ورقة إسرائيلية والتي تبناها مجلس الأمن بقرار واضح، بينما رفضتها “إسرائيل” جملةً وتفصيلاً، معلنة على لسان مندوبتها في مجلس الأمن أنها مستمرة بحربها، ولن تنفذ قرار مجلس الأمن.

إن الإدارة الأمريكية التي تتهم الآخرين باحتمالات التهور- إن مارسوا حقهم بالردّ- لاترى تهورها في الجري وراء نتنياهو وحكومته المتطرفة للتغطية على جرائمه الموصوفة التي وثقتها محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وردت على إصدار مذكرات توقيف بحقه وحكومته كمجرمي حرب، بتقرير عقوبات على القضاة الذين يتمتعون بالحيادية والحصانة.

فالحكمة الأمريكية المشوهة وعدم التهور المزعوم دفع معظم أصحاب القرار في إدارتها من الخارجية إلى الدفاع إلى الأمن القومي ومسؤولي الاستخبارات إلى المنطقة منذ طوفان الأقصى قبل عشرة أشهر لرعاية مفاوضات وفق الاقتراحات الإسرائيلية، وقبل إعلان تلك الإدارة عن التوصل للاتفاق يتنصل نتنياهو حتى من اقتراحاته، ويُفشل الجهود الدولية التي تسعى لفرملة التهور الإسرائيلي.

ولم تنس واشنطن أن تتبنى التهور الإسرائيلي المتكرر بإرسال آلاف الأطنان من الذخائر والمعدات العسكرية المتطورة والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي ساعدت الكيان، وما زالت على تنفيذ الاغتيالات ضدّ المدنيين والعسكريين والسياسيين في سورية ولبنان والعراق واليمن وإيران وفي أي مكان في العالم، دون أن تستيقظ الحكمة الأمريكية وتردع “إسرائيل” عن أفعال يمكن أن تجر المنطقة والعالم إلى حرب ستحرق الأخضر واليابس، بل على العكس.

كما تترجم واشنطن دعوتها لضبط النفس وعدم توسيع رقعة الصراع بمزيد من القصف والاغتيالات جنباً إلى جنب مع” إسرائيل” في شراكة تزيد من معدلات التهور غير المسبوقة وتجبر من يقع عليه العدوان على الرد وبعقلانية لا يعرفها ولا يتقيد بها أولئك الذين يتحدثون عن التحلي بضبط النفس، وعن المبادرات السياسية، وعن حل الدولتين الذي يعني بالنسبة لهم تهجير السكان قسرياً، وتهديم بيوتهم واغتيال رموزهم ومستشاريهم وأطفالهم وحتى أحلامهم بالحياة الكريمة.

كذلك فإن أمريكا ومعها “إسرائيل” تمارسان التهور برعونة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية، بل وحتى تاريخ الصراعات، وتكذب واشنطن للتغطية على جرائم طفح بها الكيل لدرجة فاقت قدرة الآخرين على التحمل.

وصحيح أن لا أحد يريد الدخول في حروب شاملة لأنها لن تنجي أحداً من ويلاتها، ولايريد أحد أن تتوسع دائرة الصراع، إلا أن “إسرائيل” ومن يدعمها يريدون ذلك، وبالتالي فإن من العار على الخارجية وعلى الإدارة الأمريكية أن تمارس التهور وتدعم مرتكبيه وتدعي عكس ذلك.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *