تأمين المشتقات النفطية أهم من تحريك أسعارها
خاص غلوبال – زهير المحمد
كشف وزير النفط في تصريح له مؤخراً أن حاجة القطر الفعلية للغاز المنزلي تصل إلى 64 ألف طن يومياً لكن ما يتم تأمينه لايتجاوز ثلاثين ألف طن، أي أن الكمية أقل بقليل من نصف الحاجة، وبحسب التصريح فإنه من المفترض أن تصل رسالة الغاز كل 54 يوماً على اعتبار أن تقديرات وزارة النفط مع بداية العمل بالبطاقة الذكية أن رب الأسرة يحتاج إلى أسطوانة غاز كل 23 يوماً.
ووفق هذا التصريح يمكن أن يتوجه المواطنون بالشكر لكل من يعمل على تأمين الغاز، سواء من مصادر محلية أو من خلال الاستيراد لو كانت المدة هذه واقعية، بل يمنحون تلك الجهات فترة سماح لستة أيام أخرى ويقبلون أن يحصلوا على أسطوانة كل شهرين مرة، فهل تستطيع الوزارة أن توزع ست أسطوانات سنوياً لكل أسرة، وتعوض من تأخر مدة التسليم لتصل إلى ثلاثة أشهر ونصف؟.
لقد مل المستهلكون من الوعود المتكررة حول انخفاض مأمول للمدة الفاصلة بين توزيع وآخر لمادة الغاز ويطالبون بأمرين، الأول أن تكون الأرقام التي يتم الإعلان عنها دقيقة، وأن تتحقق العدالة في التوزيع على كافة المحافظات والمعتمدين.
والقضية الأخرى أن الجهات المعنية قد رفعت أسعار الأسطوانات الفارغة وباتت أغلى من أسعارها في السوق السوداء، ومع ذلك يتساءل المستهلكون فيما إذا كان باستطاعة من يحتاج الحصول على أسطوانة فارغة من المراكز المعتمدة، أم أن تحديد السعر الجديد هو لتحقيق قفزة جديدة في أسعارها لدى تجار السوق السوداء؟.
إن تعويم أسعار أسطوانات الغاز الفارغة وتعويم أسعار المشتقات النفطية والتي باتت أغلى من أسعارها في الدول المجاورة، يتطلب توفير المادة مع إمكانية الحصول عليها بسهولة، وهذا وحده يمكن أن ينهي البحث عنها في دهاليز السوق السوداء التي ترهق المواطن بارتفاع أسعارها، وتزيد من حالات الغش بالمشتقات النفطية والتي تتسبب بأعطال تزيد من تكاليف تشغيل المركبات، ولا ننسى المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تنتج عن نقل وتخزين وبيع مواد سريعة الاشتعال بهذه الطرائق البدائية والتي تسببت بعشرات الحوادث المؤسفة، التي يمكن تجاوزها من خلال تأمين المادة في محطات الوقود ومراكز التوزيع المجهزة بعوامل الأمان.
ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن وزارة التموين قد خفضت أسعار المشتقات النفطية بشكل طفيف يوم أمس، لكن وصول البنزين إلى المحطات ليس كافياً وهذا بدوره أدى إلى تأخر وصول الرسائل وارتفاع أسعار المشتقات النفطية إلى مستويات غير مسبوقة “وكأنك يا أبو زيد ما غزيت”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة