خبر عاجل
الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لا تؤخروا حسابهم ليراكموا الدمار!

خاص غلوبال – هني الحمدان 

تعزيز الثقة ما بين المواطن والإدارات الرسمية يتم عندما يلمس ويشاهد ويقتنع، بأن يد المحاسبة والعقاب لأي شخص أو مسؤول يتطاول على القانون ويرتكب الأخطاء والسرقات يلقى حسابه العسير مهما كانت صفته، فيد الحساب والعقاب لإنهاء ما عشعش في ثنايا الوظائف وأساليب الإدارة سبب الكثير من التجاوزات والتأخيرات والسرقات، وعمق الفجوة مابين المواطن الذي فقد الثقة بإجراءات الحكومة، لكن اليوم هناك تحولات جديدة على حيز معالجة الإعوجاج ووضع حد لتغول الفساد وأبطاله، تحول أساسه إنزال العقوبة والمحاسبة الجدية لمن ارتكب أو سهل أو قبض، وسواها من فنون وآلاعيب فرسان الفساد وأعوانهم ومفاتيحهم، الذين يسهلون الرشوة وترطيب الطرق لإفساد أي مسؤول أو مدير إلا مارحم ربك، وهؤلاء قلة، وإلا سينقلون بعيداً لأماكن لا تدخلها الأضواء، أو يرسلون إلى البيت مستغنين عن خدماتهم، فقط لأنهم شرفاء وأشخاص على درجة عالية من النزاهة والإخلاص.  

إذا أردنا أن نكون مع أنفسنا وقناعاتنا، وحرصنا الوطني على إنجاح أعمالنا وأنشطتنا وأنماط تفكيرنا، فيجب أن نقر بأن عملية المعالجة يجب أن تكون قد بدأت، لا أن يتم تأخيرها إلى اليوم، فالعبث بمحاولات تطوير الحياة الإدارية والإنتاجية والاقتصادية والخدمية  والحزبية حتى، ينبغي أن يكون له ثمن مرتفع، خصوصاً أن جميع شرائح المجتمع تعوّل كثيراً على هذه التحولات الجديدة، والمعالجة الصائبة لأي خطأ أو خرق وتجاوز.

ربما من الأسلم، إذا ما أردنا أن نحافظ على زخم مشروع التحديث الإصلاحي والمعالجة وترسيخها في عقول الناس الذين لا يؤمنون بها، ويرون أن ما يجري حجة عليه بعد أن فقد بريقه، هو أن نبث لهم رسالة واضحة بأن لا تأجيل في حساب من أساء لهذه التحولات أو سيقصر في تنفيذ المسؤوليات، من باب ألا تستحوذ علينا فكرة دع المركب يمضي بأقل الخسائر، إن “أقل الخسائر” هذه سوف ندفع ثمنها غالياً بتوسيع قاعدة عدم المؤمنين بتعزيز الثقة بالإجراءات الحكومية المتعاقبة وكيفية معالجاتها، ما يقربها أكثر إلى حافة الفشل، بدلاً من أن نمنحها دفعات إلى الأمام بتوسيع قاعدة المؤمنين بها، والمنخرطين فيها بكل جهد وجدية.

إخضاع البعض للمساءلة والعقاب في الوقت الراهن هو الأمل الوحيد لإقناع الناس أن هناك إصراراً من الدولة على حماية مشروعات الإصلاح في كل المناحي، وبالتالي سيساهم في أن يؤمن السوري بأن الأمر جاد ويستحق الاحترام والمشاركة والدعم، وبالتالي تعزيز مقومات الثقة وتقوية أواصرها.

وباء الفساد والترهل الذي يستشري في مفاصل بعض الإدارات وذاك النمط السائد والثقافة المهزوزة، يصعب مداواة كل ذلك بالخطابات، فما يجري اليوم من محاسبات جادة سيسهم في تغيير النظرة من السلبية للإيجابية.

هذا هو الأمر ببساطة، والأمر اليوم في يد الدولة، فإما أن تدع المسألة بيد القدر وتزيد من فجوة الثقة بعملية الإصلاح برمتها، أو أن تكون صارمة في هذا السياق، وأن تقرر أن “آخر العلاج البتر”، وليس الكيّ فحسب لذلك، لا تؤخروا حسابهم وتمنحوهم مزيداً من الوقت ليراكموا الدمار الذي يصعب إعماره وإعادته إلى ما كان قبل أن تعيث به الأيادي إفساداً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *