افتراءات أمريكية صهيونية للتغطية على المجازر
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
يحاول الغرب أن يتاجر بالأكاذيب والافتراءات ضدّ دول المنطقة وقوى المقاومة فيها، ولعل من أطرف الاتهامات التي يحاول الغرب إلصاقها بإيران تلك التي تبناها “غوغل” لجهة الادعاء بأن قراصنة مدعومين من إيران يستهدفون حملتي المرشحين للرئاسة الأمريكية هاريس وترامب.
بل يخرج الموضوع من خانة الطرافة إلى ميادين التلفيق والتبلي، حيث يقول المنطق الجنائي، إنه في كل جريمة يجب التفتيش عن المستفيد، وهنا فإن المستفيد الوحيد من الجريمة الملفقة، ويتبناها المرشحان الرئيسيان على حدّ سواء، لا تصبّ إلا في مصلحة الإدارة الأمريكية الحالية أو ربما القادمة.
وذلك بهدف إلصاق كل الموبقات التي ترتكبها واشنطن حول العالم ببلد من بلدان الشرق الأوسط، ذنبه الوحيد أنه مع قرارات الشرعية الدولية التي يمكن الاعتماد عليها لحل القضية الفلسطينية، وأنها تدعم حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في التحرّر من الاحتلال وفي تقرير المصير، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية بأي ذرائع معلبة كـ”الديمقراطية”.
ولو بحثنا عمّن يريد التأثير إلكترونياً في سير الانتخابات ودعم القراصنة للعمل لصالح هذا المرشح أو ذاك، فهذا ما لا نجده في تلك التهمة الملفقة بحق إيران، ما يرجح أن القراصنة الذين يتلاعبون بالحملات الانتخابية هم من فريقين متخاصمين انتخابياً.
وبالتالي فإن ما يجري، وما سيجري للتأثير على سير الانتخابات الأمريكية تقف خلفه أصابع أمريكية؛ لأن إيران ودول العالم قاطبة تدرك أن تغيير الحزب الحاكم أو الرئيس لن يغير شيئاً في الاستراتيجية الأمريكية القائمة على استباحة العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وخلق المزيد من بؤر التوتر، والسيطرة على النفط والمعابر البحرية، ولا ننسى الدعم غير المتناهي لـ”إسرائيل”، وتوظيف الإرهاب لإضعاف “الخصوم”.
إن التلاعب بالرأي العام والعقول بات الشغل الشاغل للساسة الأمريكان بعد انكشاف موقفهم المخزي في دعم الجرائم الصهيونية، وموافقتهم على المزيد من صفقات الأسلحة التي تعزّز قدرة “إسرائيل” على ارتكاب العدوان.
والآن تطالعنا الإدارة الأمريكية بافتراء هو الأحدث، مفاده، إن حماس لن تتعامل بنزاهة مع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تستضيفها الدوحة اليوم الخميس، مع أن الإسرائيليين من داخل حكومة الكيان الصهيوني وخارجها يجمعون على أن من يعرقل أي اتفاق لوقف إطلاق النار هو نتنياهو.
وهذا أيضاً ما يعرفه الأمريكيون الذين تبنوا أكثر من مرة الاقتراحات الإسرائيلية، بل بنوا مبادرة بايدن وقرار مجلس الأمن عليها، ومع ذلك قابلها نتنياهو ذاته بالرفض.
هذا النفاق والاتهامات الأمريكية والصهيونية الكيدية التي تشارك فيها حتى محركات البحث والمواقع الإلكترونية والفضائيات هي ضمن المحاولات اليائسة التي تهدف إلى تحسين صورة أمريكا القبيحة في نظر مواطنيها قبل نظر الآخرين، وتعكس استمرار مراهنة واشنطن على الضغوط والعقوبات وعلى منطق القوة لضمان إرادتها المنفردة في قيادة العالم، حتى وإن أوصلته إلى الهاوية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة