فعاليات لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحمص… أخصائية لـ«غلوبال»: نجحنا في علاج حالات وإيصالها للاستقلالية والأهم مسارعة الأهل بالاعتراف بوجود المشكلة
خاص حمص – زينب سلوم
نلحظ في حمص سعياً حثيثاً لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وفق برامج وخطط علاجية، تؤمن اعتمادهم على النفس قدر المستطاع، والاندماج في المجتمع بصورة طبيعية تكفل نمواً مستقراً لهم، مع إطلاق عروض وفعاليات ترفيهية لهم.
وفي السياق، بينت الدكتورة صبا حمود، مديرة مركز “أنا وطفلي” المختص برعاية وعلاج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بحمص، في لقاء مع «غلوبال»، أن المركز يعتمد على التعاون مع أفراد عائلة الطفل المراد علاجه بالدرجة الأولى، ونحن نسميهم “أطفال القدرات المميزة”، لأن أغلبية الحالات التي تعاني نقصاً في جانب معين نلحظ أن لديها موهبةً أو تفوقاً في جانب آخر، وعندها نعمل على تسليط الضوء على هذه الموهبة أو القدرة لتنميتها.
ويوجد في المركز فريق مختص من المرافقين والمعالجين، حيث أكدت الدكتورة حمود أنه لا بد من تمتعهم بأكبر قدر من الإنسانية بالدرجة الأولى للانخراط في هذا العمل النوعي، ومن ثم يضاف إلى ذلك التمكن والخبرة في العلاج، وضرورة الإيمان بهؤلاء الأطفال ومساعدتهم في الوصول إلى الاستقلالية.
ولفتت مديرة المركز إلى أن عملهم يقوم على تأهيل الكوادر أيضاً، ويعنى بعلاج حالات الشلل الدماغي ونقص التروية الدماغية والتوحد وصعوبات التعلم عبر علاجين، سلوكي، وفيزيائي، وفق خطة علاجية تتضمن عزل الطفل المراد علاجه في المرحلة الأولى حتى لا يكتسب عادات غير صحيحة.
أما بالنسبة للدمج مع الأطفال الطبيعيين، فأشارت الأخصائية إلى أن مجتمعنا يعاني أساساً من مشكلة عدم تعليم الأطفال على تقبل أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا بد من نشر التوعية بهذا الأمر، وفي الوقت نفسه لا يجوز أن يقوم ذوو الطفل بتدليله أو تمييزه عن بقية أشقائه لأن ذلك سيسبب صعوبةً في ضبط سلوكه وعلاجه من جهة، ومشكلات الغيرة من أشقائه في المنزل من جهةٍ أخرى.
وأوضحت الدكتورة حمود أن المركز يقيم فعاليات ترفيهية ونشاطات فنية وأعمال يدوية تهدف إلى الترفيه، وإلى توجيه الأهل للثقة بقدرات أبنائهم ليتمكنوا من ممارسة بعض الأعمال اليدوية والفنية، والتي قد تساعدهم في الاعتماد على النفس ولو جزئياً.
كما بينت أن بعض الحالات كانت في مرحلة الحبو، وحققت نجاحاً بجهود المركز وبدور أساسي من الأهل، في الوصول إلى مرحلة الجلوس أو حتى المشي، أو قضاء الاحتياجات اليومية، منوهاً بأن الأهم هو البدء في العلاج بوقت مبكر، ومنع حدوث المزيد من التراجع في حالة الطفل المصاب على أقل تقدير.
وحذّرت الأخصائية من أن أكبر مشكلة تواجه هؤلاء الأطفال هي عدم اعتراف الأهل أو السكوت عن وجود مشكلة لدى أطفالهم، حتى لو اشتباه، داعيةً إياهم للبدء بالحل الفوري لها ومنع حدوث أي مضاعفات قد تزيد من تدهور حالة أبنائهم، كما أوضحت أن بعض الحالات ثبت أنها لا تعاني التوحد، بل تعاني انسحاباً بيئياً أو فرط نشاط أو تشتت انتباه، وتم تعافيها عبر العلاج المعرفي والسلوكي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة