التخفيض بالقيراط والمعاناة بالقنطار
خاص غلوبال – زهير المحمد
كلما أعلنت وزارة التموين بالتنسيق مع الجهات الأخرى تخفيض أسعار المشتقات النفطية لبضع الليرات في مبيع الليتر الواحد، يتنفس الناس الصعداء ويستبشرون بتحسن صرف الليرة وبتوفر المشتقات النفطية، لكن سرعان ما يعيدهم الواقع إلى توقع الأسوأ، حيث تشهد بعض المحافظات تناقصاً في كميات المازوت المخصصة لوسائط النقل، يتم ترجمتها بمظاهر قاسية لمعاناة الركاب من الانتظار والتدافع والوقوف طويلاً في كراجات الانطلاق والاضطرار لدفع مبالغ مضاعفة عند اللجوء إلى استخدام سيارات التكسي.
ومع أن قلة توريدات الوقود هي السبب، إلا أن المواطن ليس معنياً بالبحث عنها أو استيرادها، مع أنه يدفع تكاليف تعويم أسعارها والاختناقات في توزيعها عشرات المرات في الأفران الخاصة، وفي أسواق الخضر وفي دفع أجور وسائط النقل التي يدعي سائقوها أنهم يشترون الوقود من السوق السوداء.
ويتساءل الكثيرون، إذا كان الحصول على المازوت في عز الصيف بهذه الصعوبة، فكيف سيكون الأمر عند توزيع مازوت التدفئة؟ فيما يتوقع البعض أن يتم توزيع مازوت التدفئة بالقطارة إن بقيت التوريدات على هذه الشاكلة.
إن تأمين المشتقات النفطية مسألة حيوية وربما تعطي مؤشرات إيجابية أو سلبية للتفاؤل أو التشاؤم بإمكانية حل عشرات المشكلات التي يعانيها المواطن والتي فاقت قدرته على التحمل، ولهذا كله تتجدد المطالبة بإيجاد الحلول الناجعة من قبل الجهات المعنية لتوفير حوامل الطاقة التي تلقي بظلالها السلبية أو الإيجابية على جميع مناحي الحياة.
المسألة الأخرى التي يجب التذكير بها أن وسائط النقل الحالية باتت عاجزة عن تلبية الاحتياجات النقلية لصغر حجمها وكثرة أعطالها وما تسببه من ازدحام في الشوارع وعلى الطرقات العامة، ما يجعل الحاجة كبيرة إلى تأمين وسائط نقل جماعية وخاصة تلك التي تعمل على الطاقات المتجددة مع الأمل بأن نرى الباصات الكهربائية الموعودة قد دخلت الخدمة، بعد أن سمعنا عن دراسات وموافقات ومشروعات ومحطات شحن وآلاف الباصات الجديدة ومللنا من جعجعة كبيرة دون طحين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة