خبر عاجل
تصفيات كأس آسيا لكرة السلة.. منتخبنا يتعرض للهزيمة من أمام نظيره اللبناني جيني أسبر : ياسر العظمة هو السبب في دخولي الفن ولم أحصل على فرصتي الحقيقية بعد رشا بلال تكشف عن صور جديدة من كواليس “العميل” لجنة الانضباط والأخلاق تصدر عقوباتها عن مباريات الجولة الرابعة في الدوري السوري التزام بإجراءات تحقيق الاستجابة إبان المنخفض… معنيو الدوائر الخدمية بحمص لـ«غلوبال»: عدم تسجيل أي إصابات بشرية أو حوادث سقوط أشجار عقوبات رادعة بهدف الحماية من المخالفات… وزير الاتصالات لـ«غلوبال»: تعديل عدد من مواد القانون 30 لعام 2024 انخفاض الازدحام… مدير المصرف العقاري لـ«غلوبال»: 3 آلاف طلب فتح حساب للمواطنين حتى اليوم بعد 12 عاماً من الظلام التيار يعود إلى حي العرضي بدير الزور… مدير الكهرباء لـ«غلوبال»: إنشاء شبكتي التوتر المتوسط والمنخفض وتركيب محولة كهربائية كشف شبكة احتكار للدقيق في حلب… مدير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: اكتشاف 150 كيساً من الدقيق والنخالة في مستودع سري انخفاض ملموس بدرجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | محلي | نيوز

كراسي البلاستيك تتصدر الواجهة على حساب الخيزران والقش… عضو مجلس اتحاد الحرفيين بطرطوس لـ«غلوبال»: المهن التراثية في طريقها للاندثار إن لم نحسن إدارتها

خاص طرطوس – رفاه نيوف

لم يخل بيت من بيوت آبائنا وأجدادنا من كراسي الخيزران والقش، وقد حفرت في الذاكرة أجمل الصور والذكريات، وبقيت عقوداً طويلة أساس جهاز العرائس وركناً أساسياً من أركان كل منزل في الريف والمدينة لعقود طويلة، أما اليوم فقد تغير كل شيء غابت كراسي الخيزران والقش شيئاً فشيئاً، وحلّت كراسي البلاستيك بديلاً عنها، بألوانها المختلفة وأشكالها المتعددة، وأصبحت كراسي الخيزران والقش من التراث رغم جمالها ومتانتها وعبق الماضي الذي يذكرنا بأجمل الأيام.

عضو المكتب التنفيذي في اتحاد حرفيي طرطوس منذر رمضان أكد لـ«غلوبال» أن  منتجات الخيزران والقش تعتبر اليوم من الأعمال الحرفية اليدوية التراثية، وقد بدأ الأجداد بابتكار صناعتها وفق ما يتناسب مع حاجتهم لاستخدامها وتوارثتها الأجيال المتعاقبة وعملت على تطويرها بأشكال فنية متقنة حيث تمت زخرفتها ليصبح بعضها لوحة فنية بلمسات متقنة تحمل في طياتها كل الحب وطيبة أهل الأرياف، حيث كانت سيدات المنزل الريفي بأغلبهن يمتهن صناعة أطباق القش من خلال جمعهن لسويقات القمح.

وأضاف: بدأت ملامح تراجع هذه المنتجات تطفو على سطح الواقع  منذ بداية الأزمة، على الرغم من إقامة بعض الورش التدريبية الخجولة، إلا أنها اصطدمت بعوائق متعددة وأهمها اختلاف نوع البذور التي يتم استخدامها للزراعة في أماكن متعددة لأن اختيار سويقات القمح التي تصلح لهذه الصناعة يجب أن تحمل مواصفات محددة، وبقيت قلة من المزارعين الذين يستخدمون البذور التي تنتج سويقات معافاة، إضافة إلى ذلك يعتبر جمع السويقات عملاً مضنياً وشاقاً ويحتاج إلى تفرغ خلال فترة الحصاد والتنقل بين الحقول لجمع ما أمكن منها قبل أن تتحول إلى علف لمزارع الأبقار.

بالتأكيد هذه المواد بمجملها منتج محلي إلا أنها من الحرف المضنية والشاقة، وعلى الرغم من ذلك نرى قلة من المشغولات التي يتم إنتاجها في وقتنا الحالي نتيجة هذه العقبات.

وأوضح رمضان أن حرفة الخيزران والتي كانت العائلات تتباهى بمقتنياتها من الكراسي التي يمتلكونها منها، قد شهدت تطوراً رائعاً على أيدي حرفيين مبدعين تفننوا في أشكالها وأصبحت تلبي حاجة كافة طبقات المجتمع، وتم تحويل هذه  الأخشاب والأعواد إلى طاولات وزخارف وسلال وأوان مزخرفة، وتم إدخال بعض المواد الأخرى في تزيينها من توالف البيئة والزجاج، وأصبحت هذه المنتجات سيدة المنازل والمقاهي ورفيقة الطبيعة.

وواجهت هذه الحرفة بحسب رمضان منعطفاً خطراً يهدد باندثارها شيئاً فشيئاً ومعاناة حرفييها كبيرة ومختلفة، كون موادها الأولية من المستوردات، وأصبح من يمتهنها يحتاج لكتلة مالية لا بأس بها لشرائها، وهنا بدأت معاناة الكثيرين بالظهور فمعظمهم من الطبقة الفقيرة التي تعمل لتقتات مما تنتج، وليس لديهم مدخرات لشراء ما يحتاجون وانحصرت مصادر استيرادها بعدد قليل جداً من الأشخاص على مستوى القطر ويضاف عليها أجور نقل وسواها، لذلك أصبح هذا المنتج الرائع مهدداً بشكل فعلي بفقدانه من الأسواق.

وأضاف رمضان  إلى وجود عامل آخر دخل على خط منافسة قوية لوجودها وهي الصناعات البلاستيكية التي يتم إنتاجها محلياً وبأسعار تنافسية وإنتاج غزير، بالتأكيد لا ننكر الحاجة الضرورية لهذه المنتجات التي أصبح من الضروري تواجدها في كافة المجالات بحياتنا اليومية، ولكن بالتأكيد لا يمكن أن تكون بديلاً عن ما يصنع يدوياً من مواد طبيعية يدخل بصناعتها جزء كبير من روح وإحساس ممتهنيها ومبتكريها وصانعيها.

و اقترح رمضان للحفاظ على هذه المهن التراثية من الاندثار العمل على إقامة دورات لكافة الراغبين بتعلم هذه الحرفة ونقل أسرار إتقانها للأجيال، وإقامة ندوات توعوية هادفة لنشر ثقافة العودة لسيدات الأرياف بجمع سويقات القمح التي تصلح لهذه الحرفة، واستثمارها وبذلك نحافظ عليها من الاندثار إضافة إلى تأمين مردود مالي لعدد كبير من الأسر وخاصة في ظل ضائقة تعاني منها هذه الطبقة نتيجة ظروف الحرب الظالمة على وطننا.

أما الخيزران فكل ما نحتاجه إضافة إلى الدورات التدريبية المكثفة والندوات وسواها، ومنها السماح باستيراد المواد الأولية الخاصة بالمشغولات اليدوية من دون فرض أي رسوم جمركية عليها أو يفرض عليها الحد الأدنى، وتضاف إليها نسبة أرباح مقبولة لمستوردها، إضافة لضرورة وجود مستوردين عدة ضمن مواصفات محددة للمنتج كي يكون هناك تنافسية في الأسعار، ونضمن بذلك عودة الألق لهذه الحرفة العريقة ونضمن استمراريتها مستقبلاً، والأهم إيجاد أسواق داخلية وخارجية لتسويق الإنتاج.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *