خبر عاجل
هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

تخطى الإجرام الإسرائيلي كل معايير الحروب وقوانينها مع ابتداع أساليب إرهاب غير مسبوقة، وبات قتل الأبرياء هدفاً بحدّ ذاته، فالعقيدة الصهيونية ارتكزت أساساً على القتل والإبادة وترويع المدنيين لإجبارهم على ترك ديارهم منذ حرب عام 1948 ببقر بطون النساء الحوامل، أو بإبادة سكان بعض التجمعات السكنية بشكل كامل.

وتستمر تلك العقيدة في توظيف كل ما توصل إليه العلم لابتكار طرق غير مسبوقة في القتل، وصولاً إلى الإبادة الجماعية دون التمييز بين عسكري ومدني، أو بين صغير وكبير، بل على العكس تماماً بات المدنيون هم الهدف الأساسي للحرب.

كذلك اقتنعت دول العالم بأن “إسرائيل” ترتكب كل جرائم الحرب، بما فيها تفخيخ ألعاب الأطفال ووسائط النقل وتسميم الأدوية والأطعمة والمياه، فقد رافقت تلك الطرق تاريخ هذا الكيان.

الفصل الجديد في تاريخ الإجرام الصهيوني توضحت ملامحه القذرة يوم الثلاثاء الماضي عندما تم تفجير معظم أجهزة البيجر في لبنان، وتلاها تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية، وبعض الأجهزة الكهربائية للاستخدامات المنزلية.

صحيح أن أجهزة “البيجر والووكي توكي والإي كوم” يتم استخدامها وعلى نطاق ضيق من بعض عناصر المقاومة الوطنية اللبنانية، لكن الاستخدامات المدنية لها هي الأكثر، حيث تستخدمه المؤسسات الخدمية من أطباء وطواقم إسعاف وجمعيات خيرية إغاثية، أو حماية السفارات، فهو بالنهاية جهاز استدعاء كما يطلقون عليه، وبالتالي فإن الضحايا في معظمهم كانوا من المدنيين وبينهم، في وسائط النقل وفي أسواق الخضر وفي مراكز التسوق وفي البيوت، وليس على جبهات القتال، وكان من بين الضحايا والجرحى المئات من المدنيين اللبنانيين الذين تصادف وجودهم بجانب الأجهزة المتفجرة، وخاصةً الأطفال.

لقد أجمعت العديد من الدول والهيئات الدولية على أن هذا الهجوم السيبراني هو جريمة حرب، بل جريمة إبادة، وهذا ما دفع الأمم المتحدة للدعوة إلى عقد اجتماع للبحث في عواقب هذا التطور الإجرامي الخطير الذي يُنذر بتصعيد كبير، مستعيناً بتقنيات أمريكية، وربما بمشاركة خبراء أمريكيين في هذه الجرائم التي فاقت جرائم أعتى تنظيمات الإرهاب والتطرّف، ومن غير المستبعد أن تسربها أمريكا و”إسرائيل” إلى “فنييها” وأذرعها في كل المجموعات الإرهابية على امتداد العالم لقتال من تعتبرهم “أعداء” لأمريكا ونهجها الإمبريالي.

إن العالم على ثقة أكيدة بأن حزب الله ومحور المقاومة لديهم من الإيمان والعزيمة والخبرة ما يكفي للرد على مثل تلك الجرائم، بالشكل الأمثل وفي الزمن المناسب، وبشكل مستقل عن الإسناد لأهلنا في غزة، عبر تجاوزهم الثغرات التقنية والأمنية التي استغلتها “إسرائيل” لإيقاع هذا العدد الكبير من الجرحى والضحايا.

كما أن الأمم المتحدة ودول العالم مجتمعة أو منفردة باتت الآن معنية بإعادة تقييم السلوك الإجرامي والتقنيات والأساليب المستجدة في الحرب السيبرانية التي هي بالتأكيد ثمرة للتعاون بين أمريكا و”إسرائيل” وقوى الإرهاب الدولي، الذي يمكن أن يفشل في تحقيق كامل أهدافه في المواجهات العسكرية وغزو البلدان وعبر تنظيمات الإرهاب التابعة له، لكنه وللأسف يحوّل جلّ أخطاره ومواجهاته ضدّ المدنيين والأبرياء عبر جعلهم ضحايا استخدامهم لمعداتهم وتجهيزات عملهم اليومية، بل حتى المنزلية!.

ما يحصل الآن يعمم القلق لدى أصحاب الضمائر الحية ولدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية، ويستدعي عقد المزيد من الاجتماعات والمؤتمرات لمواجهة خطر إرهابي غير مسبوق في استخدام أحدث تقنيات العصر في حروب الإبادة، وخاصةً أن الجميع يعلم أن أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، واستخدام الطائرات المدنية لتفجير برجي التجارة كان على يد أدوات أمريكا في تنظيم القاعدة، ومن دربتهم في مطاراتها وقواعدها العسكرية لقتال “أعدائها”.

وبالتأكيد لن تبخل أمريكا و”إسرائيل” في تزويد الإرهابيين الذين توظفهم في ساحات الصراع بكل أسرار التفخيخ والتفجير والخرق السيبراني وبطرق ربما تكون أبشع، بهدف ثني إرادة الشعوب وجعلها تابعة صامتة للإرادة الأمريكية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *