الفلاح يعاني تذبذب سعر الزيت غير المبرّر… عضو لجنة المعاصر لـ«غلوبال»: التسعيرة اعتُمدت بـ 575 ليرة في حمص ونطالب بمعايير لإنشاء وضبط المعاصر
خاص حمص – زينب سلوم
خلال متابعتنا لاستعدادات عملية إنتاج زيت الزيتون في محافظة حمص قبيل بدء موسم عصره، والإشراف على المعاصر، التقينا عدداً من الفلاحين وأصحاب المعاصر في ريف حمص الذين تنوعت آراؤهم فالبعض ذكر أن الموسم الحالي كان جيداً، في حين اشتكى البعض من أنه أقل من العام الماضي، آملين جميعهم أن تنصفهم تسعيرة الزيت لهذا العام بعد طول عناء وكدّ.
من جهته، أوضح محمود كاسب محمود، عضو لجنة الإشراف على معاصر الزيتون، وعضو مجلس محافظة حمص، في حديث لـ«غلوبال» أن موسم الزيتون في حمص يتميز عن زيوت بقية المحافظات بقلّة نسبة الحموضة والأسيد، حيث تقل عن نسبة 0,3، وخاصةً في حال التزام الفلاح بموعد القطاف وعدم التخزين لفترة طويلة، ما يجعله زيتاً مرغوباً للتصدير، وخاصة من قبل شركات روسية.
وأشاد محمود بالدور الفعال للجنة الإشراف على معاصر الزيتون في الإشراف على عمل معاصر وضمان سيره بجودة عالية وفقاً للمعايير والتعليمات الصادرة عن مكتب الزيتون، ومساعدة أصحابها، وخاصة ممن لا يتوفر لديهم الخبرة التقنية والعلمية في الحصول على إنتاج يوافق المواصفات الغذائية المحدّدة.
وبخصوص التسعيرة أكد محمود أنها بقيت ثابتة عند مبلغ 575 ليرة كما في العام الماضي وأقل من المحافظات، وتراعي كل التكاليف من المازوت والصيانة وأجور عمال وهامش الربح، وأنه تم رفعها من اللجنة إلى مديرية التجارة الداخلية في حمص واعتمادها بموجب محضرها.
وبين أنه في العام الماضي نجحت دراسة لجنة المعاصر بالتعاون مع مديرية الصناعة وغرفة الصناعة لتأمين 8 آلاف للمعاصر عن الخط الواحد لكل معصرة، أو 12 ألف ليتر للمعاصر المتضمنة الخطين، و16 ألف ليتر عن ثلاثة خطوط، والعبرة في أن الخطوط الأخرى قد لا تعمل جميعها ضمن المعصرة الواحدة بشكل متزامن، حيث يتم تأمين الليتر بالسعر الزراعي 8 آلاف ليرة، يضاف إليها 60 ليرة عن كل ليتر أجور نقل لـ”سادكوب” إلى الكازيات، آملاً أن توافق لجنة محروقات المحافظة على الجداول المرفوعة من لجنة المعاصر، والمتضمنة أسماء معاصر حمص وعدد خطوط الإنتاج فيها لتأمين مخصصات المازوت لها هذا الموسم.
وفيما يتعلق بأسعار الزيت في حمص، أمل محمود أن تمكن الأسعار المقبلة الفلاح من استرداد ما دفعه من تكاليف العصر وغيرها من خدمات إنتاج موسمه من الزيتون، مع تحقيق هامش ربح جيد، مبيناً أنه في الموسم الماضي حصلت عدة تذبذبات غير مبرّرة في سعر الغالون الذي كان بمليون ومئتين ثم ارتفع إلى مليون وستمئة وخمسين ليعود الآن إلى مليون ومئة ألف ليرة في ظل تفسيرات متضاربة.
وبخصوص مشكلات أصحاب المعاصر، وباعتباره رئيساً للجنة أصحاب المعاصر في حمص، بين محمود أنها تتلخص في المشكلات الضريبية، فمديرية الصناعة تضع في حسبانها أن كل المعاصر تعمل على مدار الساعة لمدة تسعين يوماً خلال موسم عصر الزيتون وتقدّر الطاقة الإنتاجية للمعاصر وفق هذا المعيار مساويةً بينها وبين أي منشأة صناعية أخرى.
كما أن الضريبة تفرض مرتين، مرة على الزيتون ومرة أخرى على البيرين، مبيناً أنه يتم حالياً بحث حل تلك المشكلات بالتنسيق مع مديرية وغرفة الصناعة بحمص، آملاً حلها بأقرب وقت ممكن.
وفيما يتعلق بقطع الغيار أوضح أنه لا مشاكل تتعلق بتوفرها في الأسواق، إلا أنها وبلا شك باهظة الثمن.
وبخصوص المطالبة بإنشاء نقابة لأصحاب معاصر الزيتون في سورية على غرار كل دول العالم بهدف الحفاظ على حقوق الفلاح وبيان الغبن إن حصل خلال عمليات العصر، كون النسب تختلف حسب الموسم والنوعية، إضافة إلى تمثيل أصحاب المعاصر والمطالبة بحقوقهم ومستلزماتهم، وسن التشريعات والقرارات اللازمة لاستمرار عملهم باطراد وانتظام، بين أن المساعي لم تفلح حتى تاريخه في الحصول على هذا المطلب.
إذ يعد هذا الأمر ضرورة لتحديد العديد من الأسس الناظمة للعمل، فعلى سبيل المثال لا توجد معايير تضبط البعد بين المعاصر، أو بعدها عن أرض الفلاح، فمن الممكن أن تزيد تكاليف النقل على الفلاح بسبب بعدها، ومن الممكن أيضاً أن تنشئ معصرة بتكلفة عشرة مليارات ليرة ليأتي مستثمر آخر ويبني معصرة بجانبها فيخسر أحد المستثمرين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة