خبر عاجل
رسمياً: منتخبنا الوطني يبلغ نهائيات كأس آسيا للشباب حرب وجودية بين محورين!؟ الرئيس الأسد يوجه رسالة للمقاومة الوطنية اللبنانية عقيدةٌ وجهاد… استشهاده نور ونار الحالة الجوية خلال الأيام الثلاثة القادمة… انخفاض طفيف بدرجات الحرارة الحكومة السورية تعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام هل تم حلّ الخلاف بين رشا شربتجي وعبد المنعم عمايري؟ إيقاف النشاط الرياضي في سورية إلى أجل غير مسمى في دمشق.. الزمالك المصري يفوز بكأس السوبر لكرة السلة إطلاق منصات… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: جميع الخدمات المقدمة ستصبح إلكترونية قريباً
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

عقيدةٌ وجهاد… استشهاده نور ونار

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

جرح أليم ومصاب جلل وحزن يجمع شرفاء العالم ومناضليه بفقد قائد من أشجع وأخلص وأنبل الذين نذروا أنفسهم وحياتهم من أجل قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تعتبر من أهم القضايا التي يتطلع البشر على اختلاف أديانهم وجنسياتهم للانتهاء من الظلم والاستباحة والانتهاك الذي تمارسه “إسرائيل”، وبدعم من قوى الاستعمار القديم والحديث على ثراها الطاهر.

وبقدر الانتصارات التي حققها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني خلال ثلاثة عقود ونيف من قيادته للمقاومة الإسلامية في لبنان، وبمقدار القوة التي بناها بالعدد والعتاد فقد حُجّمت “قوة الردع” الإسرائيلية، وفُرضت قواعد اشتباك جنبت لبنان ولسنوات طويلة عربدة “إسرائيل”، فكانت الخسارة القاسية باستشهاد السيد.

لقد كانت حياة الشهيد نصر الله عقيدة وجهاد، كما قدم ابنه هادي ضمن قوافل الشهداء التي عبدت طريق المقاومة والصمود في كل المعارك التي تصدت فيها المقاومة للاعتداءات الإسرائيلية، وخاصة خلال التصدي لـ”عناقيد الغضب 1996″، وفي انتصار الـ2000 الذي أجبر “إسرائيل” على الانسحاب من  معظم الأراضي اللبنانية، فضلاً عن حرب “تموز 2006” التي كسرت كل أوهام “التفوق” الإسرائيلي، وحولت دبابات الميركافا إلى توابيت لطواقمها من الجنود الإسرائيليين، ورآها العالم تحترق كقمامة رثّة في وادي حجير، وتأكد الإسرائيليون أن دباباتهم التي قالوا عنها، إنها قلاع حصينة، لم تكن أكثر من قوالب زبدة سهلة الاختراق -وفق ما قاله جنود الاحتلال ذاتهم.

لقد كان سيد المقاومة يعلم أن الشهادة طريق النصر، ومؤمن أنه مشروع شهادة هو وكل مقاوم على اختلاف مرتبته في الحزب؛ لأن القضية التي نذروا أنفسهم من أجلها تستحق التضحية بأغلى ما يملكه الإنسان، ولا بد أن تجابه بكل مكر وعدوان الاحتلال الغاشم.

السيد حسن نصر الله كان مدرسة لجميع الشرفاء في العالم.. مدرسة للشجاعة والتضحية والتصميم والصدق والوفاء بجميع الوعود التي قطعها على نفسه..

وبالتالي فإن الحزن والألم مشاعر إنسانية لا يمكن أن ننكرها على فقد قامة شامخة كانت وستبقى القدوة لكل المناضلين والشرفاء، وأذهلت الأعداء وزرعت الرعب في نفوسهم.

لكن ذلك بالتأكيد لن يقلل من إيماننا الراسخ بأن نصر الله الذي استشهد خلّف بعده عشرات الألوف من الرجال الذين نذروا أنفسهم قرابين على طريق الدفاع عن الشرف والأرض والعرض والمقدسات، وبقدر الحزن في قلوبنا، وقلوبهم على استشهاده، بقدر ما يتعزز لديهم التصميم على الثأر لروحه الطاهرة، وعلى متابعة طريق المواقف المشرفة.

إن استشهاد العظماء هو قدر يسعون إليه بملء إرادتهم وبكامل الإيمان والشجاعة، مع قناعتهم الأكيدة بأن استشهادهم سينقلب ناراً تكوي الأعداء، ونوراً يهتدي الأجيال نحو طريق العزة والكرامة.

لقد سخرت أمريكا كل ما تملك من أساطيل وحاملات طائرات ووسائط تجسس، وزودت “إسرائيل” بأحدث أنواع الأسلحة وأكثرها فتكاً وتدميراً، وحرضتها على تخطي كل الخطوط الحمر، والقفز أكثر وبلا أي رادع فوق قواعد القانون الدولي، وسط عجز دولي عن إجبارها على وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وضد شعوب المنطقة.

لم يبق لدى كل أحرار العالم إلا المراهنة على حركات المقاومة المصممة على النصر رغم اختلال الموازين عبر وحدة الساحات ضد الاستعمار والاحتلال وقهر الشعوب بكل أشكاله.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *