عام حافل بالإجرام الإسرائيلي والنفاق الأمريكي
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
تمضي الأيام ولاتزال الأهداف التي أعلن عنها رئيس حكومة التطرف نتنياهو في حرب الإبادة التي يشنها بعيدة المنال، حيث لم يستطع تحرير أسراه، أو “القضاء” على المقاومة الفلسطينية، أو حتى تحقيق الأمن للمستوطنين، ولا إعادة من نزحوا من مستوطنات الشمال أو غلاف غزة، بل على العكس تماماً فلم تعد القضية عند الصهاينة عودة الأمن إلى تلك المستوطنات، وإنما باتوا يحلمون بقضاء القليل من الوقت خارج الملاجئ على كامل فلسطين المحتلة، وتجاوز أصوات صفارات الإنذار التي تقض مضاجعهم في الليل والنهار.
رغم عام من الدمار والإبادات الجماعية والإغتيالات، تعجز “إسرائيل” عن فرض الاستسلام على المقاومين، وعلى أصحاب الحق في العيش بسلام وكرامة، ولاتزال شروط التفاوض تتمحور حول وقف العدوان على غزة لتتوقف جبهات الإسناد عن استهداف “إسرائيل”، ومن ثم تتم مبادلة الأسرى بأسرى استناداً إلى مبادرات تقدمت بها حكومة الحرب الإسرائيلية وتبناها الرئيس الأمريكي بايدن ودعمها مجلس الأمن بقرار يوقف إطلاق النار، قبل أن يتراجع نتنياهو عمّا اقترحه لواشنطن أملاً منه بتوسيع رقعة الصراع وجرّ أمريكا إلى خوض حرب معلنة ومباشرة ليس بالمشاركة معه كما يحصل الآن، وإنما أن تصبح أمريكا وحيدةً في أتون المواجهة، فيما تتحول “إسرائيل” إلى متفرجة على نار أوقدتها.
تجاوزت “إسرائيل” في مجازرها كل الخطوط الحمر وكل قواعد الحرب، وارتكبت كل جرائم الحروب التي عرفتها البشرية، غير آبهة بميثاق الأمم المتحدة أو بالقوانين والاتفاقات الدولية، ومع ذلك لاتزال تتخبط في جرائمها وفي المربع الأول ودون أن تحقق أي شيء سوى مزيد من الدمار.
أما واشنطن التي ادعت أنها ترعى جهود وقف إطلاق النار وتبني المبادرات والمشاركة بالمفاوضات، مرسلةً مسؤوليها من خارجية ودفاع واستخبارات ولعشرات المرات، تبين أنها لم تكن تبحث بشكل جدّي عن وقف إطلاق النار الذي بشّرت بقرب التوصل إليه مرات عديدة.
لكن تبين أنها تمارس النفاق وتشتري المزيد من الوقت للصهاينة كي يتابعوا إجرامهم بأحدث وأخطر الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك الأسلحة المحرم استخدامها دولياً.
حتى الآن لا يوجد بصيص ضوء في نهاية النفق مع توقعات بتمدّد ساحة الصراع التي لن تعيد الأسرى والمستوطنين إلى الغلاف والشمال، ولن تحجب أصوات صفارات الإنذار، بل ستزداد الحاجة للملاجئ والمشافي علاج حالات الهلع.
لكن الشيء الوحيد الذي قد يتناقص هو النفاق الأمريكي بعد انكشاف تورطهم المباشر في جرائم “إسرائيل”، وعلى مختلف ساحات المواجهة، إضافة إلى تراجع الآمال بإمكانية معالجة الصراع العربي- الإسرائيلي بمسارات سياسية توهم البعض لبرهة من الزمن.
بعد كل ذلك أثبتت المقاومة الفلسطينية وجبهات إسنادها من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران أنه سيبقى الميدان هو الحاسم الوحيد للصراع لصالح المتمسكين بحقوقهم والمدافعين عن شعوبهم مهما غلت التضحيات وبذلت الدماء وطال الزمان.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة