السماح بتصدير 10 آلاف طن من زيت الزيتون لوجود فائض في الإنتاج… خبير تنموي لـ«غلوبال»: الاقتصاد التصديري ضروري لتأمين القطع الأجنبي
خاص دمشق – بشرى كوسا
بهدف ضمان استمرار وجود المنتج السوري في الأسواق الخارجية وخصوصاً زيت الزيتون، سمحت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية للشركات والمعامل المرخص لها بفلترة وتعبئة زيت الزيتون بتصدير كمية 10 آلاف طن، وذلك سنداً لتوصية اللجنة الاقتصادية بالجلسة رقم /41/ تاريخ 12/8/2024.
وشددت الوزارة على جملة من الضوابط، لجهة حصر تصدير المادة بالشركات والمعامل المرخص لها بفلترة وتعبئة زيت الزيتون وبعبوات محددة السعة وبمواصفات توثق أصالة المنتج السوري.
الخبير التنموي أكرم عفيف أكد أن الاقتصاد التصديري هو اقتصاد سليم، وكل دول العالم تسعى لتصدير منتجاتها، واقتصاد الصين مثلاً على عظمته تأتي قيمته من تصدير منتجاته، وكذلك الأمر ينطبق على دول أوروبا.
وأضاف عفيف في تصريح لـ«غلوبال»: خلال فترة التقارب السوري- الفرنسي، تم توجيه سؤال للرئيس الراحل حافظ الأسد بأن سورية ستستورد السيارات من فرنسا ولكن سورية ماذا ستصدر لها ؟ ليجيب: “زيت الزيتون”.
وتابع عفيف بالقول: وبناء عليه أقيمت المشاتل لزراعة الزيتون، وتمت زراعة أعداد كبيرة من شجرة الزيتون في تلك الفترة.
ونوه عفيف إلى دور الاقتصاد التصديري في تأمين القطع الأجنبي، معتبراً أن المشكلة ليست في التصدير بحد ذاته، بل في ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي من جهة، وانخفاض القدرة الشرائية من جهة أخرى.
وحالياً تبلغ تكلفة عبوة زيت الزيتون
16 ليتراً نحو مليون ليرة، وتباع في الأسواق بين مليون وثلاثمئة ألف ومليون ونصف مليون ليرة، والسؤال هل هذا الرقم ضمن قدرة ذوي الدخل المحدود؟، باعتبار أن سعر البيدون يعادل راتب موظف لـ 3 أشهر.
ودعا عفيف مؤسسات التدخل الإيجابي للعب دور إيجابي من خلال شراء الزيت في الموسم بسعر مخفض، وضخه في الأسواق بسعر مقبول.
ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة، فإن التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون في سورية للموسم الحالي، تشير إلى أن الإنتاج يقدر بـ 740 ألفاً و280 طناً بزيادة نحو 6% عن الموسم الفائت 2023 – 2024، ويخصص من هذا الإنتاج نحو 148 ألف طن لتصنيع زيتون المائدة، فيما يبقى الجزء الأكبر المقدر بنحو ألف و600 طن يوجه للعصر وإنتاج زيت الزيتون، الذي يتوقع أن ينتج عنه نحو 95 ألف طن زيت زيتون.
وبالنسبة للمناطق الآمنة، تشير التقديرات الأولية إلى زيادة في الإنتاج تقدر بنحو 11 % عن الموسم الفائت، حيث قدر إنتاج الزيتون فيها بحوالي 430 ألف طن، أي نحو 58% من إجمالي الإنتاج، الذي يتوقع أن ينتج عنه كمية من الزيت تقدر بنحو 55 ألف طن، بزيادة 6 آلاف طن عن الموسم الفائت.
وبحسب تقديرات وزارة الزراعة أيضاً، يوجد فائض بحدود 7 آلاف طن يضاف لها ما هو موجود ومخزن لدى الشركات والتجار من المواسم الماضية، وبناء على هذه المعطيات، اتخذت الحكومة إجراءات تحديد الكمية ومحددات التصدير، أي أن هناك فائضاً في الإنتاج وبالتالي فالتصدير لن يؤثر في حاجة السوق المحلية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة