نتنياهو… من حُفر “الصرف” إلى “مزابل” التاريخ
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
إنها الحرب بكل ما تحمل من صور مأسوية تزداد سوءاً مع تدحرج الأوضاع نحو الهاوية التي يسارع للارتماء فيها رئيس وزراء “إسرائيل”، مفضلاً الهروب نحو القاع عن الأخذ بآراء الآخرين ووساطاتهم، حتى وإن أثمرت في الماضي عن اتفاقات وشيكة لولا التعّنت الإسرائيلي والتنصّل مما اشترطه لوقف الحرب في غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى.
لكن نتنياهو فضّل الاستمرار في حربه الجنونية التي دفعت العديد من المستوطنين اليهود، ولاسيما حملة الجنسيات المزدوجة للهجرة العكسية نحو أوطانهم الحقيقية، هجرة لا رجعة فيها، فيما يسعى اليهود من أصول عربية الاتصال بدولهم لإعادة الجنسية وتأمين عودتهم لحضنها بعد فشل انسلاخهم عنها رغم عقود الغربة، متأثرين بالدعاية الصهيونية عن “أرض الميعاد الآمنة” التي لم تنعم بالأمان يوماً، ولاسيما مع تزعمها من المتطرفين والمنبوذين ضمن الكيان ذاته.
فالمغرب على سبيل المثال تحاول الآن تعديل قوانينها بما يسمح لحوالي مليون يهودي من أصول مغاربية بالعودة من الكيان إلى وطنهم الأم، وضمان كامل حقوق المواطنة لهم، رغم تخلّي آبائهم أو أجدادهم عنها، وبالتأكيد فإن المغرب لن تكون استثناء.
إن رئيس وزراء الكيان يستمع فقط إلى الأمريكيين وفق ما يرويه عن ذاته، لكنه في الآن ذاته لا يأخذ بنصائحهم أو بنصائح غيرهم، مختالاً بأنه يأخذ القرار بنفسه، حتى لو بات الرأي العام العالمي يُجمع على أن جرائمه فاقت جرائم هتلر والنازية وكل شوفينية في الأرض، وحتى لو بات جنوده يلجأون للاختباء في أقنية الصرف الصحي التي باتت الخيار المتاح للتوجه إليه- وفق تقارير بثتها القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية، وليس روايات لأي وسائل إعلام مقاومة، أو حتى عربية- وذلك بالتوازي مع النشاط المتزايد لصفارات الإنذار في أرجاء الكيان، وحتى لو كان عدد المراجعين للمصحّات العقلية أكبر بكثير من طاقتها الاستيعابية نتيجة حالات الهلع التي يقاسيها المستوطنون، ناهيك عن تفشّي تناول المخدرات والمهلوسات، ولاسيما في صفوف جنود يحرقون حتى الأطفال الفلسطينيين جهاراً نهاراً.
ووفقاً للصحفي الإسرائيلي هاليل بيتون، فإن قادة القاعدة العسكرية العسكرية، يتساءلون بغضب “هل ينتظر رئيس الأركان كارثة أخرى، نحن مكشوفون تماماً وعاجزون؟”.. وهذا يشير بوضوح إلى أن نتنياهو وطاقمه السياسي والعسكري لا يقيمون وزناً لما يسمعون؛ لأن موت نتنياهو في حفرة للصرف للصحي هو الخيار الذي اعتمده بديلاً عن موته السياسي المؤكد فور توقف الحرب وبدء محاكماته على مصائبه التي ألحقها بالإسرائيليين قبل هذه الحرب، فهي كفيلة بأن تسرع بأجله ربما قبل أن ينطق القضاة بأحكامهم بحقه.
لقد تأكد الأمريكيون والغرب عموماً أن الكلام الوحيد الذي يطرب نتنياهو هو دعمهم لجرائمه، وتزويده بمزيد من السلاح والمال والغطاء السياسي حتى يلاقي أجله مع طاقمه الحربي والسياسي الأشد تطرفاً وإجراماً، ويرمى- كما كل مجرمي الحرب- في مزبلة التاريخ.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة