خبر عاجل
معاناة قرية الحميدية بالقنيطرة من شح المياه ستنتهي قريباً… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: تزويد البئر بمضخة وطاقة شمسية السوري إميليانو عمور يساهم في تصدر فريقه لسلم ترتيب الدوري التشيلي جريمة مروعة في حفل زفاف بمدينة الميادين… مدير صحة دير الزور لـ«غلوبال»: مقتل خمسة وإصابة ستة آخرين مشروعٌ أمريكي بالذخيرة الحيّة ضدّ مدنيي اليمن ما وراء حملة إزالة بسطات الكتب تحت جسر الرئيس… مدير الدراسات بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: الحديث عن تحويله إلى منتديات ثقافية وتفاعلية سابق لأوانه إنارة عدد من شوارع دير الزور بالطاقة الشمسية… رئيس مجلس المدينة لـ«غلوبال»: تركيب 630 جهازاً في المحاور الرئيسية دانا مارديني: “إلى الآن لم يتم الاتفاق والتوقيع على أي عمل” غسان مسعود يطلق “ماستر كلاس فن التمثيل” حرب “إسرائيلية ” أم أمريكية؟ دورات سياحية متنوعة ومعارض للحرف التراثية… مديرة سياحة حماة لـ«غلوبال»: تنسيق مع عدة جهات لزيادة فرص تشغيل الشباب ومشاريعهم
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

حرب “إسرائيلية ” أم أمريكية؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

نشب جدل خلال الحرب “الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة ولبنان حول الإجابة على سؤال قديم يعود إلى بدايات الصراع الصهيوني ـ العربي: هل الحرب الدائرة منذ أكثر من عام في المنطقة “إسرائيلية” أم أمريكية؟.

ويجب الاعتراف إن الإعلام الأمريكي و“الإسرائيلي” والمتأسرل نجح إلى حد بعيد بإغراق الرأيين العربي والعالمي بجدلية من يسيطر على من: “إسرائيل” أم أمريكا؟.
  
وكاد الجميع تقريباً يُصدّق إن رئيس حكومة العدو “بنيامين نتنياهو” متمرد على العالم وعلى الشرعية الدولية وعلى الإدارة الأمريكية، وبأنه يستغل انشغال أمريكا بالانتخابات الرئاسية، وبأنه يعمل على فوز صديقه وداعمه الأكبر الرئيس السابق دونالد ترامب.. فهل كل هذا الضخ الإعلامي والكم الهائل من التحليلات صحيح؟.

إن لم نقتنع بأن “إسرائيل” أكبر قاعدة أمريكية عسكرية في العالم أقامتها أمريكا في منطقتنا وركّبت لها (دولة) فلن نقتنع أن الحروب التي تعرّضت لها دول المنطقة وتحديداً (فلسطين ومصر وسورية ولبنان والأردن والعراق) هي أمريكية وليست “إسرائيلية”، على الرغم من الوثائق المنشورة التي تؤكد هذه الحقيقة.

لقد سبق للكاتب والصحفي الراحل محمد حسنين هيكل أن كشف بالوثائق إن أمريكا بدأت بالتخطيط لحرب 5 حزيران في اليوم التالي للعدوان الثلاثي على مصر، وكان الهدف تكريس “إسرائيل”  كقوة إمبريالية في المنطقة، وبأن جيشها لايُقهر!.

كما كشفت وثائق حرب تموز 2006 إنها كانت حرباً أمريكية لتغيير خريطة الشرق الأوسط بالأداة العسكرية “الإسرائيلية”، بدليل أن أمريكا لم تستجب لطلبات حكومة العدو المتكررة لوقف إطلاق النار بعد أن كبدها حزب الله خسائر جسيمة لم يعد بقادر على تحمل المزيد منها.

ليس صحيحاً أن نتنياهو يخوض منذ عام حرباً لتغيير الشرق الأوسط منفرداً ومتمرداً على الأمريكان، فهذه حرب أمريكية أداتها القاعدة العسكرية الأمريكية (أيّ إسرائيل)، بدليل أن المعلومات المتسربة حتى الآن تشير إلى أن أمريكا كانت على علم بعملية طوفان الأقصى، وأعلمت حكومة العدو بها قبل أسبوع على الأقل، بل خططت مخابراتها مع نظيرتها “الإسرائيلية” ليقوم الجيش “الإسرائيلي” يوم 7 تشرين الأول 2023 بقصف المستوطنات ليتمكن “نتنياهو” من عرض الصور المفبركة والتسويق لدى العالم لسردية: انظروا ماذا فعل الفلسطينيون “الإرهابيون” بـ “شعبنا”؟.

نعم، خططت أمريكا لمسرح العمليات جيداً والهدف القديم الجديد: تغيير الشرق الأوسط ليصبح خالياً من المقاومات وتطويق إيران وإخراجها من المنطقة..الخ.

لقد انشغل المحللون بطرح أسئلة وكأنّ الحرب الدائرة “إسرائيلية” وليست أمريكية من قبيل: هل تستطيع “إسرائيل” خوض حرب طويلة في لبنان كما فعلت في غزة؟، وجزم الكثير من المحللين أن “إسرائيل” عاجزة عن خوض حرب على جبهتين، وبأن الحرب الطويلة مكلفة لها، وبأن جيشها بات منهكاً، واقتصادها إنهار..إلخ.

كل هذه القراءات والتحليلات صحيحة لو كانت الحرب الدائرة منذ أكثر من عام “إسرائيلية” وليست أمريكية، وقد يتفاجأ البعض بأن يكون الهدف التالي للأمريكان العراق وليس سورية، لأن القضاء على المقاومة العراقية حسب المخطط الأمريكي المنفذ من خلال القاعدة الأمريكية “إسرائيل” يعني (اجتثاث) خطوط الإمدادات بين إيران ومحور المقاومة، بل وعزلها عن الشرق الأوسط.

السؤال الأساسي هو: ما أهداف الحرب الأمريكية الحالية بأداة “إسرائيلية”؟،
حسب اعترافات صهيونية وأمريكية الهدف: القضاء على حركات المقاومة أو إضعافها وتصحيح مسار عام 1982 و2006!.

وتصحيح المسار الذي أفشلته المقاومة في عام 1982 بعد اجتياح “إسرائيل” للعاصمة بيروت وفي حرب تموز 2006 يعني شن حرب إبادة وتدمير وترويع وصولاً لحرب إقليمية ضد إيران بهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط لكيانات أقلية وإثنية وعشائرية شعارها: مصر أولاً، ولبنان أولاً، وسورية أولاً، والعراق أولاً..الخ.

هذا المخطط ليس جديداً فقد أصدرت الدوائر الصهيونية ـ الأمريكية في العام 1963 وثيقة تدعو إلى تقسيم لبنان إلى كيانات طائفية تمهيداً لتقسيم كامل منطقة الشرق الأوسط وخاصة سورية والعراق لتصبح مجالاً حيوياً “لإسرائيل”، هل تعرفون الآن لماذا فجّرت أمريكا الحرب الأهلية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي؟.

وقبل أربعة أشهر من غزو لبنان عام 1982 سرّب الإعلام الصهيوني وثيقة عنوانها “استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات” وهي ترجمة لوثيقة 1963، وقد حولها “بنيامين نتنياهو” بعد توليه رئاسة الوزارة “الإسرائيلية” لأول مرة عام 1996 إلى برنامج عمل له بالتوازي مع إصدار المحافظين الجدد في أمريكا وثيقة سرية بعنوان (القطيعة التامة) التي تدعو إلى فرض الهيمنة المطلقة في العالم في مواجهة قوتين صاعدتين آنذاك هما روسيا والصين، وإلى وقف عملية السلام لأن المنطقة مقبلة على تغيير في خريطتها الجيو سياسية مع تقسيم المشرق العربي إلى كيانات طائفية.

وأعيد نشر الوثيقة في عام 2007 بعد فشل العدوان على لبنان، والتي تحولت إلى برنامج عمل في عام 2011 من خلال حرب أمريكية ـ “إسرائيلية” على سورية لم تتوقف حتى الآن، بل امتدت إلى غزة فلبنان لتنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة تتحول بعدها “إسرائيل” القاعدة العسكرية الأكبر في المنطقة إلى قوة إمبريالية عالمية رديفة لأمريكا تمنع الوجود والنفوذ الروسي والصيني في الشرق الأوسط ومن وصول طريق الحرير إلى البحر المتوسط؟.

الخلاصة: من السذاجة والسطحية الاعتقاد أن الحرب الأمريكية بأداة “إسرائيلية” الدائرة في المنطقة منذ أكثر من عام تهدف إلى تحرير الأسرى “الإسرائيليين” وإعادة المستوطنين إلى الشمال وغلاف غزة، فالهدف حسب الوثيقة التي نشرها الصهاينة والأمريكان للمرة الأولى عام 1963 تغيير الشرق الأوسط بتقسيمه إلى كيانات طائفية وإثنية وعشائرية، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا بعد القضاء نهائياً على محور المقاومة، لذا هي فعلاً حرب وجودية بين محورين سيعلن هزيمة طرف وانتصار الطرف الآخر حسب نتيجة المواجهة المصيرية الدائرة منذ أسابيع في جنوب لبنان.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *