المعاصر الحديثة قللت الهدر والتسعيرة وزادت التنافسية… مدير زراعة حمص لـ«غلوبال»: رغم قلة موسم هذا العام كمية الزيت المتوقعة أكبر
خاص حمص – زينب سلوم
يتواصل جني محصول الزيتون في أرياف حمص بالتوازي مع عمليات عصر، فيما تتردد معلومات حول قلة في كميات الإنتاج للعام الحالي، كما تتردد بعض الملاحظات عن تفاوت قطعية الزيت في عدد من المعاصر، ما يقتضي تكثيف الجولات عليها.
في هذا المضمار بين المهندس عبد الهادي درويش مدير زرعة حمص لـ«غلوبال» أن محافظة حمص ما زالت تعتمد على ثمار الزيتون كمحصول زراعي أساسي، فعدد أشجاره نحو 15.5 مليون شجرة، 14 مليوناً منها مثمرة، وتمتد على مساحة نحو 98 ألف هكتار “مروي وبعل”.
ونوه مدير الزراعة بأن القطاف بدأ منذ العاشر من الشهر الجاري، وتم تحديد الموعد بحيث تعطي ثمرة الزيتون أكبر عائدية ممكنة، لافتاً إلى أن الإنتاج الكلي “عصر ومائدة” يقدّر لهذا العام بنحو 83 ألف طن منها 17 ألفاً للمائدة.
وبالمقارنة مع العام الماضي فقد كانت كمية الزيتون القابل للعصر 70 ألف طن، لكن مردودية الزيت كانت قليلة، إذ وصلت إلى 12.300 ألف طن فقط، أما في العام الحالي بكمية المقدّر للعصر تقدر بنحو 66 ألف طن، ومن الممكن أن تنتج نحو 14 ألف طن من الزيت، وبالتالي ستكون مردودية الزيت أعلى لهذا العام “ولا نقصد كمية زيتون المائدة بالتأكيد”.
وشدّد المهندس درويش على ضرورة الالتزام بتعليمات القطاف، وعدم تكديس الثمار أو انتظار انتهاء القطاف كاملاً في الحقول ذات المساحات الواسعة لنقلها إلى المعاصر، فتكديس الزيتون أكثر من 72 ساعة سيزيد من الأسيد ويقلل جودة الزيت، مبيناً أن الإرشاديات تكثف جولاتها في هذه الفترة للتوعية بهذا الموضوع وضمان الحصول على زيت عالي المواصفات.
وأكد المهندس الدرويش أن الفلاح يعاني من صعوبات عديدة ابتداء من صعوبة تأمين اليد العاملة في خضم ارتفاع أسعارها، وصعوبة النقل نحو سوق الهال في ظل قلة المحروقات وهي صعوبات عامة لكل المواسم الزراعية.
ولفت إلى أن الجولات شملت قسماً من معاصر المحافظة وستشملها جميعها، مشيراً إلى أنه لاحظ أن أغلبها حديثة ذات مراحل آلية كاملة في ظلّ التوسع بزراعة الزيتون، وتمتاز بعدم تدخل العنصر البشري، ما ينعكس إيجابياً على جودة الزيت وعدم حصول هدر في قطعيته، كما أن معظم المعاصر يمكنها عزل كمية كل فلاح مهما كانت قليلة، ما يتيح عدم اختلاط إنتاج الفلاحين.
وحول تسعيرة العصر التي سبق وقدّرت بـ575 ليرة للكيلو مع منح البيرين لصاحب المعصرة، بين مدير الزراعة أن الالتزام كان تاماً بالتسعيرة، بل إن حالة التنافسية حَدت ببعض المعاصر إلى تحديد سعر العصر بأقل من التسعيرة كنوع من العروض التي انخفضت إلى نحو 300 ليرة لدى البعض، منوهاً بأنه تمت دراسة التسعيرة بعناية وبما يضمن تكاليف تشغيل الآلات بالتعاون مع مديرية التجارة الداخلية بحمص.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة