نتنياهو نحو الاعتراف بالرعب ولملمة الخسائر
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
نعم وصل الرعب إلى قلب المجرم الذي اعتقد أنه يستطيع تحقيق الأمان لكيانه ومستوطنيه، نتنياهو يعيش الآن هاجس مسيّرات حزب الله وصواريخه، وبالتالي لم يعد يثق بمنظومة “ثاد” والتي تعد فخر الصناعة الإجرامية الأمريكية بعد أن وصلت إلى الكيان على طبق من إثم ونار، ولا يثق حتى بسلاح الجو الذي تبين أن المسيّرة التي وصلت إلى غرفة نومه مرّت من تحت مراوح حواماته وطائراته المكلفة أصلاً باعتراض “كل القذائف”.
ولهذا فإن نتنياهو يطالب الآن بتخصيص مليوني شيكل إضافية لتعزيز إجراءات الحماية فقط حول سكنه، وكان هذا الطلب قبل أن يتم تنفيذ أكبر عملية دهس في تاريخ جنود حرب الكيان، في منطقة عسكرية أمنية عصية على الاختراق، وكان المستَهدفون والقتلى والجرحى عسكريين أو من أجهزة الأمن، والمنفّذ من “عرب 48” ويحمل الجنسية الإسرائيلية، لكن تلك الجنسية بالتأكيد -والتي تم فرضها عليه وعلى عرب آخرين كأمر واقع- لم تستطع أن تنسيه حجم وبشاعة مجازر نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفاً في غزة ولبنان، حيث فضّل أن يرتقي شهيداً على طريق الثأر لأشقائه وليقتل بعضاً ممن يمارسون القتل والتجويع والإرهاب ضدّ الأطفال والنساء والمسنين.
مليونا شيكل قد لاتساوي شيئاً أمام مليارات الدولارات التي يستجديها الكيان من أمريكا والغرب كثمن لأسلحة وكسيولة نقدية ترضي سادية نتنياهو في حرب الإبادة التي تخطت كل الخطوط الحمر.
لكن بعد ذلك كله السؤال الذي يطرح نفسه: هل اقتنع رئيس حكومة الحرب بأن قوة أمريكا العسكرية، وتوحش الغرب، وتنكره مع داعميه للقانون الدولي والإنساني لن يجلب له الأمان مع ملايين المستوطنين الذين يعيشون أياماً لا يصدقون أنها ستمرّ عليهم وهم أحياء؟.
العالم أجمع يدرك أن كل فعل يقابلة ردّ فعل يساويه في الشدة ويعاكسه في الاتجاه، وأن ردود الفعل على المجازر الإسرائيلية لم تبلغ ذروتها حتى الآن، فالقادم من الأيام سيحمل للإسرائيليين أياماً أكثر إيلاماً وسواداً بالتأكيد.
إن حكومة الإجرام والتطرف في تل أبيب مهما ادعت الدخول في مفاوضات، فهي لا تفهم إلا لغة السلاح، وهي الآن توزع توابيت الجنود الإسرائيليين على المشافي ليصار إلى الإعلان المتدرج عن أعدادهم الحقيقية والتي أوصلت قادة الكيان إلى ما وصلوا إليه الآن من رعب وخلاف وتخبط، وإلى مزيدٍ من الانتقام من الأبرياء.
والحال فإن حادثتي الدهس وفي يوم واحد، والإعلان عن مزيد من القتلى والجرحى من الجنود والضباط الإسرائيليين على جبهة لبنان، وعلى جبهة غزة، والداخل، ما هي إلا جزء يسير من الثمن الباهظ الذي يدفعه الكيان الآن وفق تعابير وزير الحرب الإسرائيلي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة