نحو تقليص الفجوة بين الاستهلاك السنوي للقمح وإنتاجه تنظيم مؤتمر القمح العربي… مدير عام إكساد لـ«غلوبال»: تطوير 87 صنفاً بصفات مقاومة للجفاف والحرارة والأمراض
خاص دمشق – بشرى كوسا
نظم المركز العربي “أكساد” مؤتمر القمح العربي في مقره بالصبورة، لمناقشة أوضاع زراعة محصول القمح وإنتاجه في الدول العربية، والتقانات الزراعية المستخدمة، والصعوبات التي تعوق تحسين مستويات الأمن الغذائي العربي، والآثار السلبية للتغيرات المناخية على زراعة الحبوب، وتحديث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في زراعة القمح، وسبل تعزيز الاستثمارات في الزراعة، واقتراح برامج وخطط عمل مبتكرة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح في المنطقة العربية.
وفي تصريح لـ«غلوبال» أكد مدير عام أكساد الدكتور نصر الدين العبيد أن محصول القمح يمثل نقطة الارتكاز الأساسية للأمن الغذائي في الدول العربية.
وأضاف العبيد أن المركز العربي “أكساد” وضع مسألة تطوير إنتاج القمح في الوطن العربي في أولى اهتماماته واستراتيجيات عمله، ونجح خبراؤه في استنباط وتطوير87 صنفاً جديداً من القمح والشعير تتميز بصفات إنتاجية عالية وصلت إلى10 طن/هكتار عند تقديم الخدمات الزراعية المثلى، ولدى هذه الأصناف صفة مقاومة الجفاف والحرارة العالية والأمراض.
ولفت العبيد إلى أن أكساد نفذ العشرات من المشاريع التنموية والإنتاجية حيث زود أكساد العديد من الدول العربية بأصنافه المتميزة التي تهدف إلى رفع إنتاج القمح في الدول العربية لتغطية العجز الحالي في الإنتاج، وتقليص الفجوة القائمة بين الاستهلاك السنوي للقمح في الدول العربية والمقدر بنحو 60 مليون طن والإنتاج الذي يصل إلى 25 مليون طن سنوياً، الأمر الذي يضطر الدول العربية لاستيراد نحو 35 مليون طن كل عام قيمتها 10مليار دولار، واعتبر العبيد أنه كان يمكن توجيه هذه الأموال نحو مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لو كانت المنطقة العربية تنتج كفايتها من هذا المحصول، ولما حدثت هذه الفجوة الإنتاجية التي تمس الأمن الغذائي العربي.
وتابع العبيد أن تحليل الوضع الراهن لإنتاج القمح في الوطن العربي عبر السنوات الماضية يشير إلى أن الظروف المناخية وقلة الأمطار وتناوب دورات الجفاف، واستخدام تكنولوجيات زراعية تقليدية، وضعف الاستثمارات المالية في الزراعة والبحث العلمي الزراعي ونقل التقانات الحديثة، وضعف البنى التحتية الزراعية، أعاقت تنفيذ خطط التوسع في زراعة وإنتاج القمح في المنطقة العربية، ففي حين أن العالم شهد تطوراً جيداً في إنتاج القمح من 640 مليون طن عام 2010 إلى 808 مليون طن عام 2022 أي بمعدل نمو سنوي قدره 2.2%، لم يحقق إنتاج القمح في الدول العربية تقدماً يذكر.
ونوه مدير عام أكساد إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في تنفيذ برامج التوسع في المساحات المزروعة بالقمح في الدول العربية بنسبة لا تقل عن 25% لتصبح 13 مليون هكتار على الأقل بدلاً من 10 ملايين هكتار حالياً، ورفع الإنتاجية في وحدة المساحة من 2.5 طن/هكتار إلى 3.5 طن/هكتار، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج بنحو 20 مليون طن سنوياً، وأن تستثمر طاقات الإنتاج الكامنة في الدول العربية وخاصة في السودان والجزائر والعراق وسورية التي تؤمن إنتاج ما لا يقل عن 15 مليون طن سنوياً، وهذا يعني الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من القمح في الوطن العربي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة