فشل تسعير المحاصيل الاستراتيجية في حماة جعل الفلاح الرابح من عالم النسيان… خبير تنموي لـ«غلوبال»: المشكلة ليست في سعر المازوت بل بمضاعفة التكاليف
خاص حماة – سومر زرقا
ما زالت العيون تراقب حال الفلاح في محافظة حماة التي تعتمد على العمل الزراعي بالدرجة الأولى، ومدى ما يتعرّض له هذا قطاع الزراعي من خضّاتٍ، حاله حال بقية القطاعات، وليس آخرها قرار تعديل سعر المازوت الزراعي.
فهل من حلول تنقذ هذا القطاع فعلاً، وتبقي على المحاصيل، ولاسيما الاستراتيجية التي تؤمن الغذاء واللباس وعدداً لا بأس به من المواد و المدخلات الصناعية لشعب تم فرض الحصار عليه منذ عقد ونيف؟.
الخبير التنموي أكرم العفيف ذهب إلى رأي مخالف في حديثه لـ«غلوبال»، مبيناً أن رفع سعر المازوت الزراعي لا يمثل أي خضّة لهذا القطاع، بل تأثيره محدود جداً، حيث علل كلامه بأن الفلاح أساساً كان يحصل على كمية مازوت بالسعر المدعوم “2000 ليرة” تقل بكثير عمّا يحتاجه، وبمعدل يقل عن 25%، أما بقية الكمية والتي قد تتجاوز الـ 75% فكان الفلاح يلجأ إلى السوق الموازية لتأمينها وبسعر 16-17 ألف ليرة.
وإن تحققت الوعود بأن “تعديل سعر المازوت سيؤدي إلى توفير المادة”، ففي هذه الحال سنكون أمام تخفيض لسعر احتياج الفلاح من المادة، إن تم رفده بكامل احتياجه منها وحتى لو كان بسعر 5000 آلاف ليرة.
وعلى سبيل المثال البئر الإرتوازي بحاجة إلى 15 ليتر مازوت كل ساعة، لا يتم تأمين سوى 20% منها بالسعر المدعوم كحدّ أعلى، والأمر ذاته ينطبق على بقية خدمات الأرض من فلاحة وعزق.
وتابع الخبير التنموي: أما إذا تم تكرار السيناريوهات السابقة لجهة الوعد بتوفير المادة عند رفع سعرها، ومن ثم عدم حدوث أي تحسّن يُذكر على هذا الصعيد، فسنكون أمام مشكلة متفاقمة.
وأشار العفيف إلى أن الزراعات الاستراتيجية تتأثر فقط بموضوع فشل التسعير المستمر التي جعلت الفلاح الرابح من عالم النسيان، نتيجة تكرار سيناريوهات الخسائر في مواسم تلك المحاصيل، وخاصةً في منطقة الغاب.
إذ بات إقبال الفلاح على الارتباط بأرضه في حدوده الدنيا، وإن استمرت الحال على ذلك سنشهد انهياراً تاماً لقطاعنا الزراعي، وخاصةً أن الفلاح بات عاجزاً بنسبة 90% عن زراعة أرضه بسبب عجزه عن تمويل تكاليف الزراعة، والتي تضاف إلى خسائره السابقة إبان فشل التسعير.
وأكد أن السبب في ذلك يكمن في مضاعفة سعر تكاليف الإنتاج مع تثبيت للسعر، فعلى سبيل المثال تم بيع القطن في الموسم الماضي بسعر 10 آلاف ليرة للكيلو، وهو في هذا الموسم أيضاً بسعر 10 آلاف ليرة أيضاً رغم مضاعفة كل أسعار التكاليف على الفلاح، ما يعني بدء الخروج النهائي للفلاح من هذه الزراعة، والأمر ذاته ينطبق على محصول القمح.
ولا ننسى أثر التبدلات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والجفاف سواءً في محافظة حماة أو غيرها من المحافظات بالسنوات الأخيرة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة