ابتعدوا عن مكامن عمل الشيطان!
خاص غلوبال – زهير المحمد
نشاط كبير تشهده الجلسات الحكومية وربما يمكننا القول إن زخماً كبيراً يكمن في جلسات مجلس الوزراء والجلسات النوعية، وهذا أمر يعطي مؤشراً لمرحلة قادمة تأخذ الانطلاق من الواقع وعدم إطلاق الوعود منهجاً في العمل والتصريحات.
لكن الأمر الذي يجب الانتباه إليه هو أن الغوص في التفاصيل اليومية لعمل الوزارات والمؤسسات، يعطي بعض الدلائل السلبية لأنشطة الحكومة التي يفترض أن يكون وضع الاستراتيجيات الشاملة والمدروسة بدقة هدفها ونقطة العلام الأوضح في مسيرتها.
التركيز على بعض التفاصيل قد يؤشر على الاتجاه نحو المركزية الشديدة في عملنا المؤسساتي الذي قد يكون ممتعاً لبعض الوزراء في بداية عملهم، لكنه سيتسبب مع مرور الوقت في تشتت جهودهم وفقدانهم لزخم الإنجاز الفعال وتالياً ابتعادهم عن الأمور الأساسية والانشغال بالمكامن التي “يكمن فيها الشيطان”!.
كما أن ذلك سيعطي مؤشراً على عدم الثقة في أداء أو نزاهة الصفوف الإدارية الأدنى من مديرين عامين أو فرعيين، ما يسبب نوعاً من الإحباط في العمل العام والابتعاد عن المبادرة، لأن القادة الذين ينتهجون المركزية يحتاجون وقتاً أطول لاختيار فرق عملهم ومنحها الثقة المطلوبة، الأمر الذي يفضي في المحصلة إلى فقدان الكوادر وضياع الوقت وتفويت الفرص.
لا نريد الحكم على أداء وزاراتنا قبل فترة المئة يوم التي تعطى عادة كفترة لبدء التقييم، الأمر المهم هو النتائج على أرض الواقع والتي من الواجب أن تنعكس في أمور عدة أولها الواقع المعيشي وتحقيق شيء من التقدم في تحسينه، كذلك مكافحة الفساد “الكبير” وتجفيف البيئة الخصبة التي تجعل منه مخفياً بحكم ضعف القوانين والتشريعات، وتفعيل الرقابة والمحاسبة والتخلص من “تراث” عدم تحمل المسؤوليات والتفنن في إيجاد الذرائع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة