الذهب يفقد بريقه ويسجل هبوطاً حاداً لأول مرة منذ سنوات… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: بسبب ازدهار أسعار الدولار والعملات المشفرة بعد الانتخابات الأمريكية

خاص دمشق – بشرى كوسا

انخفضت أسعار الذهب في السوق المحلية بمقدار 115 ألف ليرة سورية للغرام الواحد عيار 21 قيراطاً خلال الأسبوعين الماضيين، وبحسب النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق اليوم سجل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع مليوناً و75 ألف ليرة وسعر شراء مليوناً و74 ألف ليرة، بينما سجل سعر الغرام عيار 18 سعر مبيع 921429 ليرة وسعر شراء 920429 ليرة.

وحددت الجمعية سعر مبيع الأونصة عيار 995 بـ 39 مليوناً و300 ألف ليرة وسعر مبيع الليرة الذهبية عيار 21 بـ 9 ملايين ليرة.

وواصل الذهب خسائره بأكبر وتيرة يومية في أكثر من 3 سنوات، وبلغ سعر الأونصة 6925 دولاراً للأونصة، بعد وصوله لأعلى مستوي تاريخي له وتسجيله 2790 دولاراً للأونصة، مخالفاً توقعات محللين اقتصاديين أن تصل إلى 2900 دولار للأونصة، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

المحلل الاقتصادي شادي أحمد أكد لـ«غلوبال» أن الارتفاع الكبير لأسعار الذهب في الفترة الماضية، يعود إلى عدة أسباب، منها عدم اليقين في نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية حيث كانت الأصوات متقاربة حسب استطلاعات الرأي ما انعكس على الارتياب والذبذبة في الأسواق، إضافة إلى التوترات الموجودة في العالم، ولاسيما العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يعتبر الذهب هو الملاذ الآمن لأي موارد موجودة للثروة، وجميع هذه العوامل أدت لارتفاع كبير بسعر الذهب.

وأضاف أحمد: أنه وبعد انتخاب الرئيس الامريكي توضحت الرؤية المستقبلية لمدة أربع سنوات قادمة بأن هناك رئيساً محدداً في البيت الأبيض، وهذا الأمر أدى إلى ازدهار أسعار الدولار وأسعار العمليات الرقمية ولاسيما “البتكوين”، وبالتالي عندما تزدهر هذه الأسعار ينتقل المستثمرون من الاستثمار في الذهب إلى الاستثمار في العملات الرقمية والاستثمار أيضاً في سوق “الفوركس” أي سوق العملات العادية، وهذا السبب في عودة انخفاض أسعار الذهب وارتفاع أسعار العملات الرقمية.

بدورهم أكد محللون اقتصاديون أن الانخفاض مرحلي ومؤقت، وسيعاود الذهب الصعود، وأرجعوا سبب التراجع إلى أن الصين ودول شرق آسيا اشترت حاجتها من الذهب حالياً.

ويرى آخرون أن سبب هذا الهبوط يعود إلى عدة عوامل منها التفاؤل بأسواق الأسهم، حيث تسببت خطط ترامب الاقتصادية التي تعتمد على تعزيز الإنفاق الحكومي وخفض الضرائب في تحفيز المستثمرين للاتجاه نحو أسواق الأسهم على حساب الذهب، ما أدى إلى زيادة الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة