نتنياهو بايدن زيلنسكي… ثالوث الإجرام
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
يبدو أن إدارة بايدن المتصهينة مستمرة في تغذية الحروب ودفع الأزمات باتجاه التعقيد وصولاً إلى احتمالات الانزلاق باتجاه حرب عالمية ثالثة، لدرجة أن الإدارة الجمهورية المرتقبة برئاسة الرئيس المنتخب ترامب باتت تشكك في تصرفات الإدارة الحالية، وتتهمها بأنها تحاول قطع الطريق على تتفيذ وعود الرئيس المنتخب في إنهاء الحروب الطاحنة في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، وحتى إن كانت إدارة ترامب غير صادقة في تلك الوعود.
فبايدن مصرٌّ حتى اللحظة على تمويل الرئيس الأوكراني زيلنسكي بالمزيد والسماح له باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وهذه القرارات تأتي بعد الإخفاق الأوكراني في جبهات القتال، ولمجرّد القبول من حيث المبدأ بالتفاوض لوقف القتال.
وما نراه في أوكرانيا ورغم اختلاف الساحات، إلا إنه يرتبط بشكل وثيق ويتكامل مع حرب الإبادة التي يشنّها نتنياهو على امتداد دول الشرق الأوسط، فالعالم.
وفي ظل العولمة بات العالم قرية صغيرة وتؤثر الأحداث العسكرية والسياسية والإقتصادية في أي رقعةٍ منها على الجميع، ولو بدرجات متفاوتة، بالتزامن مع حالة الاستقطاب الحاد.
لقد حاولت إدارة بايدن أن تسوّق نفسها كوسيط لـ”إنهاء الحرب في غزة”، ومنذ الأسابيع الأولى لاندلاعها كثفت إرسال مسؤوليها في المخابرات والدفاع والخارجية في أعقاب زيارة الرئيس بايدن إلى “إسرائيل”، مع تأكيدهم جميعاً على أنهم صهاينة، وإن لم يكونوا يهوداً، باستثناء بلنكن الذي أشهر يهوديته وصهيونته على الملأ.
ومن هنا يمكن الاستنتاج أن جولات المبعوثين الأمريكيين لم تكن بهدف التوصل إلى “هدنة” أو “وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”، أو حتى “منع توسع الحرب”، وإنما الاطلاع على كل ما تخطط له “إسرائيل” ومشاركتها جرائمها، وتأمين الاحتياجات العسكرية والمالية.
ناهيك عن تخدير شعوب وقيادات الإقليم كي يتقبلوا توسع ساحة العدوان، والتي توسعت فعلاً وفق ما تشتهي “إسرائيل”، وبما يتناسب والأسلحة والقذائف التدميرية التي كانت ممنوعة الاستخدام في مجاهيل تورا بورا الأفغانية، والتي تم زجها أمريكياً تحت تصرف حكومة التطرّف في تل أبيب.
ولا يبدو أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان هوكشتاين له أي أهداف سوى الإيهام بالوساطة لـ”وقف العدوان على لبنان”، والذي لن يتوقف إلا إذا رجحت كفة الميزان لصالح المقاومة، أو انتهت إسرائيل من تدمير الأحياء والمدن والقرى التي وضعتها في بنك أهدافها الإجرامية، بعد أن حصلت من أمريكا على الذخائر الكافية لذلك.
دول العالم أجمع ترجح لغة العقل حتى الآن وتمارس أقصى درجات ضبط النفس لمنع انزلاق الأوضاع إلى حرب عالمية، آخذة بعين الاعتبار هذا النزوع الإجرامي للإدارة الأمريكية وأذرعها الإرهابية في كل من أوكرانيا و”إسرائيل”، وتخطي ممارساتهم كل القواعد والقوانين والضوابط التي وضعتها الأمم المتحدة ومؤسساتها للحيلولة دون نشوب حروب عالمية تعيد البشرية إلى القرون الوسطى.
لكن السؤال المطروح الآن: إلى متى يمكن إعمال العقل واستخدامه في مواجهة الطيش والجنون الذي تمارسه أمريكا وأذرعها في أوروبا والشرق الأوسط وعلى حدود الصين، بل في القارة الأمريكية ذاتها؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة