الشارع السوري اليوم، بين خيارين أحلاهما مرّ
بعد قرار رفع سعر المازوت مساء أمس، استفاق السوريون صباح اليوم، ليجدوا أنفسهم بين نارين، هل يفرحون بالزيادة التي كانوا ينتظرونها رغم التساؤلات الكبيرة حولها، أم يبكون حالهم وهم في الشوارع يتزاحمون هنا وهناك علهم يصلون لأشغالهم بأية طريقة كانت، بعد أن تسبب قرار رفع سعر المازوت بحالة شلل تام، وتوقف لعمل أغلب “السرافيس” ووسائط النقل شهدته أغلب المناطق.
فقرار وزارة التجارة الداخلية برفع سعر المازوت تسبب بتوقف “السرافيس” عن العمل، ما أدّى لأزمة نقل خانقة شهدتها العاصمة دمشق، هذا الأمر يستدعي الكثير من التساؤلات: فهل ستظهر تسعيرة جديدة “للسرافيس” ترضيهم وتكون على حساب فتات الراتب الباقي الذي على ما يبدو سيظلّ صغيرا وسط الغلاء الفاحش بكلّ شئ؟ أم أن هذا القرار سيفتح شهية أصحاب “السرافيس” لبيع مخصصاتهم، وبالتالي تفاقم كبير وزائد بأزمة السير؟ هذا ما سيكشفه قادم الأيام!
في سياق متصل، لاقى قرار رفع الرواتب أصداء متفاوتة بين السوريين، لاسيما بعد تصريحات وزير المالية، عقب صدور القرار، حيث أكد مجددا أن موضوع تحسين المستوى المعيشي للمواطنين هو من ضمن الأولويات الرئيسية لعمل الحكومة ومرتبط بتوفير السيولة الخاصة به، علماً بأنه تم صرف 4 منح خلال الفترة الماضية بكلفة تجاوزت 420 مليار ليرة سورية.
وهنا كثرت التساؤلات، حول مبررات رفع أسعار كلّ شئ ثلاثة أضعاف قبل الزيادة، مؤكدة أن هواجس الناس التي كانت مرافقة للزيادة قد حصلت، ولكنها كانت من العيار الثقيل حسب أقوالهم، والتي رصدناها عبر الكثير من التعليقات على البوستات المنشورة على فيسبوك عقب قرار زيادة الرواتب، ورغم ذلك قوبل القرار بالكثير من التفاؤل، بشكل أو بآخر، حتى أنه قوبل بالنكات التي لاقت صداها على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الواقع يفرض استنفارا كبيرا للمعنيين لا سيما وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، علّها تنجح ولو لمرّة واحدة بإنصاف حالة اليأس التي باتت ترافق الناس بسبب الفحش الحاصل بالأسواق السورية.
ختاما، نقول ونؤكد بأن الشعب السوري صامد، ولكن المطلوب دعم صموده بشكل يجعله قادرا على الاستمرار بمكافحة كل الآثمين والمترصدّين للبلاد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة