رغم الخروج المبكر، هند ظاظا نجمة واعدة في سماء الرياضة السورية
رغم خروجها من الجولة الافتتاحية، لفتت اللاعبة الأصغر سنّاً في “أولمبياد طوكيو” الأنظار بقوة إليها. كانت “هند ظاظا” أولى ممثلات سورية في “البينغ بونغ” بتاريخ الألعاب. وبين ليلة وضحاها لفتت أنظار الشعب السوري بأكمله ليخفق قلبهم مع الطفلة الأولمبية علها تسير في الألعاب لتحقق حلماً انتظره السوريين. أما اللاعبة فلم تنتظره منذ الطفولة، فهي لا تزال تعيش طفولتها وإن كانت طفولة مختلفة تحت أضواء الشهرة.
“ظاظا” طفلة حرب، هكذا يسمى الجيل السوري الذي ولد خلال السنوات العشر الأخيرة. فقد ولدت “هند” في ظروف أقل ما يقال عنها بأنها مأساوية. اشتعلت الحرب في البلاد وكانت تبلغ من العمر سنة واحدة فقط. كبرت وترعرعت على أصوات الدبابات والمدافع، ومع ذلك كان لديها حلم بمستقبل أفضل، وكان لديها داعم يؤمن بأن مستقبلها سيكون أفضل من حاضرها. هذا الداعم كان أخوها وملهمها “عبيدة”، والذي فاز ببطولة سورية للناشئين بنفس الرياضة.
رغم خروجها المبكر، إلا أن مجرد تواجد “ظاظا” في هذا المحفل العالمي هو أمر كاف في الوقت الراهن، والأهم في المرحلة المقبلة هو أن يعرف مسؤولو الرياضة في سورية أهمية هذه الجوهرة، وأن يقدموا لها كل الإمكانات اللازمة لتصل إلى المنصة في “باريس” عام 2024 وهو هدفها الذي وضعته وتمشي عليه والذي بدأ بخطوة المشاركة في “أولمبياد طوكيو“، ثم التتويج في “أولمبياد باريس”.
هند لاقت الكثير من الدعم في سورية، وخاصة من الفنانين واللاعبين في الرياضات الأخرى الذين رأوا فيها بداية لمستقبل مشرق. كما ولاقت إشادات الإعلام العالمي من “النيويورك تايمز” إلى “الغارديان” و”الدوتشه فيله” والكثير من الوكالات والتلفزيونات العالمية التي غطت مشاركتها وأشادت بثقتها وثباتها رغم سنها الصغير. حتى منافستها النمساوية “ليو جيا” قالت: “كانت لدي مشاعر أمومية. لم يكن الأمر يتعلق بالجانب الرياضي من هذه اللعبة أكثر من الجانب الإنساني”.
“هند ظاظا”، عينة صغيرة عن الكثير من المواهب في بلدنا التي تحتاج إلى فقط الاكتشاف والقليل من الدعم ليكون وفدنا في الأولمبياد يتجاوز الـ 6 لاعبين أقسى حلمهم هو مجرد المشاركة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة