نائب رئيس اتحاد الصحفيين يحدد المسؤول عن الجدل حول لقاء لونا الشبل
حمّل نائب رئيس اتحاد الصحفيين، مصطفى المقداد، وزير الإعلام، ومدير القناة الإخبارية السورية مسؤولية الجدل الذي أثاره، لقاء المستشارة الرئاسية الخاصة لونا الشبل الأسبوع الفائت، كونهما “كانا يقفان في غرفة المراقبة ومعهم مجموعة كبيرة من المهندسين والفنيين وغيرهم ممن يديرون عمل القناة”، حسب ما كتب المقداد على صفحته على فيسبوك.
وأضاف المقداد: “سأحاول أن أعرض بكثير من الحيادية والموضوعية والمهنية لملاحظات تتجاوز موقفي التقييمي لمهنية شخصية الوزير إعلامياً وإدارياً”.
وفيما يلي الملاحظات التي كتبها المقداد في منشوره بالتفصيل:
١- ثمة لقاءات مع شخصيات من ذوي المناصب بمواقع مساوية أو أكبر من منصب المستشارة كان المحاور فيها مذيع واحد، أدار اللقاء بكثير من الهدوء والرتابة، خلافاً لما حصل في اللقاء الحدث، إذ تم اختيار ثلاثة من المذيعين في خطوة تستهدف أن يكون اللقاء حدثاً إعلامياً مفصلياً يقدم صورة جديدة لشاشتنا تنافس الشاشات الشهيرة بأنها تستخدم كل التقنيات، ويطرح المحاورون أسئلة جريئة تتناول كل ما يدور في أذهان المواطنين، أو ما يتم نقاشه في الجلسات الخاصة بعيداً عن وسائل الإعلام، وهنا أذكر لقاء رئيس مجلس الوزراء، ولقاء المستشارة الدكتورة بثينة شعبان.
٢- لم يسبق لوزير الإعلام أن وقف في غرفة المراقبة للإشراف على متابعة أي لقاء مع أي مسؤول أو وزير أو مستشار لإخراج اللقاء القادر على النفاد لرأي المواطنين ومحاولة إقناعهم بصوابية الإجراءات التي تتخذها الحكومة.
وهو في سلوكه هذا يتحمل مسؤولية اللقاء كاملاً بكل سلبياته وإيجابياته، إضافة إلى مسألة في غاية الخطورة لاستهانتها بعقل المتابع، وهي أن عدد الدخولات والمتابعات لهذا اللقاء بلغت الملايين بعد قرابة خمس دقائق من بدايته، وما يحتمل هذا من شكوك وتأويلات.
٣- كان من المقرر أن لا يتجاوز اللقاء حدود ٢٥ دقيقة وفق التعليمات والتوجيهات بالزمن المخصص للوزير في الظهور على الشاشة، وهذا ما أشارت له المستشارة الشبل في بداية اللقاء، ليمتد إلى ساعة ودقيقتين، وفق القراءة على شاشة جهاز الموبايل الذي تابعت اللقاء من خلاله، وكأن هذا التجاوز مسموحاً لها وحدها، لما كان يفترض أن تقدمه كخبطة إعلامية.
٤- كان من المفترض أن يكون اللقاء مخصصاً للحديث عن خطاب القسم وحده، وما خفي منه، أو ما عصي على فهم البعض، أو ما يحتاج توضيحاً في بعض إيجازاته، وهنا كان يمكن الحديث عن القصد من القول عن تصارع الأحلاف وليس عن صراع حلفين محتملين ومتوقعين.
٥- الإعداد المهني لهذا اللقاء تجاوز الغاية منه للدخول في أسئلة كثيرة لا أعتقد انها من مهمات المستشارة، كالحديث عن خصوصيات الرئيس، أو إجراءات مكافحة الفساد ، أو الإجراءات الحكومية، بما فيها كل ما أوصل إلى نقطة الاختيار الوحيد للشعب المتمثل في صمود الضرورة وما عناه من استخفاف بتضحيات أبناء الشعب كلهم من شهداء ومصابين وعاملين وفلاحين وقوات رديفة وحتى طلبة وموظفين، بمعنى أن هكذا لقاء كان يفترض أن يحصر في خطاب القسم وحده بكل ما حمل من أفكار ومواقف وتقييم لعلاقات داخلية وخارجية وواقع معاشي فيه الكثير من التناقضات.
٦- من الواضح أن هدف اللقاء من جانب وزارة الإعلام والوزير بشكل خاص كان يهدف إلى إظهار السيدة المستشارة بأنها الشخص المسؤول الوحيد في سورية الذي يمكن أن توجه له كل الأسئلة الإشكالية والمحرجة، وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع الإجابة عليها بمنتهى الصراحة والصدق، لأنه عارف ومحيط بكل معلومات وأسرار البلد، وفي هذا تجاوز لمهام وصلاحيات الوزراء والمديرين والمسؤولين، وهو ما أدى لتلك النتيجة السلبية لدى جمهور المؤيدين، وإن كان وزير الإعلام أراد تقديم خدمة للمستشارة فإنه ضرها، من حيث يدري أو لا يدري، فرب نافعة، ضارة.
٧- لا أنكر أن ساعة الحوار اتصفت بالحيوية من ناحية الشكل، خاصة وأن المستشارة مذيعة ومحاورة ناجحة عملت في الجزيرة بمهنية وحرفية عاليتين، لكنها كانت تواجه بمقاطعة أكثر من مرة من المحاورين، بحيث لم تكمل فكرتها حتى النهاية في كل مرة، الأمر الذي أسبغ على اللقاء طابع الاستعراض في غير مكانه.
٨- أما بالنسبة لردود المستشارة، والتي جرت إليها، باعتقادي، فإنها لم تكن موفقة نظراً لموقعها، فهي قد أخذت دور أعضاء الحكومة كلها في إجاباتها على الأسئلة المطروحة، ولم تشر أبداً إلى اختصاصاتهم ومهامهم، وإن كانت تعرف، وهذا بعيداً عن المفهوم الذي وصل إلى المواطنين من استهانة بصمودهم وتضحياتهم وثباتهم وولائهم، فليس المهم ما قصدت، لكن المهم ما وصل إلى المتلقين من معنى.
٩- لو لم تكن المستشارة في موقعها وطرحت أي رأي في موقف الشعب والمطلوب منه أو غير ذلك، لما كان في ذلك رد فعل سلبي، فيمكن لأي محلل سياسي أو غيره أن يقول ما قالت، ونحن كمحللين سياسيين قلنا ذلك وأكثر ، لكنه منها يعني أن رأس الدولة له ذات الرأي، في الوقت الذي وقف العالم مذهولاً أمام موقف الشعب السوري في الداخل والخارج يوم الانتخابات، وهو يعيش أسوأ ظروف معيشية، لكنه مؤمن وملتزم وموقن بانتصاره بقيادة السيد الرئيس، فكيف يمكن لهذا الكلام أن يكون مقبولاً بعد الشكر لهذا الشعب ومعلميه بخاصة قبل أيام في خطاب القسم.
١٠- طريقة وآلية إعداد اللقاء وتقديمه تعكس الشخصنة التي تدار بها مؤسسات وزارة الإعلام، والتمييز والتجاوز، فلو كان ثمة برنامج دوري يقدم بهذه الطريقة، لكان ربما أعطى مبررات لما حدث، لكنها الشخصنة والتفرد لمن لا يمتلكون خبرات وإمكانيات مهنية حقيقية يتحكمون بالموارد والمقدرات ويتجاوزون الأعراف والمعايير المهنية في إدارة شؤون الإعلام، وكان هذا نموذجاً مخيباً لآمال الكثيرين من أبناء البلد المخلصين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة