“الدعم لمن يستحقه” الشعار الزائف يظهر في غضب الشارع السوري، فهل يوجد من يمتصّ استياءه؟!

تم البدء منذ صباح اليوم بتطبيق إجراءات رفع الدعم عن شريحة من المواطنين حيث وصلت لعدد كبير رسالة مفادها “البطاقة مستبعدة من الدعم” عبر تطبيق وين.

هذه العبارة أثارت موجة غضب وردود فعل حادة وسط الشارع السوري، بسبب حجم الأخطاء التي لحقت بها، والتي تم فيها استبعاد الدعم عن كثر ممّن يحق لهم الدعم.

وهنا نرصد بعد أسباب الاستبعاد التي تمّ الاعتماد عليها والتي أثارت موجة الاستياء:

🔷استبعاد جميع أعضاء نقابة المهن المالية والمحاسبة واعتبارهم من كبار المنتسبين.

🔷استبعاد أشخاص بحجة أنهم خارج القطر منذ مدة عام (كما ظهر عبر تطبيق وين)، علماً أنهم لم يسافروا خارج البلاد أبداً.

🔷لاحظ البعض أنه تم تخفيض عدد المستفيدين من الدعم داخل الأسرة الواحدة.

هذه الأخطاء تطرح سؤالا في غاية الأهمية: كيف استقى المسؤولون معلوماتهم لرفع الدعم وعلى ماذا استندوا؟!

موجة الاستياء على القرار سادت الأوساط الإعلامية، وهنا نعرض بعضا منها:

الإعلامية هناء الصالح كتبت: لا توجد دراسة منطقية، ولا قرار واقعي ومنطقي باستبعاد الدعم عن فئات معينة من قبل (وزارة حماية المستهلك !)، تقف عاجزاً ويائساً فعلاً أمام هكذا قرار على ماذا استندتم من حجج !مواطنْين سورييْن الأوّل يأخذ دعم والثاني يُحرم!على أي أساس تم طرح هذه الفئات؟ ماهو البديل؟ عندما تقول دول الجوار أو في العالم لا يوجد دعم نعم ولكن قارنها بالرواتب والمداخيل!؟ قرار يُقر ويُتخذ ويصبح ساري المفعول بعد دقائق حتى بدون مهلة زمنية للمستبعدين، رغم كلّ الدّراسات لمختصين، وكلّ الحلقات لإعلاميين عن خطورة هذا القرار، إلا أنه صدر ضارباً بعُرض الحائط التداعيات الكارثية (دبّر حالك)!

وكتب الاعلامي نزار الفرا: بعد كل ما قيل و سيقال عن لا أخلاقية و لا دستورية قرار استبعاد الدعم عن فئات من المجتمع و بعد كل ما قيل و سيقال عن خطورة تداعيات هذا القرار و بعد كل ما قيل من القلّة عن صوابية القرار رغم التنفيذ المشوّه، نعود لنسأل الذين ينظّرون بالوطنية: أليست قرارات الحكومة من هذا العيار هي التي توهن العزائم و النفسيات و تجعلها بالحضيض؟؟ مقولة إنه خيار مرّ لا بد منه لا يقلل أبداً من كارثيته و خصوصاً في الجانب المتعلق بالخبز تحديداً.

كتبت رشا سيروب: إن كانت الحجة في رفع الدعم تحقيق بعض الوفر من غير المستحقين، أوليس من باب أولى تحقيق وفر أكبر من خلال استرداد ما يستحق للدولة من المتهربين والمعفيين ضريبياً والحد من هدر المال العام، واستثمار الأملاك العامة للدولة بالأسعار الرائجة في السوق؟!

الصحفي معد عيسى كتب: دور الحكومة يأتي في إدارة هذا الملف، وعندما تفشل في ذلك فإنها تسيء بذلك إلى المواطن والدولة معاً، مضيفا: هذا الموظف أو المتقاعد الذي حُرم من الدعم من أين سيزيد دخله ليدفع فارق السعر للمواد والسلع التي رُفع دعمها؟ فملكيته ما زالت هي ولكن دخله لم يعد يكفيه لتأمين أي شيء من احتياجاته، وهذا أخلَّ بشرط من شروط رفع الدعم.

و نشر رجل الاعمال عاطف طيفور: “شعار توجيه الدعم لمستحقيه، شعار حكيم لمكافحة الهدر والفساد، وتخفيض الانفاق العام وفواتير المستوردات، ولكن مع الأسف التنفيذ كان صادم وظالم لفئة ضخمة من المجتمع،ومع الأسف،غدا بداية الازمة الاجتماعية، وسندخل نفق عميق ومظلم.”

الدكتورة في كلية الإعلام نهلة عيسى نشرت مايلي: ما بملك بالدنيا شي مادي ابدآ، غير سيارتي إلي اشترتيها بالتقسيط من حوالي 12 سنة، وراتبي الشهري إلي ما بيتجاوز (200 ألف)، وخبزي وغازي ومازوتي بالسعر الحر، واليوم حكومتنا الكريمة استبعدتني من الدعم لأنه سيارتي موديل 2009 و1600 سي سي، في أكتر من هيك تعسف ما بظن، لأنه راتبي الهزيل صار ما بيكفي غير حق بنزيني!؟ وما ضل غير افتح تمي للهوا،وطبعا حالي حال كتير من الناس، وبيجوز رواتبهم أقل من راتبي.يا عمي بتستبعدوا واحد عنده مرسيدس، عنده بي إم، عنده اودي وبتقولوا عنه مقتدر بفهم، أما واحد سيارته من الموديلات الشعبية الرخيصة بزمان شرائها كيا أو بروتون أو هونداي فهادا أمر لا يصدق، إلا إذا كان حدا إله مصلحة وسبوبة بتنشيط سوق السيارات القديمة كتير، وإلا إذا حدا إله مصلحة يخلينا نطلع من عقلنا.يا حكومتنا ما هكذا تورد الأبل، وملء خزينة الدولة ما بيصير على حساب كرامات الناس، وبس.

الدكتور المهندس “أمجد حسن بدران” نشر بوست ساخر قال فيه أن الحكومة اعتبرت الشعب فئران تجارب:” طريقة رفع أو بالأصح التهرب من الدعم في سورية تتم عبر اعتبار المواطنين فئران تجارب فلا يتم إخبارهم بالخطة الكاملة بل بإيعاز التجربة الجزئي اللحظي فيهتم المواطن الفأر بإنقاذ جسده وجسد أطفاله كل لحظة بلحظتها فقط.

و نشر الإعلامي “صدام حسين” بوست تضمن مايلي:”المستشارة لونا الشبل عملت اختبار على المواطن وتبين أنه لا يموت من الجوع أو البرد،كما علمت بثينة شعبان من صديقها أن الاقتصاد السوري أفضل بخمسين مرة من ٢٠١١، وبناء على هذه الاستشارات جاء قرار رفع الدعم نهائياً عن المواطنين

فيما قال الإعلامي بلال سليطين:”يالله ورجونا شجاعتكم يلي مارستوها على عباس النوري ومدرسات اللغة للانكليزية، واحكوا عالرفاق يلي غيروا معظمم السياسات يلي تعهدوا بها عند وصولهم للسلطة في سوريا، ومع ذلك مازالوا يتعاملون معها على أنها حوامل وجودهم ويمنون الشعب بها أرانب.

من الصعب علينا حصر جميع الانتقادات التي طالت ما استفاق عليه السوريون منذ الصباح، ولكن ما يجب التأكيد عليه أن تصحيح الأخطاء تستوجب تدخلات سريعة وعاجلة علها تمتص بعضا من غضب الشارع بسبب تلك القرارات التي جاءت بلا بيانات وقواعد صحيحة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة