عزيزي المسؤول، ما أخبارك أنت وسياراتك وبدلاتك وساعاتك ومازوت مدفأتك؟!
عزيزي المسؤول، تحية طيبة، ما أخبارك أنت ومنزلك وسياراتك وبدلاتك وساعاتك ومازوت مدفأتك وساعات التقنين لديك.
عزيزي، أنا مواطن من هذه البلاد الشهيرة بتعاقب الحضارات حتى جفّت عنها الحضارة، أعيش منذ 11 عاماً على وقع الرعب والفقر والنسيان، أمشي خائفاً في شوارع مدينتي من زحمة رجال الأمن وتهمة وهن عزيمة الأمة، وأحاول تجنب الجرائم الإلكترونية ما استطعت رغم أني لا أملك خط انترنت.
سموّك، إني لا آبه لأن يكون الخبز خطاً أحمر أو أزرق أو فوسفوري، إني مهتم بالخبز بحد ذاته وأريد أن أتناوله دون أن أفكّر بثمن الرغيف، إنّي أسكت عن دعم أبناء المسؤولين وأشقائهم وأخوالهم وأعمامهم وبنات خالات جيرانهم، لكن دعوا لي دعم الخبز والمازوت والبنزين لأحيا وأشكر نعمتكم التي أنعمتم بها عليّ.
معاليك، لقد استبعدتم الآلاف من الدعم بذريعة عدم استحقاقه واتهمتمونا بالغش والتدليس والتهرب من الرسوم والضرائب، وحملتم المواطن تهمة زيادة عجز الموازنة، ولكن صدّقني معاليك أني لم أتخذ أي قرار على مستوى الاقتصاد الوطني منذ فتحت عيناي على هذه الدنيا، وللصدفة فإن الحكومات المتعاقبة بما فيها تلك التي شاركتَ بها هي من كانت أهل الحل والعقد بشأن اقتصاد البلاد الذي آل إلى عجز الموازنة يا معاليك.
عزيزي، رأيتك تمتدح “حيتان المال” وتقول أنهم يدفعون للخزينة العامة، بينما يسبّب الفقراء عجزها، ثق أني لا أهتم بحيتان المال ولا قروش المال ولا سردين المال ولا صومون المال، بقدر ما يهمني ألّا ترانا نحن المبعدين من عالم البحار المالية سبباً لعجز خزائنكم، وتتذكّر أننا أبناء هذه البلاد الذين دفعنا دمنا وعرقنا وخوفنا وأمراضنا لتبقى لنا، والـ نا هنا يا دام ظلّك للملكيّة، أي أن هذه البلاد لنا بأرضها وبحرها وخزينتها وموازنتها العاجزة ولا نريد فتح أبواب الوزارات أمامنا لتصحيح أخطائكم، أغلقوها جيداً ولا تحدثونا عن الظروف الاستثنائية والمنعطفات التاريخية وعنق الزجاجة فقد سئمنا ذلك في منازلنا الباردة المعتمة بسبب سياسات معاليكم.
المصدر: موقع سناك سوري _ زياد محسن
طريقك الصحيح نحو الحقيقة