صحيفة البعث: الحكومة تنظر إلى المواطن و كأنه “أيوب زمانه” عليه أن يتحمّل قراراتها مهما كانت مؤلمة
يبدو أن الحكومة تنظر إلى المواطن كأنه “أيوب زمانه”، عليه أن يتحمّل قراراتها ويتعايش معها، وكأنها قدره المحتوم مهما كانت القرارات مؤلمة له، ولو بكى وشكا فلا أحد سيرأف بوضعه التعبان، ولن يجد إلا الوصفة المعتادة للصبر “أقوال ووعود” لا تغني ولا تسمن من جوع!.
هذه الحال جعلت “أيوب السوري” يحلم ويتمنّى أن يربح “باليانصيب” مبلغاً محرزاً من المال ينتشله من الوضع الذي هو فيه، بعد أن فقد الأمل بتغيير الأحوال وتحسّنها مع هكذا سياسات وخطط اقتصادية لا تلبي أبسط احتياجاته ومتطلباته، بل تقطع كل سبل الأمل بالوصول إليها.
إنه لمن المؤسف والمؤلم أن تصل بنا الأمور إلى حدّ التمني بتجاوز أزماتنا ومشكلاتنا ونؤمّن احتياجاتنا بضربة حظ، أو ننتظر معجزة ربانية تأتي بالفرج إلينا!.
وفيما يتعلّق بشق التنمية، نذكر أنه عندما تناقش الموازنة العامة ترصد سنوياً مئات، بل آلاف، المليارات من الليرات السورية للمشاريع التنموية بمختلف المجالات، يُلاحظ أنه يلحق بهذه المبالغ الضخمة عبارة “لاستكمال المشاريع التنموية”، والسؤال هنا: متى تنتهي تلك المشاريع التي تحظى بالمليارات؟!
للأسف، غالبية المشاريع تتعثّر أو تتوقف بحجج واهية لم تعد مقنعة، ما يزيد من تكلفتها.
وأوضح مثال على ذلك تعثّر استكمال إنجاز مشروع أبنية جامعة طرطوس الذي بات يحتاج مبالغ مضاعفة لإنجازه نتيجة التأجيل والإهمال واللامبالاة، وقسْ على ذلك من مشاريع أخرى ما زالت نائمة، نقرأ ونسمع عنها ولا نشاهدها واقعاً على الأرض!!
بالمختصر.. نعود لنؤكد أن مشكلتنا ليست في قلّة الموارد والإمكانات، وإنما في سوء إدارتها وغياب حسن التصرف فيها بسبب الفساد الإداري والمالي، فلو امتلكنا الإدارة الناجحة لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من أزمات معيشية واقتصادية مزمنة وغيرها جعلت عيشتنا مرّة، هذه الأزمات تُحتّم على الحكومة أن تكون أكثر شفافية ووضوحاً وجدية في موقفها بالتعاطي مع المشكلات والصعوبات المتمثلة بتكرار الأزمات واستمرار المنغصات، بعيداً عن تجميل الواقع ومحاولة اللعب على الوقت على أمل أن تتحسّن الأحوال، فبعد الأزمات التي تتكرّر لم يعد مقبولاً البناء على اعتبارات لا اقتصادية وغير واقعية ضحيتها المواطن الصابر والمكابر على خطط وحلول الأمر الواقع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة