السورية للتجارة، أين دورها؟
في كلّ مرة تصدر تصريحات متعددة عن الجهات المعنية في المؤسسة العامة السورية للتجارة بخصوص قضايا هامة تهم شريحة واسعة جداً من المواطنين سواء ما يتعلق بالسلع والمواد التموينية التي تباع عن طريقها كالسكر والزيوت والأرز أو المواد الأخرى الأساسية التي تحتاجها كلّ أسرة من معلبات ومنظفات ومربيات وغيرها، وفي كلّ تصريح يؤكد المعنيون في المؤسسة توافر جميع هذه السلع والمواد وبأسعار منافسة للأسواق المحلية من ناحية، وجودتها لا تقلّ عنها من ناحية أخرى، ويبالغ بعضهم في مدح وثناء وتعداد هذه المواصفات ومنافستها للأسعار حتى الخضار والفواكه أيضاً، لكن هذا التوصيف والتأكيد يبقى لدى المواطن الذي يتسوّق يومياً حاجياته مجرد كلام وحكي ومن باب الدعاية والترويج ليس إلا….!
نحن بكلّ تأكيد كإعلام وطني وكمواطنين نتمنى وبشغف أن تكون السورية للتجارة هي الرائدة والأُنموذج في عملية البيع وتأمين مستلزمات المواطن اليومية سواء من حيث الكميات المتوافرة، أو من حيث النوعية والجودة وكذلك الأسعار التي تثقل كاهل المواطن، بحيث لم يعد قادراً على تحمّلها أبداً، كما ونرغب بأن تتصدر السورية للتجارة وتستحوذ على ثقة المستهلك كماً ونوعاً وتكون الملجأ الأول والأساسي لهذا المواطن ونعتقد بأنها قادرة على ذلك فيما إذا تهيأت لها إدارة تنتهج سياسة التاجر “الشاطر” الذي يمتهن ويتفنن في الإدارة والتسويق والمرونة التجارية بعيداً عن الروتين و”البقرطة” من البيروقراطية ولاسيما أن هذه المؤسسة يقدّم لها كلّ الدعم والتشجيع اللازمين لتطوير عملها مادياً في المقام الأول، حيث تخصص لها عشرات المليارات بشكل مستمر، وصلاحيات في المقام الثاني وهي تستحوذ على الاثنين معاً.
ورغم ذلك فإن واقع الحال فيها غير ذلك من جهة توافر المواد والسلع خاصة المدعومة منها وآلية توزيعها وعلى وجه الخصوص مادة الزيت التي أصبحت الشغل الشاغل وقصة القصص، أو لجهة النوعية والجودة والمواصفة، وهذا الواقع يتحدث عنه الناس يومياً بحسرة من خلال مراجعتهم لمراكزها ومنافذ بيعها في أغلب المحافظات،وبالمختصر المفيد الناس انكفأت كثيراً عنها وتحتاج إلى إعادة الثقة عبر عملية إدارية وإدارة تعرف ماذا يريد هذا المواطن، وماذا تريد هي كمؤسسة وإلا ما هو تفسير التخبط في التصريحات والتناقض فيما بينها..؟! وعدم قدرتها على تطبيق الشعار التي طرحته خاصة لجهة التدخل الإيجابي في السوق. فأين هي منه..؟!
وهذا الحال جعلنا في حيرة من أمرنا واضطرنا أن نطرح السؤال التالي: هل هناك من يريد لهذه المؤسسة ألا تنجح إن لم نقل هناك من يتقصد فشلها، فهي تملك الكوادر البشرية والبنى التحتية وأُسطول من سيارات النقل وغيرها والعديد من الإمكانات الأخرى …و…و.. ورغم ذلك لم تحقق المطلوب منها، فأين هي في ظلّ الحاجة الماسة جداً لها؟ولدورها في الأسواق المحليّة وتقديم الخدمات للمواطن، وإثبات الوجود كتاجر أساسي ورئيسي في السوق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة