خبر عاجل
“ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية المكتب التنفيذي برئاسة فراس معلا يتخذ هذه القرارات بعد أحداث الشغب في كأس السوبر لكرة السلة الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

خبزنا “الحاف” في دائرة التجريب مجددا… وفيتامينات “التموين” تثير الجدل حول زيادة السعر والنوعية

خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم: رحاب الإبراهيم

حينما اشتد حصار “الطحين” في زمن الثمانينات، لم يقف مسؤولو تلك الفترة العصبية مكتوفي الأيدي ومكبلي الأفكار، حيث خرجوا من إطار الأفكار المعلبة والمبادرة إلى التفكير من خارج الصندوق مع ابتكار طرق فاعلة لتأمين رغيف الخبز من دون جلبة ولا ضجيج، ولنا في عبقرية “أبو الاقتصاد” الدكتور محمد العمادي وزير الاقتصاد آنذاك “أسوة حسنى” في التدبير والتفكير، إذ استطاع إنقاذ البلاد من ورطة كبيرة بـ”حيلة” بسيطة عبر خلط القمح المتبقي بالشعير لإنتاج خبز كافي لعموم المواطنين، ما جعله يستحق التقدير وانحناء الهامات على مر الأزمان، وخاصة أن تجربته الهامة أصبحت بمثابة شاهد حي على المعالجة المبتكرة والنتائج المثمرة.

واليوم نعيش أزمة خبز مماثلة، تتشابه في التداعيات والأحداث، لكن لحد الآن لم نرى حلولاً استثنائية ومعالجة مبتكرة تتماشي مع هذا الحال المتأزم، إذا يحضر “التجريب” في محاولات حلحلة صعوبات تأمين رغيف الخبز، لتكن النتيجة استمرار طوابير الانتظار على الأفران، وبيع الخبز بأسعار مضاعفة ترهق العائلات التي تضطر إلى دفع عشرة آلاف لقاء تأمين حاجتها من الخبز بينما الراتب لا يتجاوز لا يتجاوز 150 ألف ليرة، وخاصة عند معرفة أن عائلات كثيرة تعتمد على الخبز كوجبة رئيسية بعد ارتفاع معدلات الفقر إلى ما فوق %.

الإخفاق في معالجة أزمة الخبز برزت منذ طرح سيناريو اعتماد البطاقة “الذكية” في تحديد الكميات وحصة كل عائلة واختيار أصعب الأوقات للتنفيذ مع انعدام البنية التحتية اللازمة، واتسعت الرقعة عند طرح أفكار “غريبة” تناسب أوقات الرخاء والاستقرار كإضافة فيتامينات ومغذيات إلى رغيف الخبز ليصبح على ذمة مسؤولي التموين وجبة غذائية متكاملة، فهل يعقل أن تطرح مثل هذه الأفكار في وقت يعجز عن تأمين رغيف الخبز بسعر مقبول ونوعية جيدة، وفي حال اعتماد هذه الخطوة إلان يكون هناك زيادة في الأسعار وخاصة أن أسعار هذه المغذيات قد ارتفعت أضعافاً، فإذا كان المواطن يعلن جاهراً نهاراً أن سعر الخبز الحالي يشكل ضغطاً مادياً لجيبته، فكيف سيكون الحال عند رفع سعره مجددا، حتماً سيحدث ذلك إرباكاً وفوضى مع اقتصاره على طبقات معينة أو ربما تكتفي بعض العائلات بهذه الوجبة وتستغني عن باقي مستلزمات الغذاء الضرورية، والسؤال الأكثر الحاحاً كيف تطرح هذه الأفكار وهناك شكوى مستمرة من فاتورة صناعة رغيف الخبز المرتفعة، فإذا لم يوجد قدرة على تحمل تكاليف إنتاج رغيف خبز رديء الطعم كيف سيكون هناك قدرة مالية على تغطية تكاليف صناعته مع الفيتامينات ومشتقاتها، وهل هذا يعني سحب الدعم عن رغيف الخبز مغلفاً بسيناريو الرفاهية الموعودة على هيئة فيتامينات.

“فيتامينات” وزارة التجارة الداخلية، حققت إيجابية وحيدة تتمثل بإدخال البهجة ولو للحظات على قلوب السوريين، المعروفين بحسهم الفكاهي بأصعب الظروف، وهو ما أظهرته التعليقات “الظريفة” على وسائل التواصل الاجتماعية على مبدأ شر البلية ما يضحك، وكأننا لا نشكو هماً ولا غماً، لذا جل ما نطلبه نحن المواطنون الصابرون على الملمات سواء أكنا مدعومين أو لا، حلولاً مجدية تنهي طوابير الانتظار على الافران وتأمين الحصص المدعومة وغيرها بعيداً عن تجار الخبز مع تحسين نوعيته الرديئة، وترك أمر إضافة الفيتامينات لمن يستطيع إلى ذلك سبيلاً، فالتجريب في لقمة العيش مرة جديدة لن يزيد “الطين إلا بلة”، وهذا ما لا نحتاجه في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب دقة في الخيارات واستثمار ذكياً في الموارد وجلباً للكفاءات البيضاء واستحضاراً لتجربة “العمادي” في إدارة الأزمات، بدل إضاعة الوقت في دراسات لا تناسب أوانها وناسها في هذا الزمان الصعب والمعيشة المنكوبة، التي تحتاج إلى “مطيبات الرحمة” ومنكهات العمل الجاد حتى تنعدل الأحوال بعيداً عن فيتامينات التموين وحريراتها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *