الانتخابات الرئاسية في سورية «رسالة للعالم أجمع بأن الكلمة الفصل للشعب السوري وحده»
خاص شيكة غلوبال الإعلامية
منذ بداية الأزمة السورية منتصف شهر آذار من العام 2011, عاشت سورية مراحل متعدد من الصعوبات, بدأت بالتضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها الجيش العربي السوري يوميا حيث خلفت مئات آلاف الشهداء والأمهات الثكالى والأرامل والأطفال اليتامى.
هذه التضحيات التي لا زالت مستمرة ترافقت مع أزمات أخرى عديدة خلفتها الحرب الدولية على سورية, وأهمها الحرب المعيشية وصعوبة الواقع الاقتصادي والتضخم الكبير الذي حصل وتسبّب برفع الأسعار عشرات الأضعاف ممّا كان عليه قبل الأزمة, مقابل فتات الراتب الذي لم يعد يكفي لأيام في ظل الظروف الراهنة, والحجة دائما هي العقوبات الأمريكية وقانون قيصر, حتى أصبح أصغر محل بقالية يقيس أسعاره بسعر الصرف, وصحيح أن هناك عقوبات وحصار ولكن ماذا عن تجار الأزمة الذين لعبوا بقوت المواطن وتسببوا بفحش الأسعار وأوصلوا الكثير من الأسر السورية لمرحلة الفقر المتقع حتى عجزوا حتى عن تأمين قوتهم اليومي من الخبز.
هذا الحديث ربما يقول الكثيرين بأنه ليس بجديد, لكن الأزمة التي تعيشها سورية اليوم سواء السياسية منها أو الاقتصادية لم توهن الدولة السورية, بل ورغم كل الصعوبات لا تزال تفرض سيادتها وتمارس كافة واجباتها التي حتى وإن وصفت بالضعيفة من قبل الكثيرين لكنها قوية إذا ما قيست بدول عاشت حروب وسقطت خلال أيام من عمر الحرب, في الوقت الذي تعيش سورية عاما العاشر في أزمتها وظلت صامدة.
خلال الأزمة السورية, مارست الدولة كافة طقوسها وشعائرها سواء بالانتخابات الرئاسية منها عام 2014 أو انتخابات مجلس الشعب العام الفائت 2020 إضافة لتعاقب الحكومات و استمرار التمثيل الدبلوماسي في كافة المحافل الدولية, وما نريد قوله هنا أنها ظلت محتفظة بسيادتها رغم كل المحاولات لإضعافها وإيصالها لمرحلة الوهن والإفلاس.
سورية اليوم رغم ضعفها الاقتصادي قوية بحضورها وبطولاتها التي يسطرها الجيش العربي السوري, والدليل على قوتها أنها على موعد خلال الشهور القادمة مع الانتخابات الرئاسية الثانية في عمر الأزمة والتي ورغم بعض التصريحات الغربية التي وصفتها بأنها غير شرعية إلا أنها أثبتت شرعيتها بأصوات ممثليها, أصوات الشعب السوري الذي قال كلمته بانتخاب رئيسه بإرادته, وهذه الشهادة أقوى من كل التصريحات المزعزعة لاستقرار البلاد.
سورية اليوم على موعد مع الانتخابات الرئاسية قريباً, هذه الانتخابات التي تمثل أحد أوجه مواجهة العدوان الغربي و الإسرائيلي, و مشاركة السوريين في الانتخابات تعادل في أيامنا هذه بطولات الجيش العربي السوري, وتفتت أوهام الدول الغربية وحلفائها التي رغم عدم تحقيقها لازالت تسير بها بهدف القضاء على سورية وتفتيتها, متناسين أن سورية عبر تاريخها كانت دوما تأبى الإملاء الخارجي والتدخل في شؤونها الداخلية وحافظت على استقلالها ما أثار حفيظة وحنق وغضب الغرب عليها.
هذه الدول الغربية, سخرت المليارات للقضاء على الدولة السورية, وجندت إرهابيين من كافة دول العالم ارتكبوا مجازر بحق السوريين, إلا أنه ورغم ذلك سقطت أحلامهم منذ أول يوم من عمر الأزمة, وقالت سورية رسالتها بجيشها وقوتها إلى جانب المساعدة المقدمة من بعض الدول الصديقة كروسيا وإيران.
ربما يقول بعض المغرضين بأن الشارع السوري محكوم في أمره, ولكن من يعيش في سورية ومن يسير في شوارع سورية, يشاهد حجم الوحدة التي يعيشها السوريين رغم كل الصعاب, وعندما تسألهم عن حالهم لا ينطقون ببنس كلمة سوى “بيفرجها الله” “هي بلدنا ورح نتحمل لبين ماتفرج”.
هؤلاء هم السوريون أصحاب الحق, الذين قالوا عبر التاريخ كلمتهم قولا وفعلا ولم تحنهم الظروف القاسية والمرّة في أحيانها الكثيرة, قالوا كلمتهم بسيادتهم على أرضهم ووطنهم.
الانتخابات الرئاسية السورية للعام 2021 ستجري في موعدها , وستكون من ألفها إلى يائها تحت إشراف الدولة السورية, وهذا وحده هو عنوان السيادة, أمّا الضغوط الأميركية والأوروبية بشأن الانتخابات، ستبقى في مهب الريح وخلف الشعب السوري دون أن تعنيه يوما سوى من قبيل النكتة.
ستبقى سورية قلعة صامدة برئيسها وشعبها وأولاً وأخيراً بقوة جيشها العربي السوري صانع البطولات ومحقق الانتصارات.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة