خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

العدوان على مطار حلب هدف تكتيكي… ماذا في الاستراتيجي؟

خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم: شادية اسبر

مع كل عدوان إسرائيلي على سورية تتكرر المزاعم ذاتها، تنبري وسائل اعلام معادية على ترويج الدعاية الإسرائيلية المسمومة، ((ضرب مخازن أسلحة أو شحنات إيرانية)).

في حزيران استهدفت طائرات العدوان الإسرائيلي مدرّج مطار دمشق وأخرجته عن الخدمة، حينها اشتغل مطار حلب الدولي واستمر في العمل بكامل جهوزيته، وهو ما لا يرغب الكيان الصهيوني في تحقيقه، لتعاود الطائرات المعتدية ذاتها وتستهدف مدرّج مطار حلب، ولهذا العدوان الكثير من القراءات، على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وقبل الخوض فيها، لا بد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية، فمطاري دمشق وحلب الدوليين، تحطّ على مدرجاتهما وتقلع عشرات الطائرات المدنية التي تنقل المسافرين ذهاباً وإياباً، إلى عواصم عربية ودولية عدة، ما يعني أن العدوان الإسرائيلي على المطارات المدنية فيه مخالفة فجة واعتداء سافر على القوانين الدولية، يهدد بشكل علني حياة المسافرين، ويستهدف بكل وقاحة مدرجات مطارات مدنية، دون أن تصدر إدانة دولية في الحد الأدنى لهكذا جريمة موصوفة، فقط لأنها “إسرائيل” التي ترتكب الجريمة وهي تحت المظلة الأمريكية.

في البعد العسكري، 22 عدواناً إسرائيلياً على سورية منذ مطلع العام الجاري، ليكون العدوان على مطار حلب وبعده على محيط دمشق بفاصل ساعة و18 دقيقة يحمل العدوان رقم 23، كلها تحت ذريعة “استهداف مخازن وشحنات أسلحة إيرانية”، مرات كثيرة أظهرت الحقائق على الأرض أن الاستهداف يطال القطاع المدني، والبحثي، والبنى التحتية المدنية، في إطار التدمير الممنهج لسورية الذي بدأته تنظيمات الإرهاب “المشكّلة أمريكياً وصهيونياُ” كقوات متقدمة في الحرب على سورية منذ العام 2011، ليتقدم الإرهابيون الحقيقيون اليوم لإسناد قواتهم المتقدمة تلك بعد تلقيها الهزائم المتتالية، نعم يمكن القول إن العدوان الصهيوني على سورية يدمر كميات من الأسلحة، ويخرج المرافق الحيوية المستهدفة عن الخدمة لبعض الوقت، يصيب البنى التحتية، وممتلكات المواطنين، لكنه لم يصب يوماً إرادة السوريين، في المضي بمعركتهم ضد الإرهاب، التي لا يمكن فصلها بأي حال من الأحوال عن المعركة مع العدو الإسرائيلي، وأبسط مثال أن المعركة واحدة هو استهداف الإرهابيين لأنظمة الدفاع الجوي السورية منذ اليوم الأول لما سمي “الربيع العربي”، والآن قد رأينا أن هذه الأنظمة هي من تتصدى ببطولة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمتزامنة أيضاً.

في البعد الاقتصادي، حلب عاصمة الاقتصاد السوري الذي يعاني تحت وطأة عقوبات أمريكية أوروبية منذ سنوات، العاصمة التي عادت محركات مصانعها لتطرب قلوب السوريين كخطوة أولى على طريق التعافي، هي اليوم هدف الإرهاب الصهيوني الأكبر بعد أن حررها الجيش السوري من أدواته، ومطار حلب بوابة المدنية الجوية، فالهدف العدواني محاولة ضرب للنشاط الصناعي والتجاري في حلب، عبر إغلاق نافذتها الجوية الهامة، والتي كانت بانتظار أن تشمل مروحة أوسع من المدن والعواصم.

في البعد السياسي الذي لا يمكن فصله عن المسارين العسكري والاقتصادي، يذهب متابعون باتجاه داخل كيان الاحتلال بأن حكومته الحالية تريد القول بأنها قادرة على ضرب مساحة واسعة من الأراضي السورية في محاولة لجني مكاسب داخلية سياسية، وهذا لا يعني السوريين بأي شيء إطلاقاً، متابعون آخرون يضعون العدوان في إطار رسائل مع الاقتراب لتوقيع اتفاق ـــ تصفه طهران بالجيد ــــ لإحياء الاتفاق النووي الإيراني وعودة واشنطن إليه، وهو ما يؤرق كيان الاحتلال، وهذا أيضاً أبعد ما يمكن أن يشغل بال السوريين وحلفائهم، فالجميع يعرف أن الحلفاء لا يجرون مساومات على حساب بعضهم البعض، لكن الخوف الإسرائيلي من التطور العسكري الذي تشهده دول المحور في المنطقة، هو الأقرب منطقياً كهدف للعدوان، عشرات السنوات والاحتلال يستهدف شحنات أسلحة إيرانية إلى “حزب الله” اللبناني، والنتيجة أن الحزب بدأ بامتلاك تقنية التصنيع ولم يعد بحاجة لشحنات أسلحة، والحال ذاته يتكرر لدى مختلف حركات المنطقة، فما خفي أعظم من توقعات العدو الذي لن توقف غاراته المعركة التي تخوضها سورية على مختلف الأصعدة، فامتلاك سورية لأسلحة تغير موازين القوة سيدخل العدو في مأزق حقيقي، والأهم أن الأهداف الأبعد واضحة، هي جر إيران إلى معركة مع الكيان الصهيوني على الأراضي السورية، وهذا مكشوف أمام صنّاع القرار في طهران ودمشق، والاعتداءات المتكررة لم تمر يوماً دون رد، وإن كان غير معلن الزمان والمكان، فالعدو كما لم يعترف يوماً باعتداءاته ويتركها دون نفي أو تأكيد، لم يعترف يوماً بما يتلقاه من ضربات، فالمعركة واحدة في كل ساحات المقاومة في المنطقة.

الغريب أنهم ــــ بعض العرب ودول الإقليم ــ يتعاطون مع العدوان الإسرائيلي على سورية كخبر عادي، وفي أحيان يتناولونه كحق للصهيوني، أو يتجاهلونه كحدث طبيعي، هم ذاتهم لا مشكلة لديهم بوجود قواعد أمريكية مزودة بأنواع وأحدث الأسلحة، تضرب فيها واشنطن استقرار المنطقة وتنهب خيراتها، كما يتجاهلون تماماً ترسانة الأسلحة النووية الإسرائيلية التي تتضخم دون رقيب، وتهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتحت حماية القانون الأمريكي، الذي أولى قواعده “يحق لإسرائيل ما لا يحق لغيرها”، لكن الساكتين عن العدوان يتجاهلون أنهم ليسوا بمنأى عن خطره، فإسرائيل لا ترى في شعوبهم سوى العداء، فمتى يفهم أولي الألباب، من العدو ومن الصديق؟

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *