خبر عاجل
هكذا احتفلت وفاء موصللي بعيد ميلادها أكشاك ذوي الشهداء قيد الإنجاز… مدير الخدمات الفنية بدرعا لـ«غلوبال»: المواصفات قياسية وتلبي الحاجة وسط انتقادات لسوء أرضية الملعب.. لا فائز في مباراة الشعلة والفتوة الموز الأحمر ينضم لأسرة الزراعات الاستوائية في الساحل السوري… رئيس دائرة الإنتاج النباتي بطرطوس لـ«غلوبال»: زراعة محددة جداً وتقتصر على الحدائق المنزلية التجاري يرفع مدة صلاحية البطاقة المصرفية إلى 4 سنوات… مصدر في التجاري لـ«غلوبال»: القرار سيطبق اعتباراً من بداية شهر تشرين الثاني أجواء خريفية دافئة نهارا وباردة ليلا… الحالة الجوية المتوقعة ابتعدوا عن مكامن عمل الشيطان! تجهيز بعض البسطات التفاعلية… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: 574 كشكاً سيتم وضعها في الخدمة تباعاً أزمة النقل مكانك راوح… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: التوريدات جيدة مع مشكلات الـgps أو عدم التزام السائقين دعوة لاستخدام الذكاء الصناعي في محاربة الفساد… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: أول خطوة بتحويل الحسابات المالية إلى برنامج محاسبي موحد
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

تخوف من تكرار كارثة انهيار الأبنية المخالفة في حلب ..وأهالي ضحايا الفردوس يطالبون بمحاسبة الفاسدين

حلب – رحاب الإبراهيم

ثلاثة عشر شخصاً بينهم أطفال ونساء حوامل كانوا ضحية انهيار مبنى واحد في حي الفردوس الشعبي بحلب، وقبل هذه الكارثة الإنسانية انهارت أبنية فوق رؤوس قاطنيها في أحياء شعبية مختلفة خلال فترات زمنية متقاربة من دون اتخاذ إجراءات كافية لمنع تكرار هذه الحوادث أو التقليل منها قدر الإمكان.

 ومن يعرف واقع الأبنية المخالفة والآيلة للسقوط في مدينة حلب يدرك تماماً أن هذه الحوادث قد تتكرر لاحقاً في ظل معرفة أن هناك عشرة آلاف بناء متضرر في المدينة، يضاف إليها إنشاء آلاف الأبنية المخالفة، التي شيدت بعد انتهاء سنوات الحرب  في وضح النهار وعلى أعين المعنيين، الذين لم يبادروا إلى اصدار قرارات تحاسب الفاسدين وتمنع تواطؤهم المكشوف مع تجار البناء، الذين يتحملون المسؤولية المشتركة عن زهق أرواح أبرياء شاءت ظروفهم الصعبة السكن في هذه الأبنية المخالفة.

المأساة بلسان أهلها..؟!

يروى ماجد المدبس صاحب البيت المخالف المنهار، تفاصيل مأساته لـ”غلوبال”: اشتريت البيت منذ عامين تقريباً، وكان المتعهد قد بناء بعد انتهاء الحرب وليس قبلها، وقد وضعت شقى عمري فيه هرباً من الإيجارات المرتفعة، ولم يظهر عليه إي إشارات أنه مخالف أو متصدع”.

ويضيف: صعقت عند سماع خبر انهيار المبنى، حيث كانت كل أفراد العائلة مع ضيوف من أقرباء ابني وزوجته قدموا لتهنئة بالبيت الجديد، الذي انهار بهذا التوقيت العصيب وكانت الفاجعة بخسارة كامل أفراد عائلتي ولم يبقى لي سوى ولدين كانوا متواجدين خارج البيت”.

الرجل السبعيني الذي فقد 7 من أفراد عائلته دفعة واحدة أكد أنه لن يسكت عن حق أهله وسيقدم شكواه إلى القضاء لمحاسبة الفاسدين، الذين هم شركاء مع متعهد البناء، الذي شيده بدون أي أسس هندسية من دون  رادع أو اكتراث بزهق أرواح بريئة طمعاً بتحصيل بعض المال.

أحمد مكاراتي  الذي فقد ابنه وزوجته في انهيار المبنى ذاته، شدد أنه سيعمل بكل السبل على محاسبة الفاسدين ولن يسمح بلفلفة القضية تحت أي شكل من الإشكال، وخاصة أن البناء مشيد حديثاً، الأمر الذي ينطوي على فساد كبير جراء غض لجان القطاع عن مخالفات البناء العشوائية وعدم اتخاذ اي إجراءات بحق تجار البناء الذين لا يهمهم سوى الربح، أما حياة المواطنين فلا يعينهم بشيء.

والأمر ذاته يشدد عليه سامر مدبس، الذي نجا من فاجعة انهيار المبنى كونه لم ينتقل إلى البيت الذي اشتراه ضمن المبنى، فيقول: الله تلطف بعائلتي مع أن أغلب الضحايا هم أقربائي، لذلك لن اتنازل عن حقي، وخاصة أن البناء مشيد حديثاُ وينطوي على مخالفات كبيرة بالتشارك بين المتعهد والفاسدين في المحافظة ومجلس المدينة، وخاصة أني دفعت شقى عمري بغية السكن في بيت أملكه للخلاص من شجع تجار العقارات وأصحاب البيوت الذين يرفعون الإيجارات كل فترة بلا رحمة.

في حين فضل النسوة المنكوبات بأهلهن عدم الشكوى بالقول: ماذا تنفع الشكوى طالما الأحبة قد “فارقونا” وخاصة أن الفاسدين سيقدرون بأساليبهم على لفلفة القضية، لذا الأجدى تسليم الأمر لله واعتباره قضاء وقدر، وترك أمر محاسبتهم له.

قرار صارم

بحكم سنوات الحرب الإرهابية تعرضت الكثير من المباني في حلب إلى التصدع، وقد شكلت محافظة حلب ومجلس المدينة لجان لرصد الأبنية الآيلة للسقوط، وبناء على تقارير السلامة العامة رصد عشرة آلاف مبنى متضرر، إلا أن المشكلة التي تنطوي على فساد ظاهر تكمن في الأبنية المخالفة التي شيدت حديثاً، وقد تستمر ماكينة البناء بالهمة ذاتها في حال لم يتخذ قرار صارم يحد من إنشائه ويحاسب المخالفين حرصاً على أرواح المواطنين وسلامتهم.

لا تهاون مع الفاسدين

رئيس مجلس مدينة حلب د.معد مدلجي شدد في تصريح لـ”غلوبال”  أن لن يكون هناك تهاون مع محاسبة المقصرين والفاسدين المسؤولين عن هذه التجاوزات، مبيناً أن ملف الأبنية للسقوط ملف ضخم جداً، حيث يوجد 10 آلاف مبنى متضرر هدم منها 1700 مبنى  في حين نظم إخلاء للسكان من 3500 بناء بعد تنظيم تقارير السلامة العامة،  بالتالي سيتم الهدم تباعاً، كما أن حوالي 60 % من مساحة حلب عبارة عن أبنية مخالفة، ما يعني للأسف أن هذه الحوادث قد تتكرر كون هذه الأبنية غير مشيدة على أسس هندسية صحيحة سواء الأبنية المخالفة المشادة حديثاً أو التي تصدعت بحكم الحرب والاعتداءات الإرهابية المتكررة على الأحياء.

وبين مدلجي أنه سيعمل على تأمين سكن بديل لأهالي المتضررين، مع الإسراع في عمليات تشيد الأبنية السكنية في مشروع الحيدرية  بغية نقل المواطنين في هذه الأحياء الشعبية التي تتواجد فيها الأبنية المتضررة إلى هذه المنطقة الداخلة في المخطط التنظيمي.

وبين أن حجم العمل في ملف الأبنية الآيلة للسقوط كبير جداً، حيث يحتاج إلى جهود ضخمة من كل الجهات مع ضرورة رصد أموال باهظة من أجل إزالة الأبنية المخالفة وركامها والبناء من جديد عند تنظيمها.

لجنة ولكن ..

بدورها محافظة حلب اكتفت  بتشكيل لجنة لكشف ملابسات انهيار البناء في حي الفردوس مع امهال كادرها 24 ساعة لتقديم تقريرها ومعرفة المتسببين في هذه الكارثة الإنسانية ومحاسبة المخالفين، لكن التساؤل المشروع، ماذا عن ملابسات الأبنية التي انهارت سابقاً، وماذا حل بقاطنيها، وماذا ستفعل المحافظة ومجلس المدينة لمعالجة الأبنية المخالفة والآيلة للسقوط التي قد تنهار بأي لحظة على رؤوس سكانها وبشهادة المسؤولين بالمحافظة والمجلس البلدي.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *