خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الشارع الحلبي متخوف من “الوافد” الجديد…وأصحاب الكراسي يحاولون تطويق “كوليرا”…فهل تفلح إجراءاتهم المتأخرة؟!

حلب – رحاب الإبراهيم

تسير الحياة في مدينة حلب على طبيعتها، الكل يمارس أعماله المعتادة وأن بحذر، وسط ركود يسيطر على أسواق العاصمة الاقتصادية، فلا شيء يكسر إرادة الانتاج والعمل عند الحلبيين، حتى لو كانت “كوليرا”، الذي أصبحت حديث الشارع الحلبي هذه الأيام، إذ يستحيل أن تمر من أي مكان وتجلس في لمة اجتماعية أو عملية إلا ويكون هذا المرض الحاضر الثالث، وسط تخوف من انتشاره بعد “تعتيم” فرضته الجهات المعنية وتحديداً الصحية قبل أن تضطر تحت ضغط الرأي العام وازدياد الحالات إلى الاعلان عن وجود حالات يشتبه أنها “كوليرا” في المشافي.

ضربة موجعة

الاعلان الرسمي عن وجود حالات مصابة بـ”كوليرا” حرك مياه المؤسسات المسؤولة الراكدة، حيث استنفرت بشكل مفاجئ وبادرت إلى اتخاذ إجراءاتها ضد “كوليرا”، مع حملة توعية للمواطنين للوقاية من هذا المرض المفاجئ، الذي ظهر في توقيت حرج وتحديداً في بداية العام الدراسي الجديد، ما يجعل صحة الأطفال في خطر ما لم تتخذ كافة التدابير الوقائية لحماية الطلاب وضمان سلامتهم، وفعلا بادرت الصحة المدرسية إلى خطوات متتابعة كتعقيم خزانات المياه بمدراس المحافظة والتأكد من سلامة المرافق الصحية من حمامات ومناهل الشرب، وتوعية الطلاب بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون، وشرب المياه من عبوة خاصة بكل طفل وإحضار الطعام من المنزل تفادياً لشراء الطعام من الباعة، وعدم شراء المثلجات، مع التدقيق على نظافة ونوعية الطعام الذي يباع ضمن مقاصف المدارس.

محافظة حلب بعد أيام ساخنة من انهيار مبنى حي الفردوس المخالف، الذي كشف أبواباً من التقصير والفساد، تلقت ضربة موجعة ثانية بالإعلان عن انتشار كوليرا في المدينة، وخاصة أن السبب الكامن وراء ذلك يتمثل في شبكة الصرف الصحي المهترئة حسب ما ذكرت مصادر مطلعة لـ”غلوبال”، حيث كان يفترض العمل على إصلاحها جزئياً ولو بالتدريج كون تكلفة إصلاحها تكلف مليارات الليرات بعد تدميرها خلال سنوات الحرب الإرهابية على المدينة، بدل تركها على وضعها والسماح بسقاية المزروعات من مياها الملوثة،  على نحو يعرض آلاف المواطنين لخطر الإصابة، وهذا يحمل في طياته تقصيراً واضحاً ساهم في ظهور هذا المرض، الذي لم يعد يقتصر بطبيعة الحال على مدينة حلب فقط.

حملة تطمين..؟!

مدير زراعة حلب رضوان حرصوني أكد لـ”غلوبال” اتلاف مساحة 165 دونما من المزروعات، التي تؤكل نيئة في مناطق النيرب والشيخ سعيد وخان طومان، مؤكداً استكمال العمل على سرير نهر قويق لإتلاف هذه المزروعات، لافتاً إلى القيام بإنجاز المهمة بنسبة 80% والعمل مستمر لمنع معاودة زراعتها حتى لا تسقى بالمياه الملوثة تحت اي ظرف حفاظاً على صحة المواطنين وسلامتهم.

بدورها مديرية الشؤون الصحية شنت حملتها على عدد من المحال ومنشآت الاطعام والمثلجات، ما أسفر عن إغلاق 21 محلاً بعد تنظيم 111 ضبطاً مخالفاً لعدم الالتزام الاشتراط الصحية.

في حين طمئن  مدير مؤسسة المياه في حلب أحمد ناصر عبر “غلوبال” أن مياه الشرب آمنة ولا تحوي أي مواد ملوثة، حيث تم التأكد من ذلك بعد سحب عينات بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية، مشيراً إلى أن المياه معقمة بشكل كاف ولا داع لتسخينها قبل شربها، مشدداً على أن المؤسسة لم تتخذ إجراءات استثنائية، كونها تراقب المياه وتعقمها بشكل يومي، لكن الإجراء الوحيد المتخذ للوقاية ضد كوليرا يتمثل بزيادة نسبة الكلور إلى الحد الأقصى المسموح به للمحافظة على صحة وسلامة المواطنين وتطويق مرض كوليرا.

خير علاج ..؟!

تحرك محافظة حلب ومن خلفها كافة المؤسسات الخدمية والصحية المعنية وأن جاء متأخراً كان عاملاً مطمئناً، وخاصة أن التحرك جاء شاملاً على جميع الجهات بما فيها التوعوية، وفي هذا الصدد أكد مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه أن الوقاية هي خير علاج لمرض كوليرا، فالاهتمام بالنظافة والتقيد بالإجراءات الوقائية هي المساهم الأكبر في الحد من انتشار هذا المرض وتطويقه بشكل نهائي، مقدماً جملة من الارشادات في هذا الإطار كغسل الخضار والفواكه جيداً وتعقيمها بالكلور والمنظفات والامتناع عن تناول الأطعمة المكشوفة، وشرب المياه من مصادر معروفة وعدم شراء مكعبات الثلج إلا من مصادر موثوقة،   وطهي الطعام بدرجة حرارة مناسبة، إضافة إلى غسل اليدين بصورة مستمرة.

ونصح الدكتور الحاج طه المواطنين بعدم التأخر في طلب المشورة الطبية عند التعرض لأي حالة إسهال أي كانت درجتها، وخاصة أن الإسهالات الصيفية زادت مؤخراً بسبب موجة الحر، فتلقي العلاج السريع يسهم في الشفاء السريع، وخاصة مع توافر الأدوية لعلاج هذا المرض، مشيراً إلى اتخاذ كل الإجراءات والتدابير لمعالجة الحالات المشتبه بها أنها “كوليرا”، وخاصة مع وجود حالة استنفار في مشافي حلب لتقديم العلاجات المناسبة لكل حالة ترد إليها، طالباً تعاون جميع الجهات بما فيها وسائل الاعلام لنشر التوعية بين المواطنين وحضهم على التقيد بالإجراءات الوقائية للمساهمة في تطويق مرض كوليرا ومنع انتشاره.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *