مدارس تعلم قيادات السيارات تشكو رفع سعر البنزين أيضاً…مدير التسعير في وزارة التجارة الداخلية ل “غلوبال”: إصدار تسعيرة جديدة قريباً

حلب – رحاب الإبراهيم
“غايتي الوحيدة من التسجيل في مدرسة لتعلم قيادة السيارة الحصول على شهادة “سواقة” استفيد منها عند سفري كون الحصول عليها أسهل بكثير في سورية”…هذا ما قالته لـ”غلوبال” الفتاة الثلاثينية سهى ياسين عند الالتقاء بها في أحدى مدارس تعليم قيادة السيارات مدينة حلب.
حال هذه الفتاة الطامحة إلى السفر يمثل الشريحة الأكبر للأشخاص المسجلين في مدارس تعلم قيادة السيارات هذه الأيام، إضافة إلى بعض الباحثين عن فرصة عمل تشترط امتلاك شهادة سواقة في القطاع العام والخاص، وهو ما توضحه أحدى مدربات تعلم قيادات السيارات للسيدات رنا الحاج، بتأكيدها أن المغتربين يشكلون النسبة العظمى من عدد الراغبين بالحصول على شهادة سواقة يستفيدون منها في البلد القاطنين فيه.

غير مجدي..؟!
وشددت الحاج على واقع مهنة قيادات السيارات الصعب في ظل عدم توافر بنزين كاف وارتفاع مختلف مستلزمات المعيشة، بالتالي أصبح العمل بهذا الكار حسب رأيها غير مجدي في ظل انخفاض قيمة راتبها، فهي لا تزال تتقاضي مئة ألف ليرة، ويضاف إليه حصتها من الدروس الخصوصية، التي تنخفض بنسبة كبيرة في فصل الشتاء كون المغتربين يفضلون قضاء إجازاتهم خلال فترة الصيف، لذا ما تكسبه لقاء تعليم قيادة السيارات لا يسد جزء بسيط من احتياجاتها المعيشية.
من جهته تحدث أسعد محمود رواشدي صاحب مدرسة السبيل لتعلم قيادة السيارات في حلب لـ”غلوبال” عن معاناة مكاتب ومدارس السيارات بعد رفع سعر البنزين، الذي أثر على العمل بصورة كبيرة، فيقول: رسم تعلم قيادة السيارات الحالي والبالغ 30 ألف ليرة بغية الحصول على شهادة سواقة لا يتناسب مع سعر البنزين الحالي، فوزارة التجارة الداخلية حددته بناء على سعر بنزين 750 ليرة وليس 2500 ليرة للتر الواحد”.
وأضاف: مدارس ومكاتب تعلم قيادة السيارات تأخذ نصبيها من البنزين المدعوم، لكن الكميات المخصصة لا تكفي، لذا نضطر للشراء من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مع التقيد بالرسم المحدد خوفاً من العقوبة”، مشيراً إلى تعويض التكاليف الزائدة يكون عبر إعطاء دروس خصوصية وإخبار كل شخص يرغب في تعلم قيادة السيارات بذلك، علماً أن قيمة الدرس الواحد 30 ألف ليرة، وعدد الدروس رهن شطارة الشخص وقدرته على التعلم بسرعة.

واقع صعب
وعن واقع مدارس ومكاتب السيارات حالياً أكد رواشدي أن وضعها متردي بالنظر إلى الظروف الاقتصادية والضرر الكبير الذي أصابها خلال سنوات الحرب كونها كانت تتوضع في الأرياف، فاليوم اضطرت أغلب هذه المدارس والمكاتب إلى استئجار أرض في دوار المهندسين سنوياً في استعاضة عن المساحات الواسعة في مدارسها في الريف، علماً أن أغلب أصحاب هذه المكاتب والمدارس التي يبادروا إلى ترميمها في الوقت الحالي جراء التكلفة العالية وخوفاً من تعرضها للسرقة والتخريب مجدداً جراء عدم وجود حماية لها، كما أن الأمن لم يسد بدرجة مطلقة في هذه المناطق.
وبين أنه نتيجة هذا الواقع انخفض عدد الراغبين بتعلم قيادة السيارات، وهو أمر ترك أثره السلبي على مكاتب ومدارس تعلم قيادة السيارات، المستمرة رغم ذلك بدفع الضرائب والرسوم لكل الجهات، ويزيد الوضع سوءاً الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة جعلت الرسم المحدد وحتى مع إضافة الدروس الخصوصية غير مجدي في ظل موجة الغلاء الحاصلة.
وشدد على تقديم مدارس ومكاتب السيارات مذكرة إلى وزارة التجارة الداخلية من أجل النظر بالرسم القديم وتعديله وفق المتغيرات الجديدة.

تسعيرة جديدة قريباً ..؟!
“غلوبال” تواصلت مع مدير التسعير في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود لمعرفة إجراءاتها بخصوص تعديل رسم التسجيل في مدارس ومكاتب تعلم قيادة السيارات، حيث أكد مقصود قرب عقد اجتماع مع الجهات المعنية كافة وأصحاب هذه المدارس من أجل وضع تسعيرة جديدة بناء على رفع سعر البنزين، مشيراً إلى احتمالية اصدار قرار قريب بهذا الخصوص يراعي التكاليف والواقع المستجد.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة