تفاح (جبل الحلو ) مهدد بالقطع لانخفاض سعره… مدير الزراعة لغلوبال : المنطقة معفاة من التقنين الكهربائي المتبع.. وتراجع السعر لتوقف التصدير

خاص حمص – إخلاص عباس

لم يعد خافياً على أحد حجم المعاناة الكبيرة والخسائر الفادحة التي يتكبدها الفلاح في سورية، حيث يعتبر الخاسر الأكبر بكل موسم زراعي، فليس بالضرورة من يزرع هو من يحصد في ظل ما نشهده اليوم من جشع التجار وبيعهم للفواكه والخضار بأسعار مرتفعة وأحياناً خيالية مقارنة بالأسعار الهزيلة التي يشترون بها من المزارع مباشرة، ليشعر الأخير بالغبن و الظلم، وهو يرى غيره يحصد تعبه .

ففي محافظة حمص وتحديداً قرى رابطة المركز الغربي (جبل الحل) يعاني الفلاحون ممن يعتمدون بشكل كبير على زراعة التفاح، والذين لم يشفع لهم تصدر منطقتهم للمرتبة الأولى في انتاج التفاح على مستوى سورية، من صعوبات وإشكاليات كثيرة تتكرر كل عام دون تدخل جدي وحلول جذرية للجهات المعنية للتخفيف عنهم، ولعل أبرزها غياب التسويق الفاعل من قبل فرع السورية للتجارة، حيث يؤكدون أنها تستجر كميات قليلة لا تضاهي حجم الانتاج الكبير.

مدير فرع السورية للتجارة بحمص غسان منصور أوضح لـ”غلوبال” أنه تم البدء بعملية استجرار محصول التفاح من المزارعين بدءاً من قريتي (فاحل والقبو) حيث تم تزويدهم بالصناديق الفارغة بشكل مجاني وسيتم شراء المحصول بأسعار تفوق الأسعار التي يقدمها التجار حيث حُدد سعر شراء التفاح الأحمر نخب أول بـ/1200ل.س/ مقابل /1100ل.س/ للتفاح الأصفر من ذات النخبة.
وحول الكمية التي سيقوم فرع السورية بشرائها من الفلاحين, أكد المدير أنه سيتم استجرار كميات تتناسب مع استيعاب وحدات التبريد ومستودعات وصالات البيع المتوفرة لدى فرع المؤسسة.

ما يثير الخوف توجه عدد كبير من الفلاحين و تفكيرهم الجدي في اقتلاع أشجار التفاح والتدفئة بها أو استبدالها بأشجار مثمرة أخرى أقل تكلفة كالزيتون والكرمة، بسبب غلاء الأسمدة والأدوية الزراعية وعدم توفرها، واللجوء إلى شرائها من مصادر غير موثوقة أو معروفة، عدا عن انخفاض سعر التفاح مقارنة بكلفة إنتاجه المرتفعة سواء لجهة الحراثة أو النقل، بالإضافة إلى ما تحمله الطبيعة من كوارث وفي مقدمتها البرد الذي ألحق أضراراً كبيرة بالمحصول خلال شهر آذار الفائت .

مدير زراعة حمص المهندس يونس حمدان بيّن لـ”غلوبال” أن سبب انخفاض أسعار التفاح يعود لكثرة الإنتاج وتوقف التصدير حالياً، وعودة التصدير للدول المجاورة خلال الفترة القادمة سينعكس إيجاباً في رفع الأسعار، مؤكداً أن مناطق تواجد برادات التفاح في الريف الغربي شهدت إعفاءً من التقنين الكهربائي المتبع في المحافظة وفق برنامج يحدد ساعات الوصل باثنتان مقابل 4 قطع وذلك خلال الفترة مابين 15 أيلول حتى 15 كانون الأول وهي الفترة الحرجة لإدخال التفاح إلى البرادات للحفاظ على درجة الحرارة المطلوبة للتخزين الأمر الذي سياهم بتخفيف الأعباء عن المزارعين .

وبخصوص تعويض المتضررين عن الخسائر التي لحقت بالتفاح نتيجة البرد، بيّن المهندس يونس أنه سيتم البدء خلال الفترة القريبة القادمة بصرف التعويضات للمزارعين المتضررين وعددهم /3448/ مزارع في حين وصل مبلغ التعويض الإجمالي ل 432 مليون ليرة سورية.

بالإرقام وبحسب مدير الزراعة فأن المساحة المزروعة بالتفاح في المحافظة حوالي 11ألف هكتار والإنتاج المقدر لهذا العام حوالي 127 ألف طن في حين يبلغ عدد الأشجار الكلي /4400000/ شجرة تفاح.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة