لوحة فسيفسائية نادرة في حمص… مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف ل”غلوبال ”: اللوحة اكتشاف مهم جداً على مستوى العالم
في مشهد مغاير لما حاول الغرب وأدواته الإرهابية رسمه في سوريا، من إطفاء لشمس حضارتها وعمقها الإنساني الثقافي الموغل في القدم، وتهريب لآثارها بغية طمس هويتها وتاريخها الحضاري الغني، تم اليوم الكشف عن لوحة فسيفسائية تعتبر من أعظم الكنوز الأثرية التي عثر عليهاً في ريف حمص الشمالي وأندرها عالمياً، وتعود للعصر الروماني من القرن الرابع الميلادي.
حيث أكد مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، مدير البعثة في مدينة الرستن الدكتور همام سعد في تصريح ل”غلوبال ” أن اللوحة تعتبر اكتشاف مهم جداً ليس فقط على مستوى المنطقة وإنما على مستوى العالم واللوحة الأولى التي تكتشف بهذا الحجم وبهذه التفاصيل والفن الجميل والتي يوجد فيها تمثيل لأسطورة محاربات الأمازونات حيث يوجد تمثيل لأجزاء بسيطة منها في العالم كما في قبرص.
وأوضح الدكتور سعد أن حدود اللوحة الظاهرة حتى الآن هي 20 متر طول وعرض 6 أمتار، مؤكدا استمرار أعمال التنقيب لحين الانتهاء من حدودها الكاملة، مشيراً إلى أن أعمال التنقيب تتم على أيدي فريق وطني سوري من المديرية العامة للآثار والمتاحف دون وجود أي بعثات أجنبية.
مضيفاً أنه من الممكن وبعد الانتهاء من أعمال التنقيب بناء متحف فوق اللوحة لتكون متاحة للجميع ومقصداً سياحياً هاماً في المنطقة التي تعتبر من الناحية التاريخية مملكة مهمة جداً تعود للعصر الروماني تخبأ في أسفلها الكثير من الكنوز، ومن غير المعروف حتى الآن ماهي حدود هذه المملكة “
كما أشار مدير البعثة في مدينة الرستن إلى بدء أعمال التنقيب عن اللوحة ب منذ عام 2018 في أحد المنازل في المدينة، لافتاً إلى تعرضها لبعض الضرر نتيجة محاولة الجماعات الإرهابية اقتلاعها، منوهاً إلى أنه اتخذ القرار حينها بالتريث في أعمال التنقيب لتفيذه وفق أسس صحيحة للحفاظ على اللوحة بالكامل واستكمال إجراءات استملاك العقارين.
الفنانة سلاف فواخرجي كانت حاضرة خلال إعلان اكتشاف اللوحة بصفتها عضواً في مجلس أمناء متحف نابو بيروت الذي كان له تعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف من خلال شرائه للعقارين ونقل ملكيتهما فيما بعد للمديرية، حيث أكدت أن اللوحة اكتشاف مهم ونادر على مستوى العالم أجمع، ولفتت إلى أن التنقيبات مستمرة وتبشر بوجود المزيد من الاكتشافات في المدينة الغنية بالكنوز التاريخية .
من جانبه أشار مدير آثار حمص المهندس حسام حاميش إلى تلقي المديرية في أواخر عام 2018 لمعلومات عن اكتشاف لوحة معدة للتهريب لخارج القطر، وبعد الكشف عليها تبين أنها تعود للقرن الرابع الميلادي، موضحا أن تل الرستن مسجل في عداد المواقع الأثرية على مستوى العالم, حيث ذكر في نصوص القرن الرابع الميلادي بأنه عرف بمملكة أريتوزا, والتي لها شبكة علاقات مع مملكة قطنا ويدل عليها الرقم الموجود في تل المشرفة , كما يوجد قطع أثرية تدل عليها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
