خبر عاجل
درجات الحرارة أدنى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة أهالي المعضمية يطالبون بحل أزمة النقل… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: اتفاق لتسيير باصات النقل الداخلي أوقات الذروة توزيع مليون كتاب تعليم أساسي… مصدر بمطبوعات دمشق لـ«غلوبال»: 82 % نسبة توزيع كتب الابتدائي استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

من سورية إلى إيران “حرية تعبير” افتراضية و”مخططات تدمير” غربية


خاص غلوبال – شادية اسبر
أجلس في غرفتي وسط العاصمة دمشق، أتابع ما يجري في العاصمة طهران، أقلب قنوات التلفزة، أتصفح المواقع ومقاطع الفيديو التي تذخر بها مختلف الوسائل والتطبيقيات، أشاهدها بعين من كان يشاهد سورية، ولا يعيش فيها، عبر ذات الوسائل قبل سنوات في بداية الحرب، ودون أدنى عناء في التمحيص، أشعر أنني أعرف من صور تلك المقاطع، وأنتجها، ومنتجها، وروجها، ودفع ثمنها أيضاً، والأهم أنني أعرف هدف من قام بتزويرها، كيف لا، وأنا من عاش تفاصيلها، ككل السوريين الذين لم يغادروا بلادهم تحت ضغط التهويل الإعلامي آنذاك.  


أفكر لأجد: مجرد أن اسمه عالم افتراضي، فهذا يعني أنه الواقع الذي من المفترض أن يكون عليه كما يتمناه الغرب أين يكون، وخاصة أن هذا الغرب “الأمريكي- الأوروبي”، متحكم بوسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها كأبرز أسلحته في حروب ما بات يعرف بــ “الجيل الرابع”، التي من أهم أدواتها الحرب النفسية والبروباغندات المتقدمة، من خلال التلاعب في وسائل الإعلام، ومتصيدي الإنترنت، وبرامج الروبوت، إضافة لاستخدام جميع الضغوط المتاحة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وقد أثبت السنوات العشر الأخيرة أن ما عُرف بـ “الربيع العربي” لم يكن سوى مخطط إرهابي تدميري، استخدمت فيه كل تلك الأدوات، والجميع شاهد سقوطه المدوي في سورية.


تصنيع قضية، استغلال حادثة لتأجيج مشاعر الناس، إثارة المخاوف والشغب، مشاهد مؤثرة وحديث مكثف عن “حقوق الإنسان المهدورة”، و”حرية التعبير المصادرة”، مصطلحات يكررها الإعلام المعادي لإيران كما فعل مع سورية، لنجد أن كاتب السيناريو ذاته، هو الذي استغل مظلمة محمد البوعزيزي عام 2010 ليحوله إلى مفجّر “الربيع العربي” المزعوم، هو من اخترع قصة نزع أظافر أطفال درعا الذين لم نشاهد لهم أي أثر واقعي، ليبقوا رواية حصرية للعالم الافتراضي، الكاتب ذاته من يريد تحويل قضية وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، إلى محرّك للشغب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم أن الحقيقة جاءت على لسان ذويها.
أتذكر أنه في العام 2013، خرجت من منزلي الذي يقع قرب سوق وسط العاصمة، تسوقت من محلاته وعدت أضع الأغراض في المنزل، ثم ذهبت إلى عملي، يومها كان وفد إعلامي إيراني يزور دمشق، وصادف أن تواجد في المؤسسة التي كنت أعمل بها، سألني رئيس الوفد: كيف تواجهون التضليل الإعلامي الذي تتعرض له سورية؟
أجبته بعفوية: بالحقيقة.. بالواقع الذي نعيشه.
سألني: كيف؟
أخبرته كيف تجولت اليوم في حيي لنحو ساعة، تسوقت، وعدت وخرجت لاستقل مواصلات عامة إلى عملي، ليفاجئني الزملاء بالسؤال عن وضع الحي، حيث القنوات المعادية لسورية تنشر مقاطع عن مظاهرات عارمة فيه، وتابعت: كيف سأصدق ما تنشره تلك الوسائل وأكذب نفسي؟ إنهم يكذبون وسننتصر على كذبهم بالحقيقة.. نصرهم الافتراضي المزيف سيسقط عاجلاً أم آجلاً، وما علينا سوى التمسك بالحقيقة، والزمن كفيل بتعريتهم.
ابتسامة ارتسمت على محيا الرجل، وغادرنا بصورة تذكارية مع فريق العمل والوفد.


اليوم استحضرت ذاكراتي تلك الأيام، تواصلت مع أصدقاء لي في طهران، وكان الجواب كما توقعت، الحياة طبيعية وأحداث الشغب تلاشت، لا شيء يحصل مما تشاهدونه في وسائل الإعلام المعادية لإيران، إنهم يكذبون، يحاولن استغلال قضية إنسانية لاستهداف إيران داخلياً، تماماً كما فعلوا مع سورية، لا شيء يصعب فهمه، فسنوات الحرب أكدت قناعتنا بأن الاستغلال السياسي لقضايا إنسانية، عقلية صهيونية للإطاحة بالحكم في بلدان ترفض الهيمنة الأمريكية، وتقف بوجه مخططاتها العدوانية، وهدفهم تسييد الكيان الإسرائيلي، و”أمنه” المحمي أمريكياً.


ببساطة كيف لعاقل أن يقتنع بأن من يحاصر شعبي سورية وإيران، ويحرمهم الغذاء والدواء، ويسرق أموالهم وثرواتهم، ويدعم أعداهم، يريد لهم الحرية! يدافع عن حقهم في التعبير ويحرمهم حقهم في الحياة؟!!


وكيف لعاقل أن يقتنع بأن من استهدفوا أنظمة الدفاع الجوي السورية منذ اليوم الأول، ودمروا المدارس والمشافي، وسرقوا المعامل، ونهبوا الثروات، وتاجروا بالبشر، وقتلوا بأفظع الطرق، واستقدموا إرهابيي العالم لدعمهم، متسلحين بأعتى الأسلحة الأمريكية-الأوروبية، وروجت دعاياتهم إمبراطوريات الإعلام المعادي، دخلوا مستشفيات كيانه الغاصب، والتقطوا الصور مع مسؤوليه، أن يدّعوا أنهم “معارضة” أو “ثوار”، إنه تشويه متعمد لكل شيء، حتى لمعنى هاتين الكلمتين، فالثورة منهم براء، والمعارضة الوطنية أيضاً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *