كرم “كهربائي” مفاجئ ينير ليالي العاصمة الاقتصادية…مدير كهرباء حلب لـ”غلوبال”: التحسن سببه تراجع الاستهلاك

خاص حلب- رحاب الإبراهيم

تفاجأ أهالي حلب على مدار اليوميين الماضيين بليالي منارة بدون انقطاع للكهرباء سوى لفترة قليلة على غير المعتاد بحيث تجاوز ساعات الوصل أكثر من 14 ساعة في اليوم، على نحو أعاد إلى ذاكرتهم أيام الخوالي الجميلة، التي كانت العاصمة الاقتصادية تعرف بأنها المدينة التي لا تنام، قبل أن تداهمها سنوات الحرب السوداء وتدمر قطاعاتها المنتجة وبينتها التحتية، ما جعلها تحت رحمة تجار الأمبير بعد تقنين جائر وصل إلى 20 ساعة يومياً.

نعمة مستجدة..؟!
وصل الكهرباء لساعات طويلة وخاصة في ساعات الليل كان حديث الشارع الحلبي، الذي تساءل مستغرباً عن “الكرم” الكهربائي المفاجئ، وخاصة أنهم لم يحظوا بهذه النعمة حتى عند العنفة الخامسة في المحطة الحرارية في الخدمة بحيث لم تتجاوز ساعات الوصل الست ساعات، كون الحصة الأكبر تذهب لصالح الصناعة، ليرجع بعضهم السبب إلى إمكانية تجريب العنفة الأولى تمهيداً لوضعها في الخدمة، وهو ما نفاه لـ”غلوبال” مصدر مطلع في المحطة الحرارية فضل عدم ذكر اسمه، حيث أكد أن العمل على إعادة تأهيل هذه العفنة يجري على قدم ولا ساق لكن لم ينتهي من إعادة تأهيلها حتى توضع في الخدمة التجريبية، مشيراً إلى أنه يتم بذل كل الجهود والإمكانيات بغية تجهيزها وتنفيذها بالوقت المحدد قبل نهاية العام الحالي.

برنامج تجريبي
مدير كهرباء حلب المهندس محمد الحاج عمر أرجع لـ”غلوبال” سبب تحسن التغذية الكهربائية في مدينة حلب إلى الظروف الجوية الحالية، فبرأيه من الطبيعي أن تشهد الكهرباء بعض التحسن بعد تراجع واضح في درجات الحرارة وانخفاض الاستهلاك، والعكس صحيح، إذا يمكن أن تزداد ساعات التقنين خلال فصل الشتاء مع ازدياد الاستهلاك.
وبين الحاج عمر العمل حالياً على وضع برنامج تجريبي لساعات التغذية الكهربائية يحدد فيه توقيت محدد لساعات الوصل على أن يستمر العمل بهذا البرنامج لمدة 15 أيام تغير تلقائياً، مشيراً إلى جهود كبير تبذل لتحسين واقع التغذية الكهربائية في المدينة كما تستحق العاصمة الاقتصادية، بحيث تؤمن الكهرباء للمناطق الصناعية والسكنية معاً، متوقعاً وضع العنفة الأولى في المحطة الحرارية في الخدمة نهاية العام الحالي، الأمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على مدينة حلب وسوريا عموماً كون هذه العنفة سوف تركب على الشبكة العامة للكهرباء على نحو توزع الكميات المنتجة على جميع المحافظات وليس محافظة حلب فقط.

تحسن التغذية الكهربائية على نحو غير مسبوق في مدينة حلب، أعاد الأمل إلى الحلبيين بإمكانية التخلص من جور تجار الأمبيرات، التي ارتفعت مؤخراً أسعار خدمتها إلى مستويات جنونية جديدة في وقت كان الأهالي يمنون النفس عند معاودة اقلاع المحطة الحرارية بإزالة مولدات الامبير بصورة نهائية ولا سيما أنها يدفعون مبالغ كبيرة كانت كفيلة بتركيب محطات توليد كهربائية تنير بيوتهم وتسهم في تحريك عجلة الانتاج وبتكلفة أقل بدل دفعها إلى تجار الأمبير المتعاونين من فوق الطاولة أو تحتها مع بعض المتنفذين في المدينة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة