خبر عاجل
هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

العنف المتنامي.. إلقاء السكين ورفع الكلمة.. مسؤولية الجميع

خاص غلوبال -دمشق- شادية اسبر

طعنات في منطقة الرقبة والصدر والكتف”، هكذا كتب الطبيب بعد كشفه الأولي على شاب وشابة تم استقبالهما في قسم الإسعاف بمشفى المواساة بدمشق، حالة الاثنين مستقرة، ولا خطورة على حياتهما، بعكس ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي، التي أكدت في خبرها وفاة الشابة، ومحاولة الشاب الانتحار بعد قتلها، هو خبر تم تداوله، ولكن!!.طعنات نفهم أن تكون من عدو، أو سارق، أو مريض مهووس، لكن أن تكون من يد خطيب أو حبيب أو قريب؟! فهذا أبعد ما يكون عن التصديق وفق المنطق العقلي!.واقعياً، تتكرر حوادث الاعتداء بالطعن، أو إطلاق النار، بين الأحبة والأقارب، والأمر لا يقتصر على منطقة، أو بيئة، أو حجم الخلاف، حتى أنه لا يقتصر على بلد بعينه.

تنوعت الأسباب والحالات، في مؤشر خطير على تنامي العنف، وارتكاب جرائم لأسباب بسيطة جداً، كل ذلك تحت مظلة الحداثة، والعولمة، والمدنية، والتطور.في متابعة الخبر وما دار حوله من نقاشات، نقرأ مؤشرين خطيرين، أولهما على المستوى الواقعي، والثاني الافتراضي.

على المستوى الواقعي، وعلى مدى عقود طويلة من الاستقرار الاقتصادي، والسياسي، والأمني في سورية، لم يعتد المجتمع السوري على هكذا جرائم، كنا نشاهدها في الأفلام، ونقرأها في الروايات، وللأسف بتنا نعيشها في يومياتنا، فما الذي اختلف؟ تقول مصادر الشارع الذي جرت فيه الحادثة، أن الشاب والفتاة في حدود الخامسة والعشرين من عمريهما، وهما خطيبان، وتؤكد المصادر الطبية أن الطعنات سطحية.

ربما ارتجفت يد الخطيب “الجاني” وهي تمتد بسكين على جسد الحبيبة “المجني عليها” ـــ الجاني والجانية هنا وفق المتداول ـــــ حيث لا تفاصيل مؤكدة، لكن السؤال كيف استطاع عقله وقلبه أن يتفقا على هذا السلوك العنفي الإجرامي، مهما كان حجم الخلاف بينهما؟كيف سينظران في وجه بعضهما بعد اليوم؟ وما تبعات ذلك على أسرتيهما.

كل شيء اختلف، فنحن نعيش وسط كم كبير من العنف، الذي يطاردنا في تفاصيلنا اليومية، من التعليم، إلى أسلوب التربية في المدارس والمنازل، اختلفت مفاهيم المجتمع، والأدب، والعلوم، والفن، والكتابة، والدراما، وانقلبت المصطلحات، فالإجرام رجولة، والضحية مستفزة مذنبة، والفساد شطارة، والسرقة والنهب تجارة وسوق، والأخلاق دقة قديمة، والالتزام غباء، والطيبة والعطف ضعف نفسي، حتى موضة ملابسنا الممزقة حالة عنف، فهي توحي بتعرض الشابة أو الشاب لمعركة كبيرة خرج منها ممزق الملابس، حالة غزو ثقافي مرعبة نتعرض لها، ونحن نفتح لها ذراعينا، ونسلّمها أولادنا مع ابتسامة.

على المستوى الافتراضي، اعتاد مروجو الأخبار في هذا العالم الأزرق، على تهويل الأحداث في بورصة رفع أعداد المشاهدات واللايكات، دون الاكتراث لتأثير ذلك نفسياً ومجتمعياً ــــ عمداً أم بغير قصد ــ هم أداة للدعاية السوداء، والصحافة الصفراء، كأهم أدوات الحرب على مجتمعاتهم، فالخبر ينتشر كالنار في الهشيم، وكل ناقل يضيفه “بهاراته” الخاصة. لم يعد للنقاش دور في حواراتنا، الكل يتجه نحو العنف إلى الحد الأقصى، ولم تعد الحلول سلمية حتى لأبسط مشكلاتنا، فالكل تحت ضغط نفسي اقتصادي واجتماعي، ضغط أثر على السلوك الفردي والجمعي، وظاهرة العنف المتنامية يجب أن تكون محط اهتمام أسري ومجتمعي، والأهم اهتمام رسمي قانوني وتأهيلي، والجهود يجب أن تكون متضافرة ومتكاملة، لأن إهمال هكذا ظواهر خطيرة، أو تجاهلها وغض الطرف عنها، واعتبارها حوادث فردية، سيدفع الجميع ثمنها باهظاً، ولن يسلم أحد من نارها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *