خبر عاجل
الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية المكتب التنفيذي برئاسة فراس معلا يتخذ هذه القرارات بعد أحداث الشغب في كأس السوبر لكرة السلة الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف
تاريخ اليوم
خبر عاجل | محلي | نيوز

المواطن غير مهتم بارتفاع الأسعار!!


خاص غلوبال ـ علي عبود


مهما أتحفتنا وزارة التجارة الداخلية بحجج وتبريرات “خلبية”، فإن المواطن لم يعد مهتما بارتفاع الأسعار، فقد طارت معظم السلع الأساسية عن مائدة أسرته، وبالكاد يتمكّن من تأمين ما دون الحد الأدنى من الكفاف اليومي!
ومن الملفت جدا أن يتحدث وزير التجارة عن عمل وزارته وآلية التسعير في الوقت الذي لا تستطيع ملايين الأسر السورية شراء احتياجاتها الأساسية إلى حد لم تعد تسأل فيه عن الأسعار، بل لم يعد يهمها هذا الأمر مادام دخلها يتقلص يوما بعد يوم، ولم تعد قادرة على شراء السلع إلا بالقطع الصغيرة، أو بالغرامات، وليس بالأوقية أو الكيلو، كما كان حالها حتى الأمس القريب! 


ولا يختلف الأمر كثيرا مع اللجنة الاقتصادية، التي تنشغل برفع الأسعار بذريعة ارتفاع تكلفة تصنيعها واستيرادها، بدل الانشغال بالإجابة على سؤال ملايين الأسر السورية: متى تُعدّل أجورنا لنتمكن من شراء الحد الأدنى لمتطلبات معيشتنا؟
وما يثير الاستغراب، بل والشكوك أيضا، ان يكشف وزير التجارة بأن اللجنة الاقتصادية أنهت العمل بمشروع تخفيض تكاليف بعض الرسوم الإضافية على المواد المستوردة، وكأنّ هذا المشروع سيؤدي إلى تخفيض الأسعار في الأسواق!!
المسألة لم تكن يوما بتخفيض الأسعار، فحتى لو قرر التجار والصناعيون تخفيض المستوردات والمنتجات المصنعة محليا بنسبة 100% أي إلى ما دون كلفتها، فإن دخل الأسرة الذي تراجعت قدرته الشرائية أكثر من60 ضعفا لن يكفي لشراء السلع الغذائية الكافية لمتطلبات عيشها اليومي!


ومن المهم أن يحرص وزير التجارة على التواصل مع التجار والصناعيين لحل ما يرونه من مشاكل تحول دون انقطاع أي مادة من السوق أو توقفهم عن الإنتاج، لكن الأكثر أهمية ان يحرص الوزير على أن تكون المواد الأساسية على الأقل في متناول الأسر محدودة الدخل، إذ ما الفائدة من عرض وفير للسلع دون قدرة ملايين الأسر على شرائها!
ولو كان وزير التجارة حريصا فعلا على معيشة المواطنين لوفّر احتياجاتهم الأساسية في صالات السورية للتجارة بأسعار تتناسب مع د خلهم، او توزيعها عبر البطاقة الذكية شهريا وليس ثلاث مرات في السنة!!


وما يثير استفزاز المواطنين هو تكرار المسؤولين على مختلف مسمياتهم ومتدرجات مناصبهم لمعزوفة من التبريرات المشرعة للغلاء الفاحش، من قبيل ان ارتفاع الأسعار مشكلة عالمية ، و استمرار الحرب الأوكرانية، وقرارات العديد من الدول بإيقاف التصدير والاحتفاظ بمنتجاتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي..الخ، لكن ما من مسؤول يجيب على السؤال: ما الإجراءات التي اتخذتها الجهات الحكومية المعنية لتوفير السلع محليا وبأسعار تناسب دخل ملايين الأسر السورية؟
الواقع يؤكد إن من ينشغل برفع مستلزمات الزراعة والصناعة بنسب كبيرة ودون توقف تنعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية، لا يهمه كثيرا ما يحدث من خروج آلاف المنتجين من العمل ، وبتراجع الإنتاج والاستهلاك، بل لا يهمه ما تتعرض له البلاد من انكماش وركود غير مسبوق!


ربما المقترح الوحيد الذي كشف عنه مؤخرا وزير التجارة والذي يمكن في حال تنفيذه أن ينعكس إيجابا على الأسرة هو (طرح المواد مباشرة من المصنع إلى المواطن عبر صالات السورية للتجارة وعبر البطاقة الالكترونية لإلغاء الحلقات الوسيطة التي تعتبر أحد أسباب رفع الأسعار)، وهذا المقترح ليس اكتشافا جديدا، فهو مطبق نسبيا في معارض التسوق التي تنظمها غرف الصناعة، لكن لم يهتم أي وزير للتجارة بتنفيذه في صالات التدخل الإيجابي، وأن يبدأ مثلا ببيع منتجات القطاع العام!


أكثر من ذلك، أن ما يثير الريبة والشكوك هو عدم استجرار السورية للتجارة لمنتجات أصحاب المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، ما يوحي بأن فكرة طرح سلع منافسة بالسعر والجودة لمثيلاتها العائدة لكبار المستوردين والصناعيين غير وارة إطلاقا حتى الآن!


الخلاصة: مهما كانت آلية التسعير جادة وفعالة ودقيقة .. فهي لا تعني المواطن غير المهتم بزيادة الأسعار لأن شغله الشاغل هو انخفاض القوة الشرائية لدخله الذي بالكاد يكفي شراء الفلافل فقط!!


ولو كان وزير التجارة مهتم فعلا بتأمين السلع الأساسية للمواطن لتوسط لدى مجلس الوزراء لإقرار سلة غذائية لملايين الأسر السورية بما يناسب دخلها، أو برفع الحد الأدنى للرواتب والأجور للعاملين في القطاعين العام والخاص بما يكفي لتأمين متطلبات الحياة المعيشية اليومية ومتغيراتها ، أي حسب ما نص عليه الدستور بلا أي “منّة” من أحد!!

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *