خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الطبيب في جيبك والجيب فارغ … الانترنت … حل علاجي إسعافي أم حالة متفاقمة؟

خاص غلوبال – شادية اسبر

يتوه الباحث في محركات البحث على شبكة الانترنت في بحر من المعلومات عن قضية صغيرة أو حتى عن معنى كلمة ما، خيارات وإجابات لا حصر لها تظهر أمامه على صفحة الهاتف الجوال أو الكومبيوتر، يحتار أيها يصدق وخاصة أن الكثير منها يأتي بمعلومات متضاربة من موقع لآخر، فكيف الحال إذا كنت تبحث عن علاج لمرضك وأنت المريض ومشخّص الحالة أيضاً؟تحت وطأة الفقر المتفاقم، تتفاقم الأمراض بكل أنواعها، ومع دخول الشتاء أيضاً تنتشر الموسمية منها، كل هذا وتدهور الوضع المعيشي لا يتوقف، حسابات تكاليف المعيشة مستحيلة الضبط، تنازلات يومية عن مواد أساسية بعد غياب قسري لجميع الكماليات، “كل شيء يهون أمام المرض”، هكذا تؤكد وداد (37 عاماً).

وداد أم لطفلتين، أنجبت الأولى العام 2010، والثانية بعد عامين، لم يكن في حسبانها أن تصل البلاد إلى هذه الحال، تؤكد بغصة: “لو كنت أعلم لاكتفيت بطفلة واحدة”، وتستدرك في طيبة وخوف من الإثم الذي شعرت به بناء على تربية دينية اكتسبتها من محيط متدين: “يا رب لا تواخذني، بعرف هالحكي حرام”.

مؤلم هذا الشعور، فأي حال وصلت إليه الناس تحت هذا الحصار، لدرجة تندم على الإنجاب! تندم على الأمومة؟! في حديثها مزيج من المنطق والألم، من المحبة والضيق، تقول: “الأسبوع الماضي جاءت ابنتي الصغرى مصابة بالزكام من مدرستها، هي حالة طبيعية بين الأطفال وخاصة في هذا التوقيت من السنة، لكنها حقيقة في هذه الظروف كارثة أسريّة بكل ما للكلمة من معنى”.

قهر أن تكوني أماً لطفلتين لا معيل لكما سوى راتب وظيفة حكومية.

الطبيعي في هذه الحالة أن تتوجه الأم بطفلتها إلى الطبيب، لكن “كشفية الأخصائي” ثلث الراتب، وتكلفة الأدوية الثلث الثاني، وأجور الوصول إلى العيادة والعودة إلى البيت، ثلثه الأخير، فماذا ستقدم لابنتها طعاماً قبل حبة الصباح؟ وبعد حبة الغداء؟ ومع وجبة العشاء؟ تسأل وداد.

المضحك أنها تعلم ما سيقوله الطبيب، ((ريّحي حالك، وتغذّي)).. هذه الوصفة المشتركة عند الجميع، كلمات نسمعها بتكرار، لكن ماذا عن تطبيقها المستحيل؟ خرجت مراجعة العيادات الخاصة من حسابات الفقراء، ليتبعها خروج المشافي أيضاً من حساباتهم، فهي ولو أنها بأسعار رمزية “مقدور عليها” إلا أن التفاصيل أعلى من المقدرة، من مواصلات إلى أدوية وتحاليل غير متوفرة في الكثير من الأحيان، ناهيك عن تراجع مستوى الخدمات مع النقص المرعب في إمكانيات المشافي من الناحيتين التقنية اللوجستية والكوادر المهنية، المترافقة مع تراجع المستوى الأخلاقي لهذه المهنة المصنفة إنسانية.

لم يكن أمام وداد، التي تنسحب حالتها على مئات الأسر السورية، سوى هذا الخيار الذي تؤكد أنها ذهب إليه مرغمة، البحث في الانترنت عن علاج منزلي، أي بما يتوفر في المطبخ.تنوعت طرق التحايل على الأوضاع أو ما بعرف بــ”تدبير الحال” بين العلاجات الطبية بالأعشاب أو عبر الانترنت أو بمراجعة الصيدليات، ورغم أن هذه الخيارات الإسعافية تحل مشكلات صغيرة في حالات في مرضية شائعة كالزكام وآلام المغص والبرد، لكن معدل خطورتها أعلى بكثير من فائدتها.

ومن منظور طبي اختصاصي بحت، بعيداً عن الأوضاع المعيشية، فإن الاكتفاء بالبحث على الإنترنت، أو اللجوء إلى الصيدليات للحصول على معاينات سطحية، أمر خطير يعود بالضرر على المريض في أحيان كثيرة، فالمريض لا يمكن أن يشرح حالته إذا لم يكن أمامه أخصائي يطرح الأسئلة الضرورية، وفي أحيان كثيرة حتى الأخصائي تختلط عليه الأعراض فيلجأ إلى التحاليل والصور للتشخيص الدقيق، نظراً لوجود حالات مرضية متداخلة.وهنا تنطبق المقولة الشائعة “منكون بشي منصير بشي”، ما يعني أن معالجة الأعراض البسيطة بطريقة خاطئة ينقلنا إلى أمراض أخطر أو مراحل أقسى من المرض، ما يعني أن الخسارة مضاعفة، بالصحة والمال، لكنه الحال، والدوامة لا تتوقف.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *