خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

المتبرع لا يحتاج لاسمه.. العمل الإنساني والدعاية نقيضان لا يلتقيان

 خاص غلوبال – شادية اسبر

عندما كنا صغاراً نسمع أحاديث آبائنا، نحفظ أقوالهم، حتى حركاتهم، ودون أن ندري نعيد سلوكياتهم في مرحلة النضوج، نكبر أكثر لتنطبق علينا مقولة “من شب على شيء شاب عليه”.

كثيراً ما سمعت والدي يقول: ” لما بتعطي بإيدك اليمين ما لازم تعرف إيدك الشمال”.

إلى هذه الدرجة كان التكتم على فعل الخير، فمن المبدأ الديني والأخلاقي والإنساني، تقديم الحسنات أو المعونات يتناقض تماماً مع الإعلان والتشهير والتبجح.

من الناحية الدينية ثواب كتمان قضاء الحاجات مضاعف وفق جميع الشرائع، ومن الناحية الأخلاقية الإنسانية فإن ذل الحاجة كفيل بأن لا تفتضح محتاجاً مددت له يدك، ومن النواحي جميعاً فإن السوكيات تفتضح النوايا، وهنا مربط الفرس في حديثنا هذا.

أكثر ما يؤلم في بلاد جميع من فيها يعيش آلاماً متفاقمة يومياً، أن ترى طفلاً يحمل حقيبة مقدمة من منظمة دولية أو جمعية “خيرية”، وقد حاول بيده الصغرى أم بيد أمه أو والده، وربما بيد خياط يقطن جوار منزله، أن يغطي اسم الجمعية التي تبرعت له بلباس أو حقيبة مدرسية أو دفتر أو مقلمة، أن يبحث عن طريقة ليكون طفلاً طبيعياً كرفاقه في الصف والمدرسة والحي، فلماذا يضطره المتبرعون للبحث عن وسائل لتغطية أسمائهم؟

بالتأكيد مجرد طباعة اسم المتبرع، وفي مكان واضح، وعلى مساحة كبيرة، فإن الفعل الخيري قد انتفى، ودخل الموضوع في مجال الدعاية والإعلان “الرخيص” أخلاقياً، فهل أسوأ من استغلال حاجات الناس في دعاية لها أبعاد تدخل في “المشكوك بها”؟

طمس اسم المتبرع، ضرورة للفعل الإنساني المجرد عن أي هدف آخر، فما فائدة تبرع يجعل الأغنياء يتباهون بصدقاتهم؟ وما قيمته إذا تسبب بالحرج للمتبرع إليه؟ وخاصة في عالم الأطفال، حيث لا يمكن ضبط العلاقات والسلوكيات بينهم، ونعلم أن “التنمر” حالة متفشية في بلاد أنشأت أسرها أجيالاً متعاقبة، تراجع فيها المستوى التربوي الأخلاقي، لصالح المظاهر والتبرج بعيداً على المضمون، وتقييم الناس بناء على لباسهم وأشكالهم ومقتنياتهم، لا أفكارهم وعقولهم وإنتاجهم.

هناك من قد يخرج ويبرر قائلاً: “الدعاية أو الإشهار هدفه جذب الانتباه والتشجيع على تبني سلوك معين”، وهنا يمكننا القول إن التشجيع على التبرع حالة صحية جيدة، لكن الطريقة مرفوضة، ألا يمكن أن يكون التشجيع عبر طريق أكثر انضباطاً، ودون إحراج الأطفال والمساس بمشاعرهم؟ 

 ألا يمكن أن يكون عبر حديث من تلقوا التبرعات ذاتهم؟ والجميع يعلم أن لا شيء إلا ويتم تداوله بين الناس، فلنترك أفعالنا تتحدث عنا، لكن للأسف فإن غالبية الأعمال الإنسانية “التبرعات”؛ تقوم على تقنيات البروباغاندا، وتعتمد على أساليب أبحاث علم النفس الاجتماعي، وكثيراً ما يقوم القائم بالدعاية باعتماد المغالطات المنطقية وإن كانت غير سليمة أو واقعية، فلا تقولوا أن عملكم إنساني بحت، لا أحد مقتنع بتزاوج الدعاية والإنسانية، هذا التزاوج حتماً سيلد طفلاً مشوهاً، فرجاء، اكتموا صدقاتكم، كي نصدّق أنها إنسانية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *