خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

شجرة الميلاد … أشكال مبتكرة بضغط اقتصادي اجتماعي


خاص غلوبال – شادية اسبر


الاسم، شجرة الميلاد، والصورة الذهنية ذاتها، حفظناها في ذاكرتنا البصرية، بكل تفاصيل زينتها، لكن كل شيء تغير في بلد أتت عليه الحرب، وأخذت كل التفاصيل الجميلة، ليكون ابتكار الجمال مهمة أخرى لرب الأسرة السورية، تضاف إلى قائمة طويلة من المهام القاسية والتي في غالبيتها صعبة أو مستحيلة التنفيذ، وسط هذا الكم الهائل من الضغوط على جميع المستويات، تحت وطأة ضغط اقتصادي متفاقم.


بقي الاسم ذاته، شجرة الميلاد، لكن الأشكال مبتكرة، والابتكار هنا ليس نوعاً من الترف، أو بحثاً عن التميز، إنه ابتكار قسري تحت ضغط نفسي اقتصادي اجتماعي.


يقول سليم (أب لطفلتين)، إنه وقع بين حزنين، هذا الأب الذي يحتار في تدبير الأسرة، وقد انفصل عن زوجته فوجد نفسه أماً وأباً، معيلاً ومربياً، يقوم بمهام الأعمال المنزلية بتفاصيلها وتشعباتها، إضافة لأعمال عدة خارج المنزل لتأمين المال، يفاجأ سليم بطلب ابنته الصغرى (9 أعوام)، بأن يجلب لها شجرة تزينها احتفالاً بعيد الميلاد، في طقس شاهدته على إحدى القنوات التلفزيونية، وبين حزنه على طفلته التي تحتاج أمها في كل لحظة فلا تجدها، وقع سليم في حزن آخر، إنه العجز عن تأمين طلب، في نظر ابنته بسيط، وفي واقعه أكبر بكثير من مقدراته، هو الذي يعمل في إحدى محال سوق الحميدية، ويعلم تماماً أن تكلفة شجرة الميلاد وزينتها، في الحد الأدنى، تفوق دخله السنوي بأضعاف.


يتابع سليم القصة بغصة: ككل الآباء، كذبت على ابنتي بأن طلبها مجاب، وأعطيتها وعداً بعد أيام، هي نامت بحضني تحلم، وأنا بقيت مستيقظاً ليلتها أفكر كيف أنفذ وعدي.


يبدو أن سليم لم يكن الوحيد الذي واجه الموقف ذاك، فعند حديثه لرفاقه في العمل، اكتشف أن مثله الكثيرين، وفي جلسة مباحثات، وجد الآباء فكرة ابتكار أشجار بما يتوفر في المنازل، ليعود صديقنا إلى ابنته مفعم براحة من وجد حل لأكبر مضلة تواجهه.

يصف سليم كيف صنع شجرة الميلاد لابنته بفخر المبتكرين، ليؤكد أنه طلب مساعدتها كنوع من المرح كي لا تشعر بأنه نوع من العجز المادي، فكانت الشجرة سلّم خشبي بأربع قوائم، ملفوف بقماش ملون وخيوط كنزة صوفية صغيرة قديمة كانت تلبسها قبل سنوات، لتصبح أوراق الشجرة، اشترك الأب وطفلتيه، وصنعوا شجرتهم الخاصة، زينوها بألعابهم، وبأوراق دفاترهم، حتى “ربطات” شعرهم الذي قضى والدهم أكثر من عام حتى تعلم صنع ضفيرته.

يبتسم سليم وهو يحدثنا ما حدثته به طفلتاه عند عودتهم في اليوم التالي من المدرسة، فحال الأطفال حال آبائهم، يتحدثون عن شجونهم وأحلامهم وابتكاراتهم، ليكتشف الأب أن غالبية رفاق طفلتيه يعيشون التجربة ذاتها، وقد باتت المنافسة أي شجرة أجمل، وأي فكرة أغرب.

اختلفت أحجام أشجار ميلاد السوريين، كما اختلفت أشكالها، تنوعت المواد المصنوعة منها، كما تنوعت الأيدي المشاركة في تزيينها، ورغم أن زوايا البيوت باردة، والأضواء غائبة، إلا أن صنعت بحب، يختم سليم كلامه بهذه العبارة، ونصمت جميعاً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *