خبر عاجل
السورية للتجارة توزع الغاز المنزلي…  مدير الفرع بدرعا لـ«غلوبال»: الكميات توزع حسب المتوافر دون أي تأخير متر الألمنيوم يلامس المليون ومئتي ألف… رئيس جمعية البلور والألمنيوم بحماة لـ«غلوبال»: قروض الطاقة وتمويل بناء المقاسم الصناعية أبرز مطالبنا أجواء خريفية معتدلة… الحالة الجوية المتوقعة هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة وفرة الإنتاج تنعش سوق التمور بالبوكمال… مدير الإنتاج النباتي بزراعة دير الزور لـ«غلوبال»: المنطقة تشتهر بجودة الأصناف ردعٌ سرمدي… رغم الاستهتار والإجرام الفلاح يعاني تذبذب سعر الزيت غير المبرّر… عضو لجنة المعاصر لـ«غلوبال»: التسعيرة اعتُمدت بـ 575 ليرة في حمص ونطالب بمعايير لإنشاء وضبط المعاصر نجوم الفن في سورية يدعمون لبنان “برداً وسلاماً على لبنان”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | محلي | نيوز

شباك تذاكر حفلات “المترفين” يغلق بأسعار باهظة…والأزمات تحاصر السوريين … فماذا يُفعل لردم الفجوة وتحسين الواقع المعيشي..؟!

خاص غلوبال-رحاب الإبراهيم


أغلق منذ قرابة أسبوع شباك قطع تذاكر حفلات رأس السنة في العاصمة دمشق، التي يحييها فنانين لبنانين بعد ما وصلت سعر التذكرة إلى حدود 700 ألف ليرة، في وقت تضرب البلاد موجة غلاء طاحنة مترافقة مع أزمة محروقات شلت حركة التنقل والإنتاج وسرعت دخول عائلات جديدة إلى خط الفقر، الذي يرتفع مؤشره ليشمل عدد أكبر من السوريين يومياً.


ولا نعترض هنا ..لا سمح الله على حفلات الصخب المكلفة، وخاصة أن جزء من إيراداتها تعود إلى الخزينة، ما لم يفلح أصحاب الفعاليات السياحية من التهرب الضريبي، ومن حق من يملك المال طبعاً، ولو كان من محدثي النعمة أو أمراء الحرب البذخ وترفيه النفس، وأن كانت هذه الحفلات مزعجة للبعض، وخاصة أن المبالغ المنفقة عليها تعادل عشرة أضعاف راتب الموظف، الذي يلهث ليلاً ونهاراً لتأمين تكاليف معيشته الشهرية، التي باتت تقارب في حدها الأدنى أكثر من مليون ليرة، وسط مطالبات لا تُسمع لمراعاة ظروف أغلب الأسر المأساوية، وهذا حق أيضاً، لكن اعتراضنا الوحيد أن تأخذ هذه الحفلات كمؤشر اقتصادي وقياس فعلي للواقع الاقتصادي، وتجاهل أوضاع أغلبية السوريين المادية الصعبة، التي باتت معروفة للقاصي والداني، على غرار ما يفعل عند رصد حالات ارتياد المطاعم والاعتماد عليها لاتخاذ بعض القرارات الارتجالية، حيث توحي للمسؤولين أن الأوضاع بخير وتحت السيطرة، ما يدفعهم إلى إصدار قرارات بناء على هذه الزاوية الضيقة، وإغفال واقع حال النسبة العظمى من العائلات، العاجزة عن تأمين كفاف يومها.


ولا ينكر أن حفلات الأعياد أو ارتياد المطاعم يمثل جانب اقتصادي يعكس تحسن الحركة السياحية نسبياً لبلد أنهتكه الحرب والحصار وسوء إدارة موارده الغنية، فاليوم يركز على الجانب السياحي وتهمل قطاعات منقذة كالزراعة والصناعة، كما تظهر جانباً اجتماعياً مقلقاً يظهر في التفاوت الطبقي، فاليوم الطبقة الوسطى تلاشت مقابل ظهور طبقة فقيرة وأخرى ثرية جداً، وللأسف جزء من هذه الأخيرة هم من تجار الحروب وأمرائها، الذين يهدرون المال المسروق من الشعب يمنة ويسرى، بلا توظيف فعلي لهذه الأموال في مشاريع مجدية بدل تهريبها إلى الخارج أو صرفها بشكل عشوائي للمباهاة من باب البريستيج المصطنع، فلو كانت هذه الأموال أموالاً نظيفة معتوب عليها لما سمح أصحابها بهدرها إلا في حالات قليلة، ولكنا شهدنا مبادرات فعلية من أهلها أو العائلات التجارية والصناعية العريقة للوقوف مع البلد في أزمته والعبور بسلام دون ابتزاز أو تفصيل قرارات على مقاسهم، كما في عقود خلت حينما سجل شيوخ الكار وقفات مشرفة لحماية العملة الوطنية، فأين رجال الأعمال الجدد من هذه الوقفات، وإذا كانوا غير قادرين على بلورة مبادرات بحكم خبرتهم المحدودة لماذا لا يتواجد من يعمل على استثمار أموالهم بدل الهدر على مظاهر البذخ الخاسر العائد إلى جيوب بعض المنتفعين من ذات الزمرة.


دلالات انتهاء حجوزات حفلات رأس السنة وأسعارها الباهظة، لا تغفل حقيقة أن عام 2022 كان الأسوأ بالنسبة للسوريين بعد محاصرتهم الأزمات من كل الجهات وانعدام أبسط مقاومة الحياة، ما جعل معظم العائلات باستثناء قلة قليلة ترفع “العشرة” استسلاماً لواقع معيشي وخدمي ضاغط، لا يغير حقيقته ارتياد نسبة قليلة المطاعم ودفع أموالاً كثيرة للحصول على هذه الرفاهية الزائدة وقت الحرب، وهذا حقهم، فمن معه “المال يرش قنبز” كما يقال، لكن من حقنا أيضاً، عدم خلط الحابل بالنابل، ودفع الفقراء ضريبة رفاهية هذه الفئة عند سوء تقدير بعض صناع القرار والاعتماد على مؤشر ارتياد المطاعم والحفلات كدليل على أن أمور المعيشة على خير ما يرام، فهذا المعيار مضلل وظالم، فالواقع المعيشي الصعب يتحدث عن نفسه، وتمكن فئة قليلة من النفاذ بجلدها بطرقها الملتوية لا يغيره، فالحقيقة لا تغطى بغربال وأن كثرت المحاولات، فماذا أنتم فاعلون لتحسين هذا الحال، الذي ينذر بعواقب وخيمة ما لم تتخذ قرارات عاجلة لتغييره بأسرع وقت ممكن؟!..ويأمل أن يكون العام القادم نقيض الحالي ويزيل معه آثار الحرب والحصار وإدارة الموارد التي كانت الأسوأ على الإطلاق.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *