خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | محلي | نيوز

أسواق حلب تشهد ركوداً مقلقاً…وتجارها يتفحصون الجوالات بدل البضائع ويشتكون لـ«غلوبال» قلة البيع والحركة التجارية 

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

تطغى أحاديث الدفء الغائب عن معظم البيوت في مدينة حلب على الجلسات العائلية والعمل ، وخاصة بعد اشتداد برنامج التقنين بحيث لا تأتي الكهرباء سوى ساعتين باليوم مع انقطاعات متكررة ، لكن أيضاً جمود الأسواق وقلة النشاط التجاري والصناعي في العاصمة الاقتصادية ولاسيما بعد أزمة المحروقات المستمرة حديث له شجونه وأوجاعه يرويها أهله بحسرة ولاسيما أن النهار قد يمضي من دون استفتاحية تفش خلق أصحاب محال وترضي جيوبهم نسبياً .
واقع أسواق مدينة حلب الراكد ، الذي يثير في النفس الحزن على حال العاصمة الاقتصادية ، التي يعلنها أهلها صراحة بأنها مظلومة وتحارب من تحت الطاولة وفوقها لتبقى على هذا الوضع الصعب ، الذي يبينه بوضوح جلوس أصحاب المحال التجارية أمام محالاتهم يتفحصون الجوالات بحثاً عن التسلية في محاولة لتضيع الوقت ونسيان واقع تجارتهم الجامدة بسبب قلة البيع حد انعدامه بحيث يتجاوز عدد الباعة الزبائن ، الذين  قصدوا السوق يسألون عن الأسعار وثم يتراجعون عن الشراء بسبب غلاء الأسعار الجنوني وضعف القوة الشرائية للمواطنين .

المال “تبخر”
هذه الحال تعمم على جميع أسواق مدينة حلب الشعبية والحديثة كسوق الجلوم والتلل والعبارة والعزيزية ، باستثناء أسواق الخضر والمواد الغذائية ، التي و إن شهدت ارتفاعاً في الأسعار لكنه لا مفر من شراء الاحتياجات اليومية ، التي اقتصرت على الضروريات والأساسية فقط إلا في الحالات الخاصة ، مع لحظ فقد حلب خاصية بضاعتها الرخيصة والجيدة كما السابق ، وهذا يرده تاجر المواد الغذائية الشاب في منطقة الجميلية بحرقة بقوله ل”غلوبال”: الله يرحم أيام كانت حلب أم البضاعة الجيدة والرخيصة، اليوم حلب تحارب تجارياً وصناعياً حتى لا ترجع إلى عزها السابق من قبل بعض التجار ، فاليوم السلع أغلى من المحافظات الأخرى بسبب فرض أتاوات إضافية بحجة أن حلب أهل مال ، لكن هذا المال تبخر ولم يعد موجوداً إلا عند القلة .


تمضية الوقت..؟!
ويتحدث التاجر ابراهيم اسطنبولي في سوق الصوف القريب من سوق التلل الشعبي، عن حال الأسواق “الداقرة” بتأكيده أن محله قبل الحرب كان يعج بالزبائن لدرجة أنه كان لا يضع كراسي بسبب الزحمة، التي كان يشهدها سوق الصوف قبل الأزمة وليس محله فقط ، لكن اليوم اختلفت الحال كثيراً، فالسيدات القادمات لشراء الصوف لصنع كنزة أو قطعة ألبسة تصنعها بنفسها كونها أرخص تكلفة، حينما يعرفنا بالأسعار تغادرن فوراً، لذا غالباً بدل الشراء والبيع نفتح أحاديث لتمضية الوقت وتفريغ وتنفيس الهموم”.
وأضاف والضحكة ترتسم على وجهه : ماذا نفعل لا بد لنا أن نتفاءل بالقادم ، لكن اليوم الوضع صعب وننتظر الفرج .

من مصلحتنا تخفيض الأسعار ..!
ولا تختلف الحال في سوق الجلوم وباب أنطاكية الملاصقين ، والمخصصين بالعموم إلى الطبقة محدودة الدخل ، فعدد الزبائن  محدود رغم أن أسعار الألبسة مخفضة مقارنة بالأسواق الشعبية الأخرى ولاسيما أنهما مختصان بالبيع بالجملة أيضاً، إضافة إلى أن أكثر قاصديهما من أبناء الريف ومحدودي الدخل ،  وهنا يشير التاجر سالم كما عرف عن نفسه خوفاً من المالية أن السبب في الجمود في سوق الجلوم يرجع إلى ضعف القوة الشرائية للمواطن وارتفاع الأسعار وخاصة مع التذبذب في سعر الصرف ، الذي يؤثر على تسعير السلع بحيث يرفع التجار الكبار الأسعار كل لحظة ، وهذا يؤثر علينا ، فمن مصلحتنا تخفيض الأسعار وليس ارتفاعها بهدف تشجيع المواطنين على الشراء ، فاليوم قد يمضي النهار كله من دون بيع قطعة واحدة ، فعلى الرغم من انخفاض الأسعار مقارنة بالأسواق الأخرى لكن ضعف القوة الشرائية يدفع المواطنين إلى الامتناع عن شراء الألبسة ، التي أصبحت من الكماليات ، فالناس همها تأمين مأكلها بالدرجة الأولى .
وهو ما تؤكده السيدة رنا ملحم التي التقاها “غلوبال” عند التجول في سوق الجلوم الشعبي ، لتشير أنها كانت تتسوق لشراء بضاعة بالجملة لمحلها الواقع في أحد أحياء حلب الشعبية ، لكنها قللت الشراء بسبب تعرضها للخسارة ، بسبب عدم تفكير الناس بشراء الألبسة إلا للشديد القوي ، وتوجههم نحو شراء مستلزمات الحياة الأساسية التي أصبحت تكسر الظهر ، لكن رغم ذلك تصر على فتح محلها كونه مصدر رزقها الوحيد لحين انتظار الفرج وتبدل الحال الاقتصادي الصعب .
كثرة البسطات..!

قد يبدو الوضع مختلفاً نسبياً في سوق التلل الشعبي الواقع في مركز مدينة حلب ، لكن في الحقيقة الواقع ذاته لكن كثرة البسطات المنتشرة والعائدة لبعض المتنفذين ، توحي بوجود حركة تجارية جيدة ، علماً بأن أصحاب المحال يشكون بصورة مستمرة من هذه البسطات كونها تؤثر في عملهم التجاري الراكد أساساً ولاسيما أن أصحابها لا يدفعون الضرائب والرسوم المفروضة على أصحاب المحال ، الذين يفكر بعضهم بالإغلاق المؤقت حتى تبدل الواقع الاقتصادي الصعب مطالبين بزيادة الرواتب كونها تسهم في تحسن القدرة الشرائية ، لافتاً إلى أن المنحة ساهمت بتحريك السوق قليلاً ، فكيف لو اتخذ قرار بزيادة الرواتب ، التي تصرف بطبيعة الحال في الأسواق وتحرك عجلتها .      

 محدثو النعمة…
الجمود في أبرز صوره يتجلى في سوق العزيزية، الذي يقصده غالباً أصحاب الدخول المرتفعة والطبقات الميسورة الحال ، لكن زائر هذا السوق قد يجد نفسه وحيداً مع بعض المتسوقين والباعة ، فعلى امتداد السوق الحديث لا ترى سوى عدد قليل من المتسوقين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، وهنا يتحدث التاجر الذي فضل التعريف عن نفسه بأبو جوني عن حال السوق المقلق ، الذي أرجعه إلى جملة الظروف التي تمر فيها مدينة حلب والبلاد عموماً ، فالمواطنون لم يعدوا قادرين على شراء كنزة مثلاً بـ50 ألف ليرة ، باستثناء قلة من محدثي النعمة ، الذين يشترون من دون السؤال عن السعر حتى ، لكن عموماً أصبح هم الناس تأمين غذائها وتدفئة بيوتها ، أما الألبسة فأصبحت آخر ما يفكرون به ، إضافة إلى أن أصحاب المحال لم يعودوا قادرين على تحمل مزيد من الضغوط أمام هذا الواقع الصعب وقلة البيع ، ولاسيما أن مديريات المالية والكهرباء والبلدية لا ترحم أبداً ولا تكترث بالأوضاع الاقتصادية القائمة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *