قرى في الساحل تحتفل ب”عيد القوزلي”…باحث في الموروث الشعبي لـ «غلوبال» : تراث سوري قديم تتناقله الأجيال
خاص اللاذقية- باسل يوسف
يحتفل أهالي قرى وبلدات في الساحل السوري ليلة 13 كانون الثاني بعيد رأس السنة الشرقية الجديدة ويطلق عليه “عيد القوزلي”، مهللين بعام جديد يحمل لهم الخير والمحبة والتسامح.
ووفق التقويم الشرقي فإن 14 كانون الثاني غربي، هو يوم 31 من كانون الأول، وهو يوم بداية سنة جديدة كان تحتفل فيه الشعوب والقبائل التي سكنت المنطقة قبل الاسلام، وفقاً لما أكده الباحث في الموروث الشعبي نبيل عجميةلـ «غلوبال» شارحاً: عيد “القوزلي” كلمة آرامية تعني البدء، أي بداية العام على الحساب الشرقي، ويصادف 14 كانون الثاني من كل عام، حيث يوافق عيد “القوزلي” الاحتفال برأس السنة الميلادية وفق التقويم الشرقي بفارق 13 يوماً عن التقويم الميلادي الغربي، وأيضاً تأتي كلمة القوزلي في الآشورية من “قوزلو” وتعني قزل النار أو إشعال النار، حيث كانت توقد النار طلباً للدفء وللطبخ، وتوقد على رؤوس الجبال وأمام المنازل احتفالاً بالعيد.
وحسب عجمية، عيد القوزلي ليس دينياً ولا رسمياً، وإنما هو تراث سوري قديم وموروث شعبي دأبت الأجيال على تناقله والاحتفال به، مشيراً إلى أن عدداً من أهالي القرى في اللاذقية وطرطوس لا يزالون يحافظون على الاحتفال بالقوزلي إلى يومنا هذا، حيث يجتمع الأهالي في القرى، ويقومون بطهي الأكلات الشعبية والتراثية التي تعكس هوية الساحل كخبز التنور أو القوزلي المبلول بالزيت والفطاير وحبة البركة والفليفلة، كما تحضر الكبيبات وأقراص السلق وأقراص العجين المحشوّة لحماً وتسمى “زنكل”، كما يقدمون التمر وحب الأس.
عن طقوس الاحتفال بعيد القوزلي، يقول عجمية: تجتمع العائلات مساءً ويقوم الأطفال بإشعال النيران فوق أسطحة منازلهم، لأن إشعال النار هو جزء مهم من الاحتفال الذي يعد مناسبة اجتماعية، وتبدأ السهرة في ليلة الثالث عشر منه، ويعقدون سهرات الغناء والطرب، مستدركاً:كان العيد في الماضي أكثر جمالاً، حيث كان لابد لكل عائلة أن تذبح “جدياً” أو “ساعوراً ” تمهيداً لطهيه، إذ يتسم العيد بأكلات معينة كأطباق الكبة بأنواعها والبرغل والفطائر المشوية في التنور والمصنوعة من الدقيق إضافة إلى الكعك المحلى، والمعجنات المقلية والمحشية بالسلق واللحم.
وتابع عجمية: كانت لعيد القوزلي طقوس مميزة وممارسات فريدة، وكان يمتد بصورته الأصلية لستة أيام لكنه في الحاضر اختُزل بصورة محزنة إلى يوم واحد تزور فيه العائلات بعضها، مع الحفاظ على بعض أنواع الأطعمة الشعبية البسيطة التي تميزه والتي لا تحتاج لتكاليف كبيرة لإعدادها في ظل غلاء المعيشة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة